جدة – الحاكم نيوز
في لحظة وطنية متميزة ألقى سعادة السفير والقنصل العام لجمهورية السودان بجدة السيد كمال علي عثمان كلمة مؤثرة أمام الحضور الكريم بمناسبة تدشين برنامج العودة الطوعية لأبناء السودان من المملكة العربية السعودية إلى أرض الوطن.
استهل السفير كلمته بالترحيب الحار بالشخصيات المشاركة من أبناء الجالية السودانية وممثلي شركات النقل الجوي والبحري، مشيدًا بالدور الكبير الذي قاموا به في تيسير عودة المواطنين السودانيين في هذه المرحلة الدقيقة ومؤكدًا أن دعمهم كان “جسر خير وعطاء” أسهم في تعزيز روابط الوطن والمواطن.
وأكد سعادته أهمية الدور الذي لعبه أعضاء البعثة الدبلوماسية بالقنصلية العامة في جدة لما بذلوه من جهود كبيرة من وقتهم وطاقاتهم لضمان نجاح هذه المبادرة مشيرًا إلى أن تضافر الجهود بين جميع الجهات المعنية يعكس روح التعاون والتكافل بين أبناء الوطن الواحد.
وتطرق السفير إلى التاريخ المجيد للقوات المسلحة السودانية التي تأسست عام 1925 وتمت سودنتها في عام 1954 واصفًا إياها بأنها “الحصن الحصين والدرع الواقي للشعب السوداني، المدافع عن الأرض والعِرض والحامي للكرامة والسيادة الوطنية”. كما أشار إلى الذكرى المئوية لتأسيس القوات المسلحة، والذكرى الـ71 لسودنتها، مؤكدًا التقدير لشهداء الوطن والدعاء بالشفاء العاجل للجرحى والمصابين والفَرَج القريب للأسرى والمفقودين.
وفي جانب من كلمته أبرز القنصل التحديات الكبيرة التي واجهتها القوات المسلحة السودانية مؤخرًا، مشيرًا إلى أنها “صمدت وحققت نصرًا مؤزرًا على المليشيا المتمردة”، معتبرًا أن هذا الإنجاز العسكري قد نقل السودان إلى مرحلة من النصر الدبلوماسي على الصعيد الدولي في إشارة إلى قرارات مجلس الأمن الدولي الأخيرة ضد ما وصفه بـ”التحالف الثلاثي الساعي إلى تدمير وحدة السودان والسيطرة على موارده”.
كما أوضح سعادته أن هذا الحفل لا يمثل فقط تدشينًا لمبادرة إنسانية بل يُعد أيضًا احتفاءً بقيم التكافل والتراحم بين أبناء الوطن، مشددًا على أن السودان “لن يُبنى إلا بسواعد أبنائه المخلصين ولن ينهض إلا بتكاتفهم وإخلاصهم”. وأشاد بالدور البطولي الذي قامت به شركات النقل الجوي والبحري التي سهّلت عودة المواطنين السودانيين إلى وطنهم في ظروف بالغة الصعوبة واصفًا المبادرة بأنها “معركة وطنية على جبهة البناء والتعمير”.
وأكد السفير أن الوقت الراهن هو الأنسب لانطلاق العودة الطوعية بعد أن تمكنت القوات المسلحة من تأمين العاصمة الخرطوم وعودة المؤسسات الحكومية لممارسة مهامها إيذانًا ببدء مرحلة جديدة من العمل والبناء والنهوض في السودان.
واختتم السفير كمال علي عثمان كلمته برسالة أمل وطنية مؤكدًا أن السودان سينهض بسواعد أبنائه المخلصين وأن النصر سيكون حليف الوطن بإذن الله، وأن جهود الجميع ستسهم في إعادة بناء السودان حجرًا فوق حجر وبذلًا فوق بذل لتحقيق الأمن والاستقرار والتنمية التي يتطلع إليها الشعب السوداني.
وختم قائلًا:
“إننا بإذن الله منتصرون وسندحر كل أنواع العمالة والارتزاق، وسنعيد بناء وطننا بجهود أبنائه المخلصين. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.”