أخر الأخبار

كلام سياسة – الصافي سالم – ضربات في الخفاء: من يحاول خنق جبهات الكرامة؟

كلام سياسة الصافي سالم

في خضم معركة مصيرية يخوضها الشعب السوداني دفاعًا عن هويته ووجوده، تبرز محاولات ممنهجة تسعى لإرباك الصف الوطني، وزعزعة التحالفات التي تشكّلت من رحم المعاناة، لمواجهة أخطر تهديد يواجه البلاد في تاريخها الحديث.

ويبدو أن جهات مشبوهة، داخلية وخارجية، بدأت تسلك مسارات خفية لضرب جبهات مهمة في معركة الكرامة، عبر وسائل ناعمة لكنها قاتلة، على رأسها ضرب الثقة بين القيادة والكتائب المجاهدة.

فقد أُشعلت نار الفتنة مؤخرًا بمحاولة زرع الشكوك بين القوات المسلحة ورموز الدولة من جهة، وبين الكتائب المساندة التي أثبتت فاعليتها في الميدان من جهة أخرى، مستغلين حادثة اعتقال “المصباح طلحة”، حيث استُخدم الغضب الجماهيري كمادة خام لإنتاج خطاب عدائي يهدف إلى تشويه التحالف الذي يقاتل من أجل بقاء السودان.

ويتزامن ذلك مع حملة شرسة لتشويه الدور المصري، الذي كان ولا يزال داعمًا صلبًا للشعب السوداني، سياسيًا وإنسانيًا. فقد وجد ملايين السودانيين في مصر مأوىً كريمًا، حتى وإن دخل بعضهم بطرق غير نظامية. مصر لم تغلق أبوابها، بل احتضنت، وقدّمت الدعم في المحافل الدولية وتحملت في صمت عبء المساندة، في وقت خذل فيه كثيرون السودان.

وفي سياق متصل، هناك مساعٍ متعمدة لدفع التيار الإسلامي إلى مواجهة مباشرة مع قيادة الدولة، ليس بدافع الإصلاح، بل بهدف إحراج السلطة أمام المجتمع الدولي، وكأن المخطط هو إحراق الجميع في نار واحدة، فقط لإفشال مشروع تحرير الوطن.

أما في ميادين القتال، فالحرب النفسية تُوجّه لضرب الروح المعنوية لأبطال “البراء بن مالك”، الذين يسطرون ملاحم في طريقهم نحو الفاشر وكردفان. تُبث الشائعات عنهم وعن قياداتهم، في محاولة لضرب الثقة بين المقاتلين وقيادتهم، وبالتالي إبطاء الزحف نحو النصر.

إن هذه الضربات المتزامنة ليست محض صدفة، بل جزء من مشروع إرباك شامل يسعى لتفكيك الجبهة الوطنية من الداخل، عبر اللعب على وتر الغضب، والهوية، والخوف.

لكن تبقى الحقيقة واضحة: عدو الداخل لا يقل خطرًا عن عدو الخارج، وما لم نكن على وعي جماعي بهذه المخططات، فقد نخسر المعركة قبل أن تُحسم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ثلاثة × 1 =

زر الذهاب إلى الأعلى