أخر الأخبار

رئيس الوزراء … صلاحيات واسعة وتحديات جسيمة في انتظار “حكومة الأمل”

إعداد: محمد جمال قندول

يواصل رئيس الوزراء د. كامل إدريس مشاوراته السياسية لتشكيل حكومته المرتقبة، وسط حالة ترقب واسعة من الشارع السوداني، الذي يعلّق آمالاً كبيرة على “حكومة الأمل”، التي من المتوقع أن تعلن بشكل كامل خلال الأيام القليلة المقبلة، بعد تسمية خمس وزارات حتى الآن، بينها الصحة والتعليم العالي والزراعة والري.

حكومة بمهام جسيمة وصلاحيات كاملة

د. كامل إدريس، الذي تم تعيينه رئيسًا للوزراء بصلاحيات تنفيذية واسعة قبل نحو أربعين يومًا، جاء في توقيت بالغ الحساسية، عقب مرحلة مفصلية من تاريخ البلاد، إثر التمرد المسلح الذي شنّته ميليشيا الدعم السريع في أبريل 2023، والذي خلّف دمارًا واسعًا في العاصمة الخرطوم وعدد من الولايات.

وفي هذا السياق، أكد الفريق أول ركن مهندس إبراهيم جابر، عضو مجلس السيادة ومساعد القائد العام للقوات المسلحة، في حديثه لصحيفة الكرامة، أن رئيس الوزراء يتمتع بكامل الصلاحيات التنفيذية، مشددًا على أن لا جهة في الدولة ستتدخل في إدارته للفترة الانتقالية، مشيرًا إلى أن د. كامل قدّم خطة عمل وطنية متكاملة وضع فيها الشعب السوداني على رأس أولوياته.

خارطة طريق.. وملفات ملتهبة

من أبرز الملفات التي تنتظر الحكومة الجديدة:

معالجة أزمة الخدمات الأساسية، خاصة الكهرباء والمياه.

توفير المساعدات الإنسانية للمناطق المتأثرة بالحرب.

إعادة تأهيل القطاع التعليمي المتدهور.

توفير الخدمات الأساسية في الولايات المحررة، وفي مقدمتها الخرطوم، والجزيرة، وسنار.

وتشكل هذه القضايا اختبارات حقيقية لقدرة الحكومة على استعادة ثقة المواطن، خاصة وأنها تتزامن مع ضغوط اقتصادية خانقة، وانهيار شبه كامل للبنية التحتية في المناطق التي شهدت اشتباكات.

دعم السيادي… واستقلالية كاملة

أكد عدد من أعضاء مجلس السيادة، وعلى رأسهم الفريق أول ركن ياسر العطا، أن المجلس ملتزم بعدم التدخل في تشكيل الحكومة أو التأثير على قرارات رئيس الوزراء، معتبرين أن استقلالية الجهاز التنفيذي أمر أساسي لإنجاح الفترة الانتقالية.

من جانبها، قالت عضو مجلس السيادة الانتقالي سلمى عبد الجبار في حوار نشرته الكرامة الأسبوع الماضي، إن الحكومة المقبلة ستقوم على أساس الكفاءة والخبرة لا المحاصصات السياسية، في تأكيد إضافي على انفصال العمل التنفيذي عن التأثيرات الحزبية.

التحديات الخارجية… وملف الاتحاد الأفريقي

على الصعيد الخارجي، يبرز رفع تعليق عضوية السودان في الاتحاد الأفريقي كأحد أبرز الملفات العاجلة التي تتصدر أجندة د. كامل إدريس، بالإضافة إلى التعامل مع المبادرات الإقليمية والدولية المتعلقة بوقف الحرب، والتي يحذر مراقبون من أن بعضها يسعى لتجاوز اتفاق “منبر جدة” أو فرض تسويات لا تنسجم مع رؤية الدولة المعلنة، التي تم رفعها للأمم المتحدة مؤخرًا.

حكومة الأمل… رهانات وتطلعات

تشكيل حكومة د. كامل إدريس يُعد أول اختبار فعلي لقدرة الدولة السودانية على استعادة مؤسساتها وتجاوز تركة الحرب. فنجاح “حكومة الأمل” سيعتمد بدرجة كبيرة على استقلاليتها، وعلى تماسك أجهزتها، وعلى مدى قدرتها على ترجمة وعودها إلى واقع معاش.

ويبقى السؤال الأهم في أذهان الشارع السوداني:
هل تنجح الحكومة الجديدة في إعادة البناء من تحت الأنقاض؟ وهل تكون “صلاحيات د. كامل” الضمانة الحقيقية لإنقاذ الوطن؟

الأيام القادمة ستحمل الإجابة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

15 − 8 =

زر الذهاب إلى الأعلى