أخر الأخبار

سمية سيد تكتب: العودة إلى الاتحاد الأفريقي .. الدور المصري

جاء في الاخبار ان مصر تقود هذه الايام تحركات مكثفة لانهاء تجميد عضوية السودان في الاتحاد الأفريقي.

وزيرا الخارجية والموارد المائية دكتور بدر عبد العاطي ودكتور هاني سويلم التقيا امس بالعاصمة كمبالا بالرئيس الاوغندي يوري موسفيني .. الزيارة التي قيل انها بحثت الوضع المائي ورفض القرارات الاحادية فيما يختص اتفاقيات مياه النيل بين الدول المتشاطئة ، بحثت بحسب تسريبات صحفية مسائل سياسية ودبلوماسية واهمية التنسيق باتخاذ مواقف إفريقية اكثر صلابة فيما يختص بالحرب في السودان . كما بحث دكتور بدر مع الرئيس اليوغندي اهمية فك تجميد عضوية السودان في الاتحاد الافريقي .

ظلت مصر منذ فترة تلعب دورا فاعلا في جهود انهاء تجميد عضوية السودان في الاتحاد الافريقي ، وذلك انطلاقا من عدة اعتبارات سياسية وأمنية واقتصادية واجتماعية .
مصر ومنذ اشتعال الحرب في السودان تقدم دعما دبلوماسيا على الساحة الأفريقية لدعم عودة السودان إلى مؤسسات الاتحاد، وقد أعلنت مرارا على لسان مسؤوليها عن رفضها للإبقاء على تجميد عضوية السودان مؤكدة على ضرورة تبني نهج اكثر شمولية يراعي الأوضاع الخاصة التي يمر بها السودان تحت وطأة الحرب.
القاهرة قامت بتنسيق وتسهيل الزيارات المباشرة للمسئولين الأفارقة إلى السودان خاصة إبان رئاسة مصر لمجلس السلم والامن الافريقي .كان الهدف من ذلك محاولات دمج السودان في المنظومة الأفريقية .
وتسعى مصر من كل ذلك إلى الحد من التدخلات الخارجية في احتواء الأزمة السودانية داخل الإطار الإقليمي الافريقي للتقليل من تعقيدات الأوضاع وإطالة امد الحرب.
ان مصر ترتكز على قناعة راسخة بان عودة السودان إلى البيت الافريقي هي خطوة ضرورية لتحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة. وتعتبر مصر نفسها شريكا اساسياً في هذه العملية عبر الدعم الدبلوماسي والسياسي وجهود الوساطة.

لا شك ان انهاء تجميد عضوية السودان في الاتحاد الأفريقي خطوة مهمة وذات آثار ومآلات متعددة، تعتمد بشكل كبير على الظروف التي أدت إلى هذا القرار، وعلى الموقف السياسي في السودان نفسه.
تجميد عضوية السودان في عام 2021 بعد قرارات ٢٥ اكتوبر أبعدت السودان من محيطه الإقليمي وأفسحت المجال للقوى السياسية المعادية التي اجتهدت في تحركاتها لضرب عزلة سياسية ودبلوماسية على السودان ، وللأسف وجدت هذه القوى طريقا سالكا بسبب وجود عدد من الدول الإفريقية ليس كداعم بل انها جزءا أصيلا وشريكا استراتيجيا لمليشيا الدعم السريع .

اهم اثار ومآلات إنهاء تجميد السودان في الاتحاد الأفريقي تتمثل في استعادة الشرعية الدولية والإقليمية وذلك من خلال الاعتراف بشرعية الحكومة القائمة في السودان، مما يعزز موقفها على الصعيدين الإقليمي والدولي.
كما يتيح ذلك الـمشاركة في المحافل الأفريقية ويسمح للسودان بالمشاركة في اجتماعات وفعاليات الاتحاد الأفريقي المختلفة، مثل قمم رؤساء الدول ومجلس السلم والأمن، مما يمنحه فرصة للتعبير عن مواقفه والمساهمة في صياغة السياسات الأفريقية.

تعزيز العلاقات الدبلوماسية اذ ان رفع التجميد يفتح الباب أمام تعزيز العلاقات الدبلوماسية مع الدول الأفريقية الأخرى، والتي قد تكون قد قلصت تعاملاتها مع السودان خلال فترة التجميد.
هناك من يرى ان العودة إلى الاتحاد الأفريقي يمكن ان يكون له التأثير على الأزمة الداخلية
بتعزيز مساع السلام والحوار السوداني السوداني بين القوى السياسية والمدنية . بما يمكن للاتحاد الأفريقي من فتح نوافذ مهمة ودور أكبر في جهود الوساطة وايجاد حل للحرب خاصة في ظل التوترات والصراعات القائمة. والتدخل المباشر لبعض الدول الأفريقية في تاجيج الحرب لصالح مليشيا الدعم السريع.

الدعم الإنساني والتنموي ..فقد يساهم رفع التجميد في تفعيل برامج المساعدات الإنسانية والتنموية التي يقدمها الاتحاد الأفريقي، مما يساعد في إعادة إعمار ما دمرته الحرب، ودعم عودة النازحين واللاجئين.

يمكن أن يثير قرار رفع التجميد انتقادات من قبل القوى السياسية المعارضة المتماهية مع الجنجويد والتي قد ترى في ذلك مكافأة للسلطة الحالية على حساب تحقيق التحول الديمقراطي الذي طالما اتخذته فزاعة في حربها السياسية على القيادات العسكرية الحالية التي تقود البلاد .

الدول الأفريقية نفسها تختلف مواقفها بشأن ملف السودان وبشأن دعم فكرة عودة السودان للاتحاد الأفريقي .. فقد تضغط بعض الدول لرفع التجميد، بينما تقف غيرها على الضفة الأخرى وتظهر موقفها وكانّها تتمسك بضرورة استيفاء شروط لتحقيق الانتقال الديمقراطي.وهي في الأصل تسعى لابعاد السودان من المحيط الافريقي والدولي.

عودة السلطة المدنية بتشكيل حكومة كامل ادريس ، ووجود خارطة طريق انتقالية واضحة تقود إلى انتخابات حرة ونزيهة تؤكد جدية السودان في عملية الانتقال المدني وهو اهم الخطوات نحو استعادة دوره الطبيعي في القارة الافريقية كما انه يمهد إلى تطوير العلاقات الدبلوماسية مع المجتمع الدولي ونهاية التحديات التي يواجهها السودان مع العالم الخارجي .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

9 + اثنان =

زر الذهاب إلى الأعلى