شظايا متناثرة _ ذو النورين نصر الدين المحامي – التآمر الإماراتي على السودان

شهدت العلاقات السودانية الإماراتية تحولات متباينة خلال العقدين الأخيرين تزايد فيها الحضور الإماراتي في الشأن السوداني بشكل ملحوظ منذ العام 2016
وتعتبر الإمارات دولة وظيفية إقليمية لإنفاذ المخطط الخارجي في عدد من الدول العربية والإسلامية والسودان ليس إستثناء
ظلت الدويلة تخطط للتغيير في السودان منذ العام 2017 وبرزت دورها مع قحت وتجمع المهنيين تمويلا وتدريبا وإشرافا لتحريك الشارع وآخرها الترتيب لفض الإعتصام عبر الدعم السريع وإستثمرت الأمارات في الفراغ السياسي والأمني منذ العام 2018-2019 بصورة واضحة فبدأت في التواصل والإحتواء مع قوي الحرية والتغيير
والعمل على إيجاد حلفاء من العسكريين والمدنيين لضمان استمرار نفوذها
وبدأت الإمارات في التقارب مع الدعم السريع في شخص (حميدتي) منذ عهد البشير خاصة بعد إرسال قوات للقتال في اليمن ضمن التحالف العربي
وبعد سقوط البشير أصبح حميدتي أحد أبرز اللاعبين في المشهد السياسي وأصبح يتلقى توجيهاته من الامارات واستمرت في دعم حميدتي مالياً ولوجستياً
كما وثقت الإمارات صلتها بقحت كفاعل سياسي من خلال حزب البعث العربي في شخص المسئول القطري في السودان السنهوري
ثم لاحقا رعت أبوظبي جولات التفاوض بين المكون المدني والعسكري وضغطت لصياغة الإتفاق الإطاري حيث أوفدت الإمارات خبراء وضباط ظلوا متواجدين بصورة دائمة في السودان في عهد حكومة قحت وظلت تتباعد عن البرهان كفاعل غير مأمون
وبعد التصحيح في 25 أكتوبر 2021 سعت الإمارات إلى الحفاظ على توازن بين المكون العسكري والدعم السريع لإستكمال خطة إستلام السلطة من طرف المليشيا بدعم سياسي من قحت
فازداد دعمها غير المعلن لحميدتي باعتباره حليفاً موثوقا
وظهرت نوايا الخطة من خلال التصعيد العسكري والحرب الكلامية بين الجيش والدعم السريع في 2022 حتي اندلاع الحرب بين الدعم السريع والجيش في أبريل 2023 حينها تكشفت العلاقة القوية بين الدعم السريع والإمارات طوال فترة الحرب وحتى الآن وبصورة جلية
وظل دعم السلاح مستمر من أفريقيا الوسطى وتشاد وكينيا وجنوب السودان
بينما تزرعت الإمارات تحت عنوان محاربة الإسلام السياسي وإيقاف المد الداعشي لإضعاف الإسلاميين والقوى الوطنية المعارضة لصالح الهيمنة الأجنبية كمخطط صهيوماسوني
إتبعت الأمارات في ذلك كل وسائل الإختراق فتبنت منظومة إعلامية لإضعاف المؤسسة الوطنية الجيش السوداني بدعم قنوات ونشطاء يدفعون بأجندة التقسيم أو تفكيك السودان بحجة المدنية أو حقوق الهامش
ومن أهم دوافع التدخل الإماراتي هو السيطرة علي موقع السودان الاستراتيجي يجعل من موانئه هدفًا للسيطرة ضمن مشروع الإمارات للهيمنة على التجارة البحرية الإقليمية
من خلال دعم أنظمة عسكرية تابعة لها ولإبعاد التقارب التركي والقطري مع السودان
للاستفادة من ذهب السودان كمورد استراتيجي يتم تهريبه لدعم ميزانيات التدخل الخارجي ولإضعاف الإقتصاد السوداني
والعمل على فقدان الثقة بين المكونات السودانية نتيجة تمويل أجندات متعارضة داخل السودان
قدم السودان شكوى ضد الإمارات في محكمة الدولية العدل التي تعني بقضايا التدخل بين الدول بعد ثبوت التدخل المباشر والتمويل والرعاية للمليشيا ورفضت المحكمة الدعوى إستنادا للمادة التاسعة في القانون
وتعمل القوات المسلحة والحكومة في المسار العسكري لإخضاع المسار السياسي في اي تفاوض متوقع لصالحها وكل هذا يتطلب موقف سيادي واضح من أي تدخلات خارجية وخاصة الإمارات والعمل على تعزيز الوحدة الداخلية وإسناد المؤسسة العسكرية الوطنية كعمود للسيادة
وضرورة الانفتاح على شركاء إقليميين ودوليين دون الارتهان لمحور واحد
إن ما يجري في السودان لا يمكن فصله عن صراع المحاور الإقليمية والإمارات داعم رئيسي وراعي رسمي وعلى السودانيين إدراك طبيعة المرحلة وتحصين البلاد من الخطة التي تعمل لإلتهام السودان كلية

Exit mobile version