تغيير تطبيق ناس البيت الي “مصرفك”

المدير العام لمصرف المزارع التجاري نجم الدين خلف الله الدخيري في حوار مع مجلة “حواس”

واجهنا التحديات.. منها خروج (٢٢) فرعاً من فروع المصرف عن الخدمة بسبب الحرب

أسهمنا في نجاح الموسم الزراعي الشتوي ