بقلم : لمياء صلاح
في لحظةٍ حبست أنفاس المنطقة، دوى صوت الصواريخ في سماء تل أبيب، حاملةً رسائل تتجاوز البارود إلى عمق الجغرافيا السياسية. ثلاثون صاروخًا انطلقت على دفعتين خلال أقل من نصف ساعة، لتعلن إيران عن فصل جديد من الصراع، لا يشبه ما قبله.
ما حدث لم يكن مجرّد رد فعل عسكري، بل تجسيد لاستراتيجية جديدة، تسعى من خلالها طهران لإعادة رسم خطوط التوازن في الشرق الأوسط. وبينما كان المشهد المروع لصواريخ تتسابق في الأفق يدوّي على الشاشات، تساءلت الشعوب الإسلامية: هل أصبحت إيران المارد الذي تجرأ على كسر حاجز الهيمنة؟
في خضم الصراع، ظهرت مشاعر متناقضة بين الإعجاب والريبة. البعض رأى في الخطوة الإيرانية صوتًا جريئًا في مواجهة التخاذل العربي، وآخرون قرأوها ضمن لعبة نفوذ بين الفارسية والعبرية، حيث تقف الشعوب على هامش المعادلة، معلّقةً بين الأمل والخوف.
ومع أن الحسابات السياسية ما زالت تتقلب، إلا أن الإيرانيين – بمنطق أو بآخر – نجحوا في شغل الساحة، وإثارة نقاشات وجودية حول معنى الردع، ومَن يملك الجرأة على إعلان “كفى”. حتى في الهزيمة، هناك من يراها “رمزًا للإلهام” و”درسًا في عدم الرضوخ”، فما بالنا إن كانت النار ما زالت مشتعلة
