صوت الحق – الصديق النعيم موسى – إلى رئيس الوزراء: قبل ما تختار طريقك أبقى واثق من رفيقك!

عملية إختيار الوزراء أمرٌ ليس بالسهل بل هو عظيم، لعِظم ما تمرُ به البلاد من تمرد غاشم وضعف في الجهاز التنفيذي للحكومة والفساد يُعشعش في أركانها، ويبقى الأمل في تشكيل حكومة تُلبي طموحات الشعب الصابر الذي يقف الموقف المشرّف خلف قواته المسلّحة التي تخوض معركة ستُدرس للأجيال وسيخلّدها التأريخ الحديث عن شجاعة وبطولة الشعب السوداني.

برغم أنَّ الحرب قضت على معظم موارد الدولة ودمّرت مؤسساتها بالعاصمة وأخرجت المشاريع الزراعية من الخدمة ونهبت وسرقت وأفسدت مليشيات حميدتي الإرهابيه مما أثّر بصورة واضحة في الميزان التجاري وأضحت الضرائب والجبايات تُساهم في الميزانية العامة للدولة، برغم أنَّ للبلاد موارد ما زالت تُستخرج من باطن الأرض ولكنها تُهرّب وأعني مورد الذهب الذي ينتجه السودان فبأي حال من الأحوال ما يُنتج يجب أن يتم تصديره وإن كانت الحكومة حريصة على شئ فيجب أن تعمل لا أقول الحد من ظاهرة تهريب الذهب بل القضاء عليها حتى تستفيد الدولة من العملة الأجنبيه.

يتبادر في ذهن القارئ عندما يسمع أو يقرأ خبراً يقول: رئيس الوزراء يبدأ مشاوراته لإختيار طاقم حكومته. هذا الخبر يختلف عن كل الأخبار لأهميته، فمن هم الذين يشاورهم رئيس الوزراء؟ وما هي معايير الإختيار؟ لعلّنا نضع في الإعتبار أنَّ تعيين رئيس وزراء مستقل يجب أن تُترك له عملية التنقيح وألا تُفرض عليه الأسماء وأن تكون ترشيحاته مبنية على عامل الإستقلال والكفاءة التي تؤهله لشغل المنصب، أما وإن تدخلت شخصيات نافذة وتم فرض المرشحين على رئيس الوزراء وكل جماعاتٍ تأتي بأبناءها فإننا حتماً لن نجني شئ وكأننا نلعب ( سيجه ).

ما يهم المواطن هو وجود حكومة توفّر له لقمة العيش وأن تستفيد من الموارد المتاحة التي بلا شك لو تم إستغلالها ستعمل على ترجيح كفة الميزان التجاري ( الزراعة بجميع أنواعها – الذهب ) هذه فقط كفيلة بإحداث نقلة سريعة في سعر الصرف، يحدث هذا لو تم تعيين وزراء كفاءات ( وليس كفوات ) فإنتاج الذهب لو تم عبر الأُطر القانونية وتم بتر آيادي المخربين عبر الحدود والمطار ستكون النتيجة لصالح خزينة بنك السودان، نقول ذلك ولقد أعلنت الدولة على لسان مدير الأمن الإقتصادي قبل سنوات قليلة بأنَّ ثمانون في المائة من إنتاج الذهب ( 80٪ ) تُهرّب وأنَّ الصمغ العربي يتم تصديره للولايات المتحدة الأمريكية من ولاية القضارف ويُهرّب أيضاً من إقليم كردفان.

أتركوا الإختيار لرئيس الوزراء فقط، فتأخير تشكيل الحكومة قد يكون سببه المباشر هو التدخلات ونسبة الحركات والأقاليم التي لم تُشارك في السُلطة فهذا الأمر يحتاج لحسم وأن تكون هنالك مساواة للأقاليم في التمثيل الحكومي، أما وإن تراخت الدولة ستكون المحصلة معروفة للجميع: محاصصات وعدم خبرة ووضع الوزير المناسب في غير مكانه وكأننا لم نفعل شئ وتكون الساقيه لسه مدوّره، ونقول لرئيس الوزراء إختيار طاقمك كأختيار أصدقائك يجب أن تثق فيهم حتى يسيروا معك لنهاية الطريق.

Exit mobile version