قبل المغيب – عبدالملك النعيم احمد – المشتركة…بالحوار والتفاهم …لا بغيره

يدور هذه الأيام في وسائط الإعلام الإلكتروني وفي كثير من مجموعات النخب والمثقفين والسياسيين وأصحاب الرأي والكلمة من بعض الصحفيين أحاديث كثيرة ليست بالطبع كلها دقيقة أو صحيحة بالشكل الذي نقلت به مما دفع مكتب رئيس مجلس الوزراء أن ينفي عدد من المرات مثل هذه التسريبات أو حتي التكهنات التي تصاغ أحياناً عن قصد وكأنها أخبار مؤكدة وفي هذا الأخير بالطبع تجاوزاَ واضحاً للمهنية التي تتطلب التحري والصدق والدقة والنسب إلي مصدر موثوق وصاحب إختصاص في الموضوع المعني بالنشر ولأهل الصحافة المهنيين والأكاديميين علم تام بالفرق بين الخبر المجرد والرأي الشخصي ولكل موقعه ومكانته في حيز العمل الصحفي وتلك في رأيي من أبجديات العمل الصحفي المحترم أما قصص الخيال التي تصاغ في شكل أخبار فلا مجال لها في العمل المهني الجاد…
من الأخبار المتداولة هذه الأيام للأسف من غير تحرٍ أو تروِ وربما تضر كثيراَ بالبلاد وتخالف أهداف النشر هي ما رشح حسب الأخبار من أزمة مفتعلة بين رئيس مجلس السيادة والوزراء من جهة وقيادات إتفاق سلام جوبا من ناحية أخري حول التشكيل الوزاري المرتقب وإختلاف وجهات النظر حول تفسير بعض بنود الإتفاقية والخاصة بمشاركة منسوبي هذه الحركات التي يقودونها في مجلس الوزراء…من حيث الإحتفاظ بوزارات معينة إسماً وعدداً ومن حيث أحقية من هو المعني بالإختيار لهذه المواقع وسؤال من حيث أجل الإتفاقية نفسها هل هي مرتبطة بفترة التسع وثلاثين شهراً التي إنتهت بالفعل أم بالفترة الإنتقالية الممتدة لأكثر من تلك الشهور التي تم تحديدها أم أنها مرتبطة بحرب الكرامة التي تشارك فيها الحركات المسلحة بكل أفرادها بفاعلية وقوة وجدية ليس فقط في المناطق المعنيين بها في ولايات الغرب وإنما مشاركين في كل المواقع ومساهمين في تحرير الخرطوم ومدني وسنار وفي حماية الولايات لم يدخلها الجنجويد والمرتزقة والآن هذه الحركات تمثل حضوراً ميدانياً في المعارك التي تدور في ولايات الغرب بغية التحرير الكامل لكل تراب السودان…
كثير من التساؤلات آنفة الذكر وحتي شكل الحوار بين أطراف شركاء معركة الكرامة بشأن تفسير بعض بنود إتفاق جوبا ومشاركة حركات الكفاح المسلح في الحكومية بالكيفية المطروحة الآن أن تستصحب معها الواقع الحالي في البلاد وأن معركة الكرامة لم تنته بعد رغم تقدم الجيش وجميع شركائه في كل المحاور وإنتصراته التي شهد عليها العالم…رغم ذلك فهناك أجزاء عزيزة من الوطن لم تحرر بعد في ولايات دارفور الخمس وجزء مقدر من ولايات دارفور…وأن المتمردين والمرتزقة الذين تم دحرهم وهزيمتهم وطردهم من غالب مدن السودان مازالوا يطمعمون في الرجوع ثانيا ومن الأبواب الخلفية ومازالوا يتلقون الدعم اللوجستي من دولة الأمارات ودعم مادي ومعنوي من كثير من دول الجوار ورأس الحية أمريكا التي شغلت الرأي العام هذه الأيام بإعتدائها السافر والمباشر علي ثلاث من محطات التخصيب النووي داخل إيران…
إن الظروف الحالية في البلاد لابد من إستصحابها في حوارات ولقاءات رئيس مجلس الوزراء مع قيادات المشتركة ولا أحد ينكر او يقلل من دور المشتركة في معركة الكرامة ولايجب لأي جهة مشاركة في معركة الكرامة أن تبحث عن مكافأتها في الحرب بحقائب وزارية أياً كانت هذه الجهة…فالدفاع عن الوطن وحمايته وتحريره شيء وشغل مناصب وزارية في حكومة الإنتقال الحالية شيء آخر ولكن في تقديري أن الخلط واضح عن الكثيرين من التصريحات التي صدرت من بعض منسوبي الحركات وغيرهم …
ليس غريباً أن تسعي كثير من الجهاد أن تدق إسفين الخلاف والتنازع بين قيادات إتفاق جوبا والجيش من ناحية وبينها ورئيس مجلس الوزراء من ناحية مستغلين تباين وجهات النظر في تفسير بعض بنود الاتفاق بشأن الوزارات التي يجب أن يشغلونها فلابد من المرونة في الحوار ولابد من تقديم التنازلات من أجل الوطن ولابد من احترام الوثيقة الدستورية التي تحكم تصريف الأمور في هذه الفترة للخروج بحكومة توافق بأعلي مما كانت عليه في السابق…
واحدة من عناصر نجاح أي تفاوض هو المحافظة علي سريته حتي ينضج…وإختلاف الآراء في طاولة التفاوض أمر طبيعي وإلا لما كان هناك حواراً من الأصل…لذلك نقول حقوق الحركات المسلحة محفوظا ودورها ومساهماتها في حرب الكرامة ودحر التمرد ضمن منظومة الجيش والقيادة الموحدة أمر معلوم ولا يستطيع أحد ينكرره أو يقلل منه….فليمضي حوار تشكيل الحكومة ومشاركة قيادات سلام جوبا بما يحقق مصالح الوطن أمنه وإستقراره لا أن يكون خميرة عكننة يرجع البلاد إلي دائرة حرب أخري بعد أن كادت تتعافي من إعتداء المرتزقة والجنجويد…فعل من صوت عقل مشترك يعلي راية الوطن عما سواها من رايات خاصة في هذا التوقيت من عمر البلاد..؟؟

Exit mobile version