محمد سعد كامل يكتب : جمهورية السودان ومصر

بقلم : محمد سعد كامل
رئيس تحرير صحيفة براون لاند السودانية

لن اكتب هذا المقال بلغة الشعراء مثل قول الشاعر السوداني التجاني يوسف بشير عن مصر في إحدى قصائده:
إنما مصر والشقيق الأخ السودان كانا لخافق النيل صدرا
حفظا عهده القديم وشادا منه صيتاً ورفَّعا منه ذكرا
فسلوا النيل عن كرائم أوسعنا دراريَّها احتفاظاً وقدرا
كيف يا قومنا نباعد من فكرين شدا وساندا البعض أزرا
وقول الشاعر المصري علي الجارم في قصيدة الخرطوم :
يا نَسْمَة ً رنّحتْ أعطافَ وادينا قِفي نُحيِّيك أو عوجي فحيِّينا
مرَّتْ مع الصبح نَشْوَى فيتكسُّرها كأنَّما سُقِيتْ من كفِّ ساقينا
أرختْ غدائرَها أخلاطَ نافِجةٍ وأرسلتْ ذيلَها ورداً ونِسْرينا
كأنّها روضة ٌ في الأفقِ سابحةٌ تمجُّ أنفاسُ مَسْراها الرياحينا
فالمقام ليس مقام للشعر و الشعراء مع احترامي لهم , العالم الان يتحدث بلغة الارقام و الحسابات و الفوائد و لعل في فكرة جهمورية السودان ومصر فوائد وارقام لاتحصي ولاتعد للجانبين المصري و السوداني ,فلماذا لانفكر جديا في مشروع سياسي يقام عبراستفتاء شعبي وعبر حملات تثقيفية و توعوية لقيام جمهورية السودان و مصر و توجد امثلة تاريخية كثيرة لهذا المشروع السياسي فمثلا كان انقسام ألمانيا بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية العام 1945 أمراً واقعاً، فبعد أن كانت دولة واحدة، أصبحت جمهوريتين ألمانيتين، واحدة تابعة للاتحاد السوفيتي (ألمانيا الشرقية) وأخرى جمهورية فيدرالية (ألمانيا الغربية).
وجرت عدة مفاوضات لضم البلدين، واجتاحت مظاهرات ضخمة ألمانيا الشرقية ضد النظام الشيوعي، وحين بدأت احتفالات النظام بالذكرى الأربعين لتأسيس ألمانيا الشرقية، خرجت في مقابلها مظاهرات لألمان شرقيين رافضين لسياسة الحزب الشيوعي.
وفي 3 أكتوبر/تشرين الأول 1990، نجح الألمان في كسر سور برلين الفاصل بين ألمانيا الشرقية والغربية، ما اضطر إيريش هونيكر، الأمين العام للحزب الحاكم ورئيس الدولة لتقديم استقالته، بعد ذلك التاريخ أعلنت 5 ولايات في ألمانيا الشرقية
استكمال عملية الاتحاد بإعلانهم الانضمام إلى ألمانيا الغربية، لتتحد البلدان بعد
نجاح المفاوضات.
وحتي الولايات المتحدة الأميركية ايضا تعتبر نموذج ناجح لهذه الافكار ففي العام 1787 أعلنت أميركا استقلالها عن بريطانيا، بعد حرب شرسة ساعدتها فيها كل من فرنسا وإسبانيا.
وانتُخب إبراهام لينكولن، مرشح الحزب الجمهوري، لكن الأميركان الجنوبيين شعروا بانعدام العدل في ظل إدارة الجمهوريين الذين قرروا تحرير العبيد، ما نتج عنه انفصال إحدى عشرة ولاية جنوبية تم تسميتها بالولايات الكونفدرالية الأميركية.
وأعلنت الحرب على اتحاد الولايات المتحدة فيما يسمى بالحرب الأهلية بين الولايات في 1861 ودامت نيرانها مشتعلة حتى 1865.
وكانت بدايات تشكل ملامحها كدولة في أواخر القرن الثامن عشر، ثم بدأت الولايات المتحدة في موجة جديدة من التوسع، فبدأت بشراء ولاية آلاسكا في 1867ومن ثم توسعت في جزر إسبانية، واستعمرت الفلبين، قبل أن تستقل وتحتل جزرها بعد ذلك هي والبورتوريكو، إلى أن قامت ثورة فلبينية، تم الرد عليها أميركياً بالإخضاع العسكري العام 1899.
المملكة العربية السعودية
عاشت الدولة السعودية قصة توحيدها على يد الملك عبدالعزيز آل سعود، مؤسس المملكة، الذي وحدها بعد أن كانت عبارة عن إمارات متناثرة في القرن الثامن عشر.
