محمد إدريس يكتب : في استقبال والي القضارف..انتبه للأولويات ..

سيخلد التاريخ تلك اللحظات الرهيبة التي عاشها والي القضارف سليمان علي في عمق الذاكرة لاحقا كحدث كبير ..
فعاليات مجتمع القضارف من رموز وإدارات أهلية وقوي سياسية في استقباله صباح الأربعاء عند مدخل الجامعة والسحب والغيوم كأنها مهرجان خريفي في إحتفالية رامزة ومقتصدة بلا إسراف أو تبزير أشارت الي القبول الشعبي الذي يحظي به الوالي الشاب ابن القضارف خريج الإقتصاد الذي سيدير أكبر ولاية تعيش علي اقتصادات الزراعة ووصفها ذات مرة الأستاذ عثمان ميرغني
ب (كلفورنيا السودان)..!!

بالضرورة ليس أول والي يحظي بذلك الاستقبال،كثيرون دخلوها بالطبول والدفوف وخرجوا منها تطاردهم اللعنات
وتشيعهم الاتهامات، بيدان الوالي الجديد تحمله أيادي الثورة والتغيير ويحظي بقبول واسع ولم تثر حوله كثير من الشبهات التي أثيرت حول مرشحين آخرين في ولايات أخري من العمل في النظام السابق أو الولوغ في صراعات عنصرية أو غيرها!

بزيارته لأسر الشهداء وبالذات أسرة(تية)وزيارته للأحياء الشعبية التي ترعرع فيها الوالي،قدم رسائل ذكية في بريد التعايش السلمي وأنه والي قومي يمثل جميع مكونات القضارف وأنه لاتوجد اي مشكلة بين البني عامر والنوبة وسيخدم الجميع و سيكون علي مسافة واحدة..!

اتفهم تماما استحقاقات إزالة التمكين ولكن لن ينجز الوالي شيئا إذا ضيق واسعا وأضحي برنامجه علي نسق (صلاح مناع) في صناعة الوهم وتخدير الشارع بذلك الاستهبال المسمي(أراضي واراضي )لان تركيبة القضارف ليست كالخرطوم حيث هنا لا يوجد تمكين ولافساد لأنها لم تعرف الاستقرار في الحكم بسبب صراعات الولاة،والمدينة ينقصها ماء شرب نقي وبنية تحتية ومشاريع تنمية للمحليات النائية واهتمام بالقطاع الزراعي
بخفض الضرائب والرسوم وتوفير المدخلات وذلك ماقاله أهالي الفاو عند استقبالهم للوالي في الخياري حول مشروع الرهد الزراعي .!

ستكون ضربة معلم لو أسرع الوالي في إنهاء مشاريع بدأها الوالي الراحل ميرغني صالح كمشروع الحل الجزري لمياه القضارف بالترليونات وملايين الدولارات التي تم صرفها في الشبكتين الداخلية والرئيسية من أعالي ستيت،وكطريق الحواتة وقلع النحل وبيت الضيافة والميناء البري فهي مشاريع جاهزة،اذا وجدت التمويل مواطن القضارف في أمس الحاجة إليها ودفع فيها من ماله ولايمكن اعتبارها إنجازات للحكومة السابقة يجب وادها ومحوها من الوجود..!

وسيحرث الوالي في البحر اذا اشتغل سياسة وظل حبيسا لحاضنته السياسية او حاشية رجال( حول الوالي )الذين يطوعون ويروضون الولاة العسكر والمدنيين علي السواء بفعل ساحر، وستخرج ذات الأصوات التي استقبلته بالأمس تشتمه غداوتبخث عمله وتتداوله في المجالس والمنصات الإعلامية..!!

القضارف أثبتت أنها معافاة من أمراض العنصرية المزمنة لبعض نظار القبائل السياسيين الذين استعصي عليهم الفطام
فعارضوا تعيين والي كسلا صالح عمار وقدحوا في هويته يعشمون بالترضية بوظائف وهبات مثلما كان يحدث سابقا بل طالبوا الجيش باستلام السلطة وهذا يشير الي أنهم حرقوا المراكب مع الحرية والتغيير ويعولون علي العسكر ..!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى