أخر الأخبار

اقتراح جرئ للرئيس البرهان واعضاء السيادي ورئيس الوزراء

عبد النبي شاهين – الرياض

اقترح على رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق عبد الفتاح البرهان وعلى مساعديه اعضاء المجلس السيادي قبل اعلان التشكيل الوزاري اتخاذ قرار ثوري وتاريخي وجرئ في ذات الوقت بإلغاء كل المخصصات والامتيازات والبدلات التي يتقاضاها السادة الوزراء ونوابهم مستشاريهم وكل الشخصيات الدستورية مثل ولاة الولايات وغيرهم للقضاء على فكرة ما يسمى بـ ( قسمة السلطة ) التي ظلت تمثل اهم اسباب الصراع السياسي في السودان منذ فجر الاستقلال وحتى الآن

وان تعذر ذلك لشدة قسوته او صعوبة تحمله خاصة لمن ذاقوا حلاوة السلطة ، يمكن تقليص هذه المخصصات ووضع سقوفات محددة لها بحيث لا تتجاوز ضعف مخصصات الموظف العام ومنع محاولات للالتفاف على هذا القرار عبر “المكافآت” أو التسهيلات الخفية ، والغاء المعاشات الدائمة أو الامتيازات بعد انتهاء المنصب ، والغاء المواكب الرسمية ، وقصر استخدام العربات الحكومية على المهام الرسمية فقط واثناء ساعات العمل الرسمي فقط ، وإلغاء المساكن الفاخرة و قصرها على مبانٍ حكومية بسيطة ، والغاء بدلات السفر والضيافة ، وتقليص الحراسات الشخصية للحد الأدنى الضروري للأمن فقط وليس للاستعراض

ولكن لاتخاذ مثل هذه الخطوة التي ستكون حتما مثيرة للجدل ، يجب ان يبدأ اعضاء المجلس السيادي بتطبيقه على انفسهم اولا ، قبل الزام الآخرين به أي ان يختار اعضاء المجلس السيادي لأنفسهم احد الخيارين المذكورين اعلاه اما الغاء المخصصات والامتيازات او تقليصها وفقا لما ذكرناه ، ليكونوا القدوة في هذا الامر وذلك كخطوة اولى ضمن إصلاح سياسي شامل يمكن ان يتصدى لوضع مرتكزاته لاحقا خبراء معروفين في مجال التخطيط الاستراتيجي والسياسة العامة وانظمة الحكم المحلي وفن الادارة ، وهناك العشرات من النجوم في هذه العلوم داخل وخارج البلاد

صحيح ان مثل هذا القرار سيواجه مقاومة شرسة من داخل الطبقة السياسية والعسكرية ومن داخل المجلس السيادي نفسه ولكن ( الخيل الاصيلة تظهر في اللفة الأخيرة ) والتاريخ السوداني يكتب الان في هذه الحرب بعزم الرجال ، والقادة الوطنيون يظهرون ويثبتون أنفسهم في اللحظات الحاسمة أو في نهاية المطاف

احد مبررات هذه الخطوة الغير مسبوقة في السودان هو ان السلطة أصبحت “موردًا اقتصاديًا” أكثر من كونها “وظيفة لخدمة الوطن”، مما جعلها مغرية للغاية ومحل صراع دموي ولذلك، فإن إلغاء الامتيازات والمخصصات للشخصيات الدستورية او تقليصها قد يكون خطوة مركزية في تقليص الجاذبية المادية للسلطة ، و جذب الكفاءات الوطنية الحقيقية لا الطامعين

ان تحويل العمل العام ، واعني المناصب الدستورية عموما من ( مكاسب شخصية ) إلى ( مسؤولية وطنية ) وتجريد السلطة من بريقها المادي ، يحتاج الى قرار شجاع يصدر من قائد شجاع قلبه على وطنه ، وفي اعتقادي ان الرئيس البرهان اثبت خلال هذه الحرب انه احد اشجع قادة السودان برغم اختلاف الناس حوله فيما دون ذلك من الامور

ولطالما ظل الناس يرددون عبارة ان سودان ما بعد الحرب يجب الا يكون كما قبله ، فيجب ان تكون السلطة غير جاذبة خاصة وانها كانت سببا مباشرا لهذه الحرب اللعينة التي دفع الشعب السوداني ثمنها غاليا بفقد الانفس والارواح وانتهاك الاعراض ونهب الاموال والممتلكات وتدمير البنى التحتية والممتلكات العامة والخاصة

ان اتخاذ مثل هذه القرارات الثورية يمكن ان يسهم في تحقيق ( استراتيجية تقليل الصراع السياسي المسلح والمدني على السلطة ) ، ولكن ذلك لا ينفي ان السودان بحاجة الى ان يعمل الخبراء المتخصصين على بناء استراتيجية تحت هذا العنوان او بهذا المعنى ، فالحوجة الى بحث اساليب تقليل الصراع حول السلطة والثروة كانت ولا تزال ضرورة وطنية تحدث عنها خبراء اجلاء امثال البروفيسور محمد حسين ابوصالح وغيره كثيرون

انتهى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

واحد × 2 =

زر الذهاب إلى الأعلى