في أول تصريح له عقب أدائه القسم اليوم الجمعة أطلق وزير الخارجية والتعاون الدولي، السفير محي الدين سالم، سلسلة من الرسائل القوية والحاسمة، رسم من خلالها ملامح السياسة الخارجية المقبلة، مؤكدًا التزام الحكومة الجديدة بالثوابت الوطنية، والانفتاح الواعي على المحيطين الإقليمي والدولي، تحت قيادة حكومة “الأمل والرجاء” برئاسة الدكتور كامل إدريس.
راية لن تسقط.. وسيادة لا تُساوَم
استهل الوزير تصريحه بكلمات ذات حمولة وطنية واضحة، قال فيها:
“حفاظًا على هذا العلم الذي يرفرف عاليًا، ولن يسقط بإذن الله، لن تنتكس هذه الراية مهما كثر الأعداء.”
عبارة تؤكد أن الحفاظ على السيادة الوطنية والكرامة هو خط أحمر، وأن راية السودان ستظل مرفوعة رغم التحديات والضغوط.
انفتاح محسوب.. وشروط وطنية
أكد السفير محي الدين أن السودان منفتح على الجميع، لكنه شدد على أن هذا الانفتاح مشروط بمن يبدي حسن النية، حيث قال:
“نحن منفتحون على الكل، إلا من أبى.” وتابع برسالة واضحة للمجتمعين الإقليمي والدولي:”نقول للجميع في الإقليم والعالم: راجعوا مواقفكم، ولكل حدث حديث.”تُظهر هذه العبارات تبني السودان لسياسة خارجية مرنة، لكنها غير خاضعة، قائمة على الندية والمصالح المشتركة، لا الإملاءات.
السير في الطريق حتى النهاية
استدعى الوزير كلمات القائد العام للقوات المسلحة، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، بقوله:
“سنمضي في الطريق حتى آخر رجل منا.”وهي رسالة صلبة تؤكد على الاستمرارية في مسيرة الكفاح والبناء، مهما كانت التحديات، ومهما طال الطريق.
دبلوماسية تتكيف مع المتغيرات
وفي قراءة للمشهد الإقليمي والدولي، قال الوزير:
“العالم والإقليم تجري فيه متغيرات، وسوف نُغيّر في طريقتنا لمواكبتها، لنحقق تطلعات شعبنا.”
هذه الإشارة إلى تطوير أدوات السياسة الخارجية توحي بتوجه جديد في العمل الدبلوماسي، يعيد تموضع السودان على الخارطة الدولية وفق أسس تخدم مصالحه الوطنية، وتواكب الواقع المتغير.
حكومة الأمل والرجاء.. والعبور إلى المستقبل
اختتم الوزير تصريحه بنبرة تفاؤل وثقة، قائلاً:
“نحن في حكومة الأمل والرجاء، بقيادة ربانها الدكتور كامل إدريس، سنمضي إن شاء الله.”
كما استلهم من روح القوات المسلحة قائلاً:
“نحن في الشدة بأس يتجلى.. ونرود المجد حتى يكتب الدهر لنا اسمًا وذكرى.”تُجسّد هذه الكلمات توجه الحكومة الجديدة إلى بناء مستقبل مشرق رغم التحديات، مستندة على قيم الوطنية، والصبر، والإرادة الجماعية.
خلاصة المشهد
جاءت تصريحات وزير الخارجية السفير محي الدين كرسائل مدروسة، تُرسل في وقت مفصلي تمرّ به البلاد، وهي توضح أن:لا تنازل عن السيادة انفتاح بعقلانية لا انكسار مراجعة جادة للمواقف الخارجية والتزام راسخ بالسير نحو المستقبل بثقة إنها دعوة صريحة لإعادة التموضع في عالم متغير، بلا تفريط، وبعقل مفتوح… ورسالة داخلية وخارجية معًا:السودان عائد إلى المشهد الإقليمي والدولي بقراره الوطني، وهويته المستقلة.