أخر الأخبار

ب”القطارات” و”البصات” و”السفن” تفاصيل رحلة عودة إستثنائية “للوطن”

منظومة الصناعات الدفاعية تفوج “1000” مواطن من القاهرة إلى قلب السودان

المواطنون يبعثون بالشكر لقيادة المنظومة

ذرفوا دموع الفرحة والوداع في محطة مصر وبوابة “السد العالي”

قنصل السودان بأسوان يستقبل ويودع ويشكر

السلطات المصرية تيسر مهمة العائدين.. رافقوهم حتى الأراضي السودانية

“شكراً مصر” كانت حاضرة في المطبوعات وعلى الألسن والاشارات الرامزة

شباب المنظومة يزللون الصعاب ويزرعون الفرحة في نفوس العائدين

متابعات حثيثة خفّفت رهق المسير وقصّرت “مشوار سفرنا”

كتب :أشرف إبراهيم
عند الثامنة صباح الإثنين بتوقيت القاهرة ،بدأ توافد المواطنين السودانيين إلى محطة سكة حديد رمسيس يدفعون أمامهم أمتعتهم،ويحملون حقائب السفر ،”يسبقهم الشوق قبل العين”، لمعانقة تراب السودان من جديد بعد لجوء ونزوح قسري قارب ال”3″ سنوات ،غابوا خلالها عن منازلهم وعن الأهل وتركوا خلفهم ذكرياتهم وحكاياتهم، وفقدوا الكثير من الأحبة مُن مَن قضوا في حرب المليشيا حصداً بالرصاص أو قهراً وحزناً في المنافي البعيدة.
مبادرة مستمرة
منظومة الصناعات الدفاعية بقيادة ربانها الفريق أول ميرغني إدريس وأركان سلمه، كانوا حداة تيسير العودة للديار وتكفلوا بكل تكاليف ترحيل السودانيين من مصر، في رحلات عديدة ومنتظمة لم تكن رحلة قطار الإثننين الأولى ولن تكون الأخيرة ، غير أن الجديد فيها هو أن العودة الطوعية بدأت التفويج لأول مرة بالقطار من القاهرة .
تفاصيل وبشريات
في كل ساعة كانت أعداد القادمين إلى محطة قطار “رمسيس” تتزايد،وكانت مديرة المسؤلية الإجتماعية بالمنظومة المهندسة أميمة عبد الله تراقب وتستمع لبعضهم ،بينما انهمك موظفي المنظومة من مختلف الإدارات يدونون ويراجعون كشوفات العائدين المسجلين.
وزفّت إدارة منظومة الصناعات الدفاعية البشرى للمواطنين الراغبين في العودة بإستمرار رحلات القطار يوم الاثنين من كل أسبوع.
شكراً مصر
عند الساعة الحادية عشرة صباحاً إكتمل الحضور وأخذ كل منهم مقعده في غرف القطار المكيف الذي استأجرته المنظومة خصيصاً للمهمة ،هيئة سكك حديد مصر والسلطات المختصة كانت حضوراً وفي الموعد وتعاونت مع إدارة المنظومة في إتمام الإجراءات ومتابعة وصول ومغادرة القطار بتوجيه من السيد الوزير كامل الوزير وقيادة الدولة المصرية ،مصر الرسمية والشعبية أحسنت إستقبال ووداع السودانيين وقد كان ذلك واضحاً في وجوه الناس وهم يهتفون “شكراً مصر” ويحملون اللافتات و”الكابات” والتي طبعتها المنظومة وكتبت عليها عبارات “شكراً مصر”، التعابير الصامتة والاشارات الرامزة كانت أكثر تعبيراً عن عمق المحبة بين شعبي وادي النيل وأختصرت الكثير من الحديث.

إعلام مصري
الإعلاميون المصريون والقنوات الفضائية المصرية شكلوا حضوراً في لحظات الوداع، ووثّقت المنصات المصرية فرحة العائدين ،وزغاريد النساء وبثت رسائل الشكر لمصر.

تحرك القطار.. إشارات الوداع
في الساعة الحادية عشر والثلث صباحاً بدأت عجلات القطار في التحرك ،على جانبي الرصيف اصطف الكثير من المودعين مصريين و سودانيين وهم يلوحون بأيديهم وبادلهم العائدون بالتلويح من نوافذ القطار والأطفال كذلك ودعوا بإبتسامة عريضة وأيادي صغيرة مرفوعة وقلوب كبيرة نابضة بالمحبة وتنظر للمستقبل من نافذة الوداع التي تفتح باب العودة للبلد.
وبينما عجلات القطار تنهب القضبان مسرعة الخطى نحو مقصدها اسوان ،بدأ مناديب المنظومة توزيع الوجبات الجاهزة والمياه والعصائر عبر أكياس كبيرة وزعت لجميع ركاب القطار الذين تجاوز عددهم الف، كانت كافية للتزود طوال الطريق نحو أسوان.
لم يتوقف قطار العودة كثيراً في المحطات فهو مخصص للرحلة حصراً ،وكان يتوقف قليلاً لبعض إجراءات مسارات القطارات الأخرى والتفاصيل الفنية الخاصة بالسكك الحديدية المصرية.

عناية خاصة
في الطريق كانت هنالك عناية خاصة من نوع آخر ومختلف، حيث لم ينحصر دور المنظومة في توصيل العائدين وإنما وفّرت لهم كل سبل الراحة بما ذلك الأدوية وأدوات الطوارئ الصحية لمقابلة كل طارئ،إحدى النساء تطلب من أحد شباب المنظومة “بخاخ” الأزمة لطفلها الذي يعاني من الربو وبين الخوف والإشفاق عليه يطمئنها بأنه سيتم جلب البخاخ فوراً وقد كان تم إحضاره لتهدأ أنفاس الصغير وسط دعوات وشكر الأم والمرافقين لإدارة المنظومة وشبابها .

لسان حال العائدين
في الطريق تجاذبت أطراف الحديث مع بعض المواطنين العائدين إلى الديار كلهم أجمعوا على حسن صنيع منظومة الصناعات الدفاعية وتيسير سبل العودة لهم ولسان حالهم يلهج بالشكر والثناء للمنظومة ،المواطن أحمد عبد الله قال لي لولا مبادرة المنظومة لما استطعنا العودة للسودان مع ارتفاع التذاكر وصعوبة الأوضاع ،بينما تقول آمنة إسماعيل انهم استنفدوا كل مايملكون مع تطاول أمد البقاء في مصر والصرف على الإيجار والخدمات والمعيشة.
العائد شمس الفلاح من مواطني صالحة أرسل رسائل شكر لقادة المنظومة وتحدث بأنهم وجدوا في مبادرتها فرصة للعودة، ودعا كل المواطنين في مصر ودول الجوار الأخرى بالعودة للسودان وقال إن عودة المواطنين تعني عودة الحياة والإعمار يتم بعودة المواطنين مؤكداً أهمية دعم الراغبين في العودة وتسهيلها.
ويشاطره محمد آدم الرأي بأهمية العودة وقال انتصارات القوات المسلحة أفرحتهم ومبادرة المنظومة أكملت الفرحة بالعودة ويشير إلى انهم سيعيدون بناء منازلهم وتجارتهم ووطنهم.

محطات عبور ووصول
بني سويف، أسيوط،المنيا ،قنا، سوهاج ،الاقصر ،ادفو ،اسنا،محطات كبيرة ومابينها محطات أخرى صغيرة في صعيد مصر حيث التاريخ والجغرافيا والوجدان المتشابه مع أهل السودان عبرها القطار ووصل إلى اسوان عند الثانية عشر والنصف ليلاً وتجاوز محطة أسوان ليتوقف في محطة السد العالي آخر محطات القطار بالقرب من السودان ونهر النيل ،هناك كان ينتظر القطار قنصل السودان بأسوان سعادة السفير عبد القادر عبد الله وأعضاء القنصلية وهيئة وادي النيل ووفد مقدمة المنظومة ،عوض المرضي وأبوعبيدة وعبد الجليل وينضم اليهم القادم من القاهرة مدير الإعلام بالمنظومة محمد سعيد ،وحضر موفد محافظ أسوان وقادة المؤسسات الأمنية والشرطية يتقدمهم لواء شرطة ومعه مختلف الرتب من الضباط وضباط الصف والجنود ،إستقبلوا العائدين وكان الضباط والجنود يساعدونهم على حمل أمتعتهم وإنزالها من القطار.
“20” بصاً كانت تقف عند مدخل محطة سكة حديد السد العالي حملت العائدين على متنها وتوجهت بهم من فورها نحو النيل ودخلت البصات بهم في جوف السفن والبواخر وعبرت إلى مدينة حلفا.
حديث القنصل
قنصل السودان بأسوان السفير عبد القادر عبد الله قال هذه الرحلة التي تمت عبر القطار تعتبر الأولى وسوف تنتظم الرحلات في الأسابيع المقبلة، وسوف يأتي القطار لمحطة ميناء السد العالي، ومنه إلى البواخر حتى ميناء حلفاء.
وقال القنصل نتقدم بالشكر للسلطات المصرية على ما قدمته من خدمات جليلة للسودانيين خلال فترة وجودهم بمصر، بعد قدومهم إليها عقب الحرب ،وقال الشعبين المصري والسوداني تربطهما علاقات راسخة ومتجذرة.
وشكر القنصل منظومة الصناعات الدفاعية على مبادراتها في دعم العودة الطوعية ودعم المواطنين.
الوصول
أكملت رحلة العائدين مساراتها بعد أن تفرقت البصات الناقلة لهم من مدينة حلفا إلى الميناء البري بمدينة عطبرة والميناء البري الخرطوم ومدينة القطينة بالنيل الأبيض، وتضم الرحلة عدد من مواطني الجموعية والخرطوم وأم درمان والشمالية ونهر النيل والنيل الأبيض، عادوا إلى وجهاتهم وهم يرددون مع الراحلين حميد ومصطفى سيد أحمد :
جينا ليك والشوق دفرنا
يا نشوق روحنا ودمرنا
يا المحطات الحنينة القصرت مشوار سفرنا
ياما شايلك فيني حايم
لا الليالى المخملية
لا العمارات السوامق
لا الأسامي الأجنبية
تمحي من عيني ملامحك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

5 + 19 =

زر الذهاب إلى الأعلى