تعرضت لتدوين مدفعي من تحالف ” الحلو – دقلو”،،
..
مقتل شخصين، وإصابة آخرين، وتنديد بالهجوم من قبل المواطنين..
الوالي يؤكد تصدي الجيش للعدو، ويشيد بتماسك مواطني كادقلي..
مطالبة بمتحرك عسكري من أبناء المنطقة لفتح الطريق من الأبيض إلى كادقلي..
تقرير: إسماعيل جبريل تيسو..
قتل مواطنان على الأقل، وجرح آخرون في هجوم جديد نفذته الحركة الشعبية جناح عبد العزيز الحلو مسنودة بميليشيا الدعم السريع، على بعض الأحياء الجنوبية لمدينة كادقلي، ووقع الهجوم قبيل منتصف نهار أمس الأحد، حيث أُطلقت عدة دانات مدفعية من مناطق يسيطر عليها متمردو الحلو ودعمته ميليشيا الدعم السريع، مستهدفة أحياء حجر بَلِيلِة، وأم بطاح، ووفقاً لشهود عيان فقد سقطت ثلاث دانات مما أدى إلى مقتل أب وابنه في الحال بسقوط قذيفة مباشرة في منزلهما في حجر بَلِيلِة، فيما أصيب عدد آخر بجروح متفاوتة، إلى جانب أضرار بالغة لحقت ببعض المنازل.
توقيت حرج وحساس:
ويأتي هجوم الحركة الشعبية جناح عبد العزيز مسنوداً بميليشيا الدعم السريع في توقيت حرج وحساس ترزح تحت وطأته مدينة كادقلي حاضرة ولاية جنوب كردفان التي تعاني من أوضاع إنسانية متدهورة بسبب الحصار شبه الكامل، وشُح الإمدادات الغذائية والطبية، ما جعل شبح المجاعة والمسغبة يخيم على المدينة بأكملها، ووفقاً لمحللين عسكريين، فإن هذا الهجوم يأتي في سياق إعمال المزيد من الضغوط النفسية على السكان المحليين من جهة، ومحاولة كسر صمود القوات المسلحة والقوات المساندة لها من جهة أخرى، بإشعال جبهات متعددة بالتوازي، حيث تزامن الهجوم على مدينة كادقلي، مع هجوم آخر نفذته ميليشيا الدعم السريع على مدينة الفاشر، وهجوم ثالث نفذته الميليشيا على منطقة أبقعود غرب مدينة الأبيض.
حرب مختلفة:
وظلت مدينة كادقلي، تتعرض منذ أكثر من عامين إلى حرب من نوع مختلف بانتهاج الحركة الشعبية وحليفتها ميليشيا الدعم السريع حرباً تكتيكية لتحقيق القتل البطيء للمدينة، بأساليب مركبة تجمع بين الحصار والتجويع، والقصف المدفعي المتكرر على الأحياء السكنية، وهو نمط متعمد من التحطيم التدريجي يهدف إلى كسر صمود المدينة وتركيع أهلها، فكادقلي ووفقاً لمراقبين ليست مدينة عادية، فهي تمثل رمزاً تاريخياً وثقافياً يمثل وجدان شعب جبال النوبة، وأن استهدافها بهذا الشكل المتعمد لا يمكن فهمه إلا في إطار تصفية حسابات سياسية وعسكرية تستهدف إضعاف الحاضنة الشعبية للقوات المسلحة، وضرب النسيج الاجتماعي للمدينة، تمهيداً لإسقاطها، أو إخراجها من معادلة الصراع، وفي ظل تزامن قصف الأحياء الجنوبية لكادقلي مع أزمة غذائية خانقة تعيشها المدينة بسبب الحصار، فإن ما يحدث يمثل سياسة تجويع ممنهجة، تهدف إلى إذلال السكان ودفعهم إما للنزوح أو الانكسار، على أمل فتح ثغرات للتمدد العسكري من قبل قوات الجيش الشعبي التابعة للحركة الشعبية المتحالفة مع ميليشيا الدعم السريع المتمردة.
غضب واستهجان:
الهجوم المشترك لقوات الجيش الشعبي التابعة للحركة الشعبية جناح عبد العزيز الحلو، وميليشيا الدعم السريع، أثار غضباً واسعاً في الشارع ” الكادُقلاوي”، حيث استهجن عدد من المواطنين الذين تحدثوا للكرامة عملية القصف التي وصفوها بـ” العمل الإجرامي الجبان”، مبينين أن الاستهداف المستمر للحركة الشعبية للمواطنين في مدينة كادقلي قد كشف زيف عبد العزيز الحلو وأسقط القناع عن وجه الحركة التي طالما زعمت أنها تقاتل من أجل “نُصرة قضايا الهامش” ورفع الظلم عن المهمشين، ولكنها اليوم تقتل أهل الهامش أنفسهم، بل وتضع يدها في يد ميليشيا الدعم السريع التي سفكت دماء أبناء النوبة في العديد من المناطق داخل ولاية جنوب كردفان – إقليم جبال النوبة، ودعا عدد من المواطنين القوات المسلحة والقوات المساندة لها، ومتحرك الشهيد الصيَّاد تحمُّل مسؤولياتهم كاملة تجاه حماية المواطنين وإسراع الخطى لإنقاذ المنطقة من هذا التدوين والاستهداف الممنهج للمدنيين والأبرياء العزل.
الوالي مندداً:
وندد والي ولاية جنوب كردفان الأستاذ محمد إبراهيم عبد الكريم بعملية القصف التي استهدفت المدنيين العزل، مترحماً على الشهداء الذين قضوا في الهجوم، ومتمنياً الشفاء العاجل للجرحى والمصابين، وقال الوالي في إفادته للكرامة إن القوات المسلحة والقوات المساندة لها تعاملت مع العدو وأجبرته على التراجع، منوهاً إلى أن الهجوم الغادر الذي نفذته قوات الجيش الشعبي التابعة للحركة الشعبية جناح عبد العزيز الحلو، يأتي متزامناً مع الضائقة المعيشية، والظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها مواطنو مدينتي كادقلي والدلنج، وقال إن هذه الأزمة الاقتصادية الخانقة تسببت فيها الحركة الشعبية المتمردة وميليشيا الدعم السريع بفرضهما حصاراً على المدنيتين، بإغلاق كل الطرق المنافذ، ومنع دخول السلع الغذائية للمواطنين منذ بداية الحرب في أبريل 2023م، مبيناً أن المتمردين يسعون من وراء هذا الحصار إلى إذلال مواطني المنطقة وتركيعهم، مشيداً في هذا الصدد بصمود المواطنين الذين قال إنهم مازالوا متماسكين ومساندين لقواتهم المسلحة تحقيقاً لشعار “جيشٌ واحد، شعبٌ واحد”.
خاتمة مهمة:
إن ما تشهده كادقلي اليوم ليس حدثاً عارضاً ولا معزولاً، بل هو جزء من خطة خبيثة لإزاحة المدينة عن الوجود بصمت، وهو واقع مرير ومؤلم يتطلب من أبناء ولاية جنوب كردفان – إقليم جبال النوبة داخل الحكومة المركزية وخارج السودان، أن يضطلعوا بمسؤولية تأريخية يمليها عليهم ضمير الوطنية بالوقوف مع أهلهم، من خلال توحيد الصوت داخل المؤسسات المركزية للضغط على الحكومة لاتخاذ موقف حازم لحماية المنطقة، والعمل على فضح تحالف “الحلو- دقلو” في المحافل السياسية والإعلامية، وكشف الجرائم الممنهجة بحق المدنيين في كادقلي للرأي العام المحلي والإقليمي والدولي، مع ضرورة تقديم ملفات موثقة إلى المنظمات الدولية حول استهداف السكان بالتجويع والقصف، وتنظيم حملات إنسانية لإدخال الغذاء والدواء عبر قنوات الإغاثة، بيد أن الخطوة الأهم تكمن في التحرك العسكري بتنظيم أبناء المنطقة من القادرين على حمل السلاح واستنفارهم في متحرك خاص لفتح طريق الأبيض – الدبيبات ـ الدلنج ـ كادقلي، فما أخذ بالقوة لا يٌسترد إلا بالقوة.