فوضى الإعلام من أهم المحاضرات التي يهتم بها البروفسور عوني قنديل رئيس إتحاد الإعلاميين الأفارقة وأستاذ الإعلام الشامل بالجامعات المصرية والمختص في الإعلام الأمنى فى المعاهد العسكرية والشرطية بمصر،، سألته ذات يوم لماذا هذا الإهتمام بهذه المادة في معهد تدريب وتأهيل وإعداد الإعلاميين الأفارقة بالقاهره فكانت إجابته لأهمية المادة للأمن والاستقرار!! وزاد عليها عندما تحدث فوضى الإعلام تحدث الفوضى الشاملة لتأثير الإعلام على المجتمع،، وزاد عليها بأن فوضى الإعلام تأتي نتيجة ضعف مراقبة محتويات الإعلام،، فالفوضي في الإعلام المجتمعي تؤدي إلى خروج المجتمع عن عاداته وموروثاته القيمة،، وفوضى الإعلام الأمني تؤدي إلى حدوث الاختراقات الأمنية وزيادة نشاط التخابر السالب ضد الدولة،، وفوضى الإعلام السياسي يودي إلى عدم الاستقرار السياسي،
فوضى الإعلام أشبه بما جادت بها الروائية الجزائرية احلام مستغانمي في كتابها (فوضى الحواس) الذي يتناول التناقضات الداخلية للإنسان التي تنعكس سلبا على المجتمع،، وحالة فوضى الإعلام يجب أن نعترف اننا نعيشها في السودان حتى في وقت الحرب الذي يجب أن نتوقف فيه جميع رغبات واشواق الإعلاميين الذاتية لتتحرك فقط الرغبات والأشواق الداعمة للجيش ولقصايا الوطن الكلية ذات الأهمية القصوى التي لاتحتمل الحياد وكما يقول العالم بطرس غالي في إحدى مذكراته إن قضايا الوطن لاتحتمل الحياد فإما أن تكون مع الوطن وأما إن تكون مع نفسك أسيراً لرغباتك الذاتية!!!
يجب الإعتراف بأننا نعيش حالة فوضى إعلامية ثم يجب البحث عن المعالجة والإجابة على لماذا تلك الفوضى؟؟ ومن المسؤل عنها؟؟ يتحمل بعض المسؤلين في الدولة وخاصة أصحاب اتخاذ القرار مسؤلية تلك الفوضى وذلك لاتخاذهم نفر من الإعلاميين ابواقا لهم ومخبريين أيضآ حتى إذا ما جادت الونسه التلقائية أمام أحد الفنادق بوجود نفر من أمثال ماقلت تجد حديثك في درج المسؤل قبل شروق الشمس ليتصل بك المسؤل ويسمع لك الحديث حرفاً حرفاً!! وكذلك يتحمل هؤلاء المسؤلين الإجابة على لماذا يتم تسريب وقائع الإجتماعات والمجالس؟؟ ولمصلحة من يتم نشر المداخلات والحديث الرسمي في وسائط الإعلام؟؟ ولماذا لاتقوم الأجهزة الأمنية والاستخبارات بمسألة أصحاب نشر أسرار الاجتماعات؟؟ وعلى من تقع مسؤلية تأمين أسرار ومحادثات المسؤلين فيما بينهم التي يتضرر منها الوطن؟؟
فوضى الإعلام تظهر في جزء من القروبات التي تشرف عليها بعض السفارات وإذا كانت احهزتنا المحترمة تعلم ذلك وتغض الطرف فهذه مصيبة!! وإذا كانت لا تعلم فتلك أكبر من المصيبة!! فوضى الإعلام تظهر في نشر تحركات الجيش بل حتى في حركة الطيران و كثيراً ماقرأت هبوط طائرة شحن كبيرة من دولة،،،،،، بل حتى وصول جزء من انواع الأسلحة والمضادات نسمع به عبر الإعلام!! احد الإعلاميين كتب في قروب ما ياجنجوبد اقامتكم إنتهت في الدبيبات،، تحركت قبل قليل العده الجديدة فإذا بالعده الجديدة يتم تدميرها عبر مسيرات العدو بعد ساعتين فقط من النشر!!! ولا أحد يسأل أو يحاسب أو يحذر!!! فوضى الإعلام تظهر في عدم وجود مستشار صحفي مهني لمجلس السيادة!! من هو المستشار الصحفي للسيد البرهان؟؟ من هو المستشار الصحفي لكامل إدريس؟؟ من هو المستشار الصحفي لوزارة الداخلية أو المالية أو النيابة العامة؟؟؟ فوضى الإعلام ظهرت تمامآ في ماحدث لبعثة الحج حتى اللحظة لم يعلم الشارع العام شيئاً مقنعا سلباً أو إيجاباً فيما تم تداوله عبر الوسائط!!!
يعيش سوداننا الحبيب فوضى في كل شي لكن أهمها واكبرها فوضى الإعلام الذي ينتج فوضات كثيرة نتيجة تأثيره على المجتمع وهذا يحتاج إلى وقفة قوية وقوانين صارمة ورادعه ورقابة لصيقه لمحتويات الإعلام التي تتعدى الخطوط الحمراء تلامس جدار الوطن المصاب بالتهاب الجلد الذي لايحتمل اللمس،، يجب على الأجهزة الأمنية والقضائية ومؤسسات الإعلام وروابط واتحادات الإعلاميين أن يتفقوا على قيام ورشة عاجلة تناقش تلك القضية الهامة وتخرج بتوصيات ولوائح ملزمة للدولة والإعلاميين وميثاق متفق عليه يجعل من الإهتمام بقضايا الوطن ودعم القوات المسلحة والأجهزة الأمنية والشرطية لتقوم بمهامها كاملة تعزيزاً للأمن القومي والإستقرار وزيادة قوة تماسك المجتمع لتحقيق الانتصار على التمرد الغاشم بل حسم كل من يعمل ضد مصلحة الوطن داخلياً وخارجياً مع مراجعة جميع المنصات والمواقع والصحف الإلكترونية التي باتت تشكل جزء من المهددات الكبيرة على الأمن القومي،،، نواصل عن فوضى الإعلام ان شاء الله
