
عنوان المقال هي قولة مشهورة للإمام الراحل الصادق المهدي قالها في مبارك الفاضل وواضح أن المقولة هي إشارة لسوء تقديرات مبارك وقراءته الخاطئة للأحداث ونضيف إليها تذبذب مواقفة ولا مبدئيته التي شهد بها أنصار المهدية قبل غيرهم…
مبارك الفاضل وبعد عودته من دولة الإمارات التي زارها بدعوة من أميرها وفي هذه الظروف المعروفة لكل سوداني وطني، أطلق تدوينته علي منصة إكس طالب فيها بتكوين لجنة تحقيق دولية لمعرفة من بدأ الحرب فحق عليه المثل المشهور ” الناس في شنو ؟ ومبارك الفاضل في شنو ؟ تغريد خارج السرب تماما من باب خالف تذكر..ليته توقف عند هذا الحد بل إتهم الحركة الإسلامية وأمينها العام علي كرتي وعلي عثمان محمد طه بأنهم هم من أوعزوا للجيش بأن يتحرك لضرب المدينة الرياضية كأنما قيادة وبتاريخها الطويل ألعوبة في يد غيرها فقد أساء للجيش الوطني من حيث أنه أراد أن يجرم الإسلاميين الذي يكن لهم عداءا تاريخيا ولكنه لم يتردد عندما عمل معهم مستشارا للرئيس البشير في حكومة الانقاذ ثم وزيرا للإستثمار قبل ان يقفز من المركب عندما شعر بدنو أجل غرقها..
مبارك الفاضل تميز بأنه يأكل من كل الموائد ثم يتركها باحثا عن الأفضل ففي تاريخه السيادة عارض نميري ثم صالحه..عارض الانقاذ ثم صالحها وشغل عدة مناصب..شغل منصب وزير الداخلية في حكومة الامام الصادق المهدي في الديمقراطية وأدان عدد من اساتذة الجامعات الذين شاركوا في ندوة امبو بدعوة من دكتور جون قرنق عندما كان معارضا للإنقاذ وعندما فقد منصبه الوزاري بإنقلاب الإنقاذ في 1989م كان أول الملتحقين بالحركة الشعبية بقيادة جون قرنق معارضا للإنقاذ قبل أن يأتي مستشارا ثم وزيرا ثم خارجا عنها..
مبارك الفاضل هو من اوعز للأمريكان بضرب مصنع الشفاء عام 1998م بزعم أنه ينتج اسلحة كيميائية بل أشار لهم إلي مصنع جياد أيضا في عمل يصنف خيانة للوطن دون كثير إجتهاد…
تلك المواقف المتذبذبة لمبارك الفاضل والتي جعلته أيضا يخرج عن حزب الأمة القومي وينشئ حزبه باسم حزب الأمة الاصلاح والتجديد بحجة أن الامام الصادق كان مسيطرا علي مفاصل الحزب ولم يمارس الديمقراطية داخل الحزب جاء مبارك ليكون نموذجا آخر لعدم ممارسة الديمقراطية داخل حزبه والإنفراد بكل قرارات الحزب ومواقفه…سؤال يدور في ذهن الكثيرين من المتابعين لمواقف مبارك الفاضل وهو هل كل تلك مواقفه وتصريحاته تعبر عنه شخصيا ام هي قرارات حزبه ومكتبه التنفيذي ام الحزب هو مبارك الفاضل؟؟
واضح تأثير دولة الإمارات والخارج عموما علي مسيرة مبارك الفاضل السياسية والحزبية كما يتضح جليا أن تعويله علي الحصول علي مناصب في الدولة لم يجدها قد افقدته البوصلة في تقديم راية الوطن علي ما سواها من رايات كما يتضح أيضا أن غياب حزبه كمؤسسة وإنفراده هو بكل مايخص الحزب واستنادا علي تاريخه المتذبذب في تبني المواقف كل ذلك جعله يطلق تصريحاته تلك وفي التوقيت غير المناسب…