
الإدارة الأمريكية ومن خلال ما نرصده من تقارير وتحركات تركز في الوقت الحالي على إنهاء الحرب في السودان والتي أشعلتها مليشيا الدعم السريع بدعم واضح وصريح من دولة الإمارات العربية وبمشاركة أسلحة أمريكية رغم معرفة الإدارة الأمريكية بهذا الأمر.
عدد كبير من اعضاء الكونجرس الأمريكي والمخابرات المركزية نبهوا الي إعادة تدوير السلاح الأمريكي الذي يحظر القانون إعادة تصديره لطرف ثالث لكن الامارات فعلت ذلك وتستخدم بين الفينة والأخرى أساليبها القذرة في اسكات الأصوات الأمريكية الرافضة لهذا السلوك واظن انها استخدمتها في اسكات تلك الأصوات التي سمعناها ترفض هذا الأمر جملة وتفصيلاََ وسكتت ولم نعد نسمع لها حساََ..
كنت بالأمس قد بعثت رسالة لمستشار الرئيس الأمريكي مسعد بولس طرحت فيها عدة اسئلة مشروعة عن صمت الإدارة عما يحدث في مدينة الفاشر وتلك المشاهد المقززة التي نراها بعدسات وتوثيق الجنجويد من تصفية الأسرى والمدنيين وبثها في وسائل التواصل الاجتماعي في تحدي لكل القوانين الدولية والاعراف في معاملة الأسرى والمدنيين في مناطق النزاع ومن ثم يمتد ويتواصل هذا الاجرام بتصفية عشرات الأسر التي تحاول الخروج من مدينة الفاشر مع الحصار الذي تفرضه المليشيا واصرارها على إسقاط المدينة بجلب المرتزقة والمجرمين من كولومبيا والدول الأفريقية وهو أمر لم يعد خافي على اي احد وتعلمه الإدارة الأمريكية ومرصود لديها وان لم تتحرك لإيقاف هذا العبث فهي مشاركة فيه بطريقة غير مباشرة ..
ومن ثم فإن هذه التحركات الأمريكية ان كانت تهدف إلى أحداث سلام شامل بشروط الشعب السوداني عليها توجيه الإمارات وتوابعها بالكف عن إشعال الحرب في السودان والتوقف فوراََ عن دعم المرتزقة.
هذا الملف المكتمل الجاهز للعرض العالمي امام المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان وامام الإعلام العالمي وقف في مكانه لان حكومة كامل إدريس مشغولة بأمور أخرى وفشلت في هذا الجانب بشكل كبير بل فشلت حتى في القضايا الداخلية وفشلت ايضاََ في تقديم الخدمات في المناطق المحررة مع الانتقادات التي وجهت لرئيس الوزراء نفسه بعد خطابه للكولمبيين الاخير والذي لم يقدم ولم يؤخر ولم نفهم لماذا فكر في هذا الأمر مع مرتزقة ارتضوا ان يكونوا في أرض المعركة ونالوا ما نالوه على يد ابطال الفاشر.
فيما يلبى وزارة الخارجية عجزت من الإفادة بهذه التوثيقات للجرائم التي ترتكب في دارفور وكردفان وقيادة حملة تعريفية لكل العالم بحجم الانتهاكات التي تقوم بها المليشبا وحشد وسائل الإعلام العالمية لهذا الأمر وعمل الأفلام الوثائقية لعرضها في الأمم المتحدة وأمام مجلس الأمن وكل منظمات حقوق الانسان .
تحتاج الحكومة الحالية بقيادة الدكتور كامل إدريس للجلوس في اجتماعات مكثفة لتدرس مواضع الخلل في هذه الحكومة التي صدمتنا بشدة وخيبت امال الشعب السوداني في أحداث تحول حقيقي في التعاطي مع الأزمة السودانية عالمياََ والضغط باتجاه تَتصنيف هذه المليشيا الإرهابية في خانة الإرهاب والتحرك لحشد التاييد والمساندة لملف السودان أمام المنظمات الدولية والقارية وتوضيح الحقائق الغائبة عن الإعلام العالمي بتنظيم الزيارات لكبري المؤسسات الدولية ولعب دور إيجابي يعيد الأمل لحكومة فاقدة للأمل .
إن الإعلام في السودان ورغم ضعف الامكانيات الا انه تفوق في مرات عديدة على وزارة الخارجية نفسه بكل موظفيها وسفراءها اللذين يتغاضون مبالغ ضخمة ( وقاعدين ساي لا شغل ولا مشغلة ) دون أن يحركوا الساكن من ملفات الأزمة السودانية وظل هذا الإعلام الوطني المسئول داعم حقيقي للقوات المسلحة في هذه الحرب الوجودية ورغم ان القوات المسلحة قد حققت انتصارات في الميدان إعادة الأمل للشعب السوداني الا ان حكومة إدريس لم تقدم الا الان ما يشفع لها بالاستمرار…