وسبق تأسيس المملكة محاولتان لتوحيد البلاد، الأولى جاءت عقب اللقاء التاريخي الذي جرى بين حاكم الدرعية حينها الأمير محمد بن سعود بن مقرن، والإمام محمد بن عبدالوهاب،وتم توقيع “اتفاق الدرعية”، في العام 1745.
والمحاولة الثانية التي قام بها تركي بن عبد الله بن محمد آل سعود، والتي أعقبت سقوط الدولة الأولى على يد إبراهيم باشا العام 1818، وتحولت حينها العاصمة من الدرعية إلى الرياض.
وفي العام 1902 تمكن الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، من السيطرة على الرياض، ليتم توحيد الحجاز ونجد وأجزاء من شبه الجزيرة العربية بعد ذلك، ويتم تسميتها بأمر ملكي تحت اسم المملكة العربية السعودية في 23 سبتمبر/أيلول 1932 الذي أصبح اليوم الوطني للمملكة.
دولة الإمارات المتحدة
تشكلت ملامح الدولة الإماراتية العام 1971 وتكونت من 7 إمارات، أبوظبي، ودبي، والشارقة، وعجمان، والفجيرة، ورأس الخيمة، وأم القيوين.
وكانت تتكون من 9 إمارات، غزاها البريطانيون العام 1853، وظلوا بها حتى انسحابهم العام 1971، واتحدت تلك الجزر، وأسس الشيخ زايد آل نهيان قواعد الحكم في الدولة وسميت بـ”الإمارات العربية المتحدة”.
المملكة المتحدة
تتألف المملكة المتحدة البريطانية من 4 أقاليم هي: إنكلترا، وإيرلندا الشمالية،
واسكتلندا، وويلز.
في العام 1707 اتحدت مملكتا إنكلترا -التي تضم ويلز- وإسكتلندا تحت اسم بريطانيا العظمى، وبعد مرور الزمن تم دمج مملكة إيرلندا إليها.
حدثت بعد ذلك عدة نزاعات داخل جزيرة أيرلندا، هدفت إلى الانفصال، لتنجح جمهورية إيرلندا في الحصول على سيادتها باستثناء إيرلندا الشمالية التي ظلت جزءاً من المملكة المتحدة.
سميت في البداية بموجب قانون تحت اسم “المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وأيرلندا الشمالية” في العام 1927، ثم سميت الدولة بعد ذلك باسم “المملكة المتحدة
لبريطانيا العظمى في عام 1801عندما اتحدت مع أيرلندا.
ماليزيا
لم تكن ماليزيا دولة واحدة حتى العام 1963، إذ إن المملكة المتحدة كانت تستعمر في مناطق الدولة الماليزية، إذ إن موقع ماليزيا يعتبر مثالياً للتجارة وإنشاء قاعدة
بحرية لبريطانيا. وكانت تسمى تلك المستعمرات باسم مالايا إلى أن تم حلها ضمن اتحاد الملايو، ومن ثم أعلنت استقلالها في 1957.
تشكلت ماليزيا من اتحاد كل من سنغافورة، وساراواك، وشمال بورنيو، واتحاد مالايا عام 1963، متخذة من كوالالمبور عاصمة لها، بعدد ولايات يبلغ 13 ولاية، و3 أقاليم.
حدثت عدة صراعات كانت القضية الرئيسية فيها السيطرة على مضيق ملقا، الذي يلعب دوراً هاماً في الملاحة الدولية، والاقتصاد القائم على التجارة، إلى أن اكتمل اتحاد ماليزيا وأحدثت نمواً اقتصادياً ملحوظ مسجلة مراكز اقتصادية عالمية.
اعلاه نماذج فقط لدول تكونت عبر اتحادات و نجحت اقتصاديا و سياسيا و لمصر والسودان ميز للمقاربة مثل الحالة المزاجية بين الشعبين و الثقافة و التاريخ والعادات و التقاليد المتشابهة و تعد العلاقات المصرية – السودانية علاقات متجذرة، ضاربة فى عمق الدولتين، فتاريخ مشترك جمع البلدين منذ عام 1820، حيث كانا بلدًا واحدا مصيرا واحدا ومستقبلا واحدا، وحتى بعد هذا التاريخ أى بعد استقلال السودان فى 1956، عاش البلدان تاريخاً مشتركاً منذ أقدم الأزمنة وحتى العصر الحالي، كل هذا أوجد قدراً كبيراً من الامتزاج بين أفراد الشعب العربي في مصر والسودان.
التاريخ والجغرافيا شكلا من السودان ومصر كيانا واحدا متكاملا عبر العصوروالروابط بين الشعبين المصري والسوداني تمتد إلى أبعد من العلاقات الدبلوماسية أو الاقتصادية. فالبلدان مشركان في تاريخ طويل بدأ منذ العصور القديمة، حيث كانت الحضارات المصرية والسودانية تتكامل وتتفاعل على ضفاف النيل عبرالعلاقات الاجتماعية والإنسانية
من منظور استراتيجي، يشكل السودان عمقا استراتيجيا لمصر، والعكس صحيح ،تفاعل البلدين معا عبر التاريخ أثبت أن أي تهديد لأحدهما يعني تهديدا للآخر، وأن التعاون بينهما ليس مجرد خيار بل هو ضرورة حتمية، يعتمد السودان ومصر على بعضهما البعض في حماية مصالحهما الإقليمية، ومواجهة التحديات المشتركة سواء كانت سياسية أو اقتصادية.
السواحل
ولنعد للارقام فعلي سبيل المثال لدي السودان ساحل بحري طوله 780 كلم و يبلغ طول السواحل المصرية على البحر الأحمر والمتوسط 2936 كم , وبجمع اطوال السواحل سنجد ساحل بحري يمتد الي( 3716 كيلو متر )
النيل
(18.5 مليار متر مكعب) سنويًا للسودان خصصت وفق الاتفاقيات السابقة كحصة السودان من مياه النيل بينما مُنحت مصر( 55.5 مليار م³ ) و بجمع الحصتين يكون الناتج (74 مليار متر مكعب )
المساحة
تبلغ مساحة السودان 1882000 كم مربع و تبلغ مساحة مصر 1002000
وبجمع المساحتين يصبح الناتج( 2884200كم مربع ).
التعداد السكاني
يبلغ تعداد السكان في السودان 50.5 مليون نسمة و عدد السكان في مصر 111مليون نسمة و بجمع عدد السكان في البلدين يبلغ العدد (161.5 مليون نسمة)
الاراضي الصالحة للزراعه
تبلغ مساحات الأراضي الصالحة للزراعة في السودان قرابة 200 مليون فدان، إجمالي مساحة الأراضي القابلة للزراعة نحو 9.4 مليون فدان وبجمع المساحتين يكون الناتج (209.4 مليون فدان )
الجيش
عدد القوات المسلحة في السودان يبلغ حوالي 205 آلاف جندي،و يباغ عدد القوات المسلحة المصرية 454.3 ألف ضابط وصف وجندي و بالجمع سكون لدينا( 659.3 الف جندي وضابط )
اعلاه مجرد نماذج للقوة الاقتصادية و السياسية التي يمكن ان تحدث في حال قيام جمهورية مصر و السودان .
الحكم
الفيدراليّة هي نظام حكم منتشر في العالم أجمع؛ فالعديد من دول العالم أجمع تتّبع هذا النوع من أنواع الحكم. ومن أبرز دول العالم التي تتبع هذا النظام النّمسا، والأرجنتين، وأستراليا، والولايات المتّحدة الأمريكيّة، وبلجيكا، والبوسنة، والهرسك، وكندا، والبرازيل، وألمانيا، والهند ،وجزر القمر، وإثيوبيا، وماليزيا وغير هذه الدّول العديد من الدول الأخرى. من أهمّ وأبرز الشروط الّتي يتوجّب أن تكون متوافرة لتشكيل الدولة الفيدرالية أن تتواجد العديد من الدول التي ترتبط مع بعضها في العديد من القواسم المشتركة سواء التاريخيّة أو القواسم العرقيّة أو ربما الدينيّة أو اللغوية؛ بحيث تعمل هذه القواسم المشتركة على زيادة تقبّل الناس لبعضهم البعض ممّا يسهم وبشكل كبير في تشكيل نظام حكم فيدرالي بين هذه الدول الصغيرة المشتركة ما بين بعضها البعض في عدد من القواسم المشتركة. أمّا الشرط الثاني من شروط تكوين حكم فدرالي يجمع العديد من الدول المترابطة، فهو أن تكون هناك رغبة جامحة للشّعوب بأن تتوحّد مع بعضها البعض وبالتّالي يتكوّن نظام الحكم الفيدرالي بينهم ممّا سيعمل وبشكل كبير جداً على أن يتوحدّوا مع بعضهم البعض، وبالتّالي يحتفظ كلّ واحدٍ منهم باستقلاله وكيانه.
تتوفر هذه الشروط في جمهورية السودان ومصربشكل مثالي جدا ويمكن تفعيل نظام الحكم الفدرالي بشكل مختلف نسبة للتعقيدات التي ستواجه الجمهورية خلال السنوات الاولي بمعني يمكن التفكير في ان يتولي رئاسة الجمهورية رئيس سوداني لفترة زمنية اربعة سنوات و بعده رئيس مصري لاربعه سنوات و ذلك لفترة تمتد ل 16 سنة و بعدها يتم اجراء الانتخاب المباشر للرئيس من خلال شعب جمهورية مصر و السودان .
ملحوظة
الارقام أعلاه قد تكون غير دقيقة و هي فقط لتوضيح الفكرة

Exit mobile version