رغم كثرة الضجيج السياسي والصراعات الداخلية فأن الإسلاميين في السودان لا يتحدثون كثيراً لكنهم حين يتحدثون ينفذون إلى جوهر المشكلة
فهم صامتون عن اللغو السياسي بطبيعتهم التنظيمية والفكرية ولا يخوضون في (التنظير السياسي) ولا يلهثون خلف المزايدات الإعلامية بل يفضلون الحديث عند الحاجة وفي الوقت المناسب وهم مشغولون (بجهاد الدفع) وتحريك عضويتهم نحو حماية الوطن من مخطط العملاء
الإسلاميون يميزون بين الثابت والمتغير فيلتزمون بالقيم والمبادئ الوطنية ويقدمون اليد العليا حتي في أوج العداء السافر بأنهم معارضة لكنها مساندة من أجل الوطن
فخطاب الإسلاميين دوما يتميز بأنه بعيدا عن الشخصنة والتجريم وتصفية الحسابات في ظل عظم التحديات وجسامة المهددات
ينفذون الي الحلول مباشرة بالتشخيص السليم والقراءة العلمية
جاء حديث مولانا أحمد هارون ترياقا لكثير من تعقيدات الفضاء السياسي والعسكري
وفهم عميق للحرب ومآلاتها وتفصيل دقيق للأولويات ودحض للشائعات المنتهية الصلاحية ووضع مؤشرات مقاربة واقعية للحل خالية من التهريج والزعيق
للاسلاميين عمق إجتماعي ويتغلغلون في المجتمع ويتعايشون الهموم والمشاكلات والقضايا ويضعون ويشاركون في المعالجات والحلول
لان لهم تجربة عميقة في إدارة الدولة وقيادة المجتمع
فالبلاد الآن في حاجة لفكر رصين وصوت عقلاني ووازن والمشاركة في صناعة الحل الجماعي
ولعل أبرز ما يميز الإسلاميين في السودان اليوم أنهم لا يكثرون الكلام لكن حين يتحدثون يضعون يدهم على الجرح ويقدمون وصفة علاج لا مجرد وصف للألم
فلهم رؤية قوية لتكييف المشكلات السياسية والعمل على حلها خاصة في ظل التعقيدات المتراكمة في المشهد الحالي
للاسلاميين منهج علمي في فهم الواقع يتناولون الأزمات من منظور شامل ولا ينظرون إلى كل أزمة بمعزل عن السياق العام مما يجعلهم أكثر قدرة على بناء حلول مترابطة وناجعة خاصة في ظل الاستهداف الخارجي وبمعاول وأدوات داخلية
ويمتلك الإسلاميين رؤية فكرية مبدئية وتماسك في مواجهة التدخلات الخارجية أو محاولات فرض أجندة دولية على السودان مما يمنحهم قوة في تكييف القضايا ضمن الإطار الوطني والديني وليس فقط السياسي
فعودة الصوت السياسي للاسلاميين تعد بمثابة كسر لحالة الصمت الطويلة وبضرورة إبراز دورهم التفاعلي مع القضايا الوطنية المصيرية وقد قطع مولانا أحمد هارون الطريق أمام العملاء بفرية إشعال الحرب والعودة الي السلطة بل يراهنون على ديمقراطية التضليل وحينها لكل حادثة حديث
مابين السطور _ ذوالنورين نصرالدين المحامي — الإسلاميون قلة الحديث وعمق التأثير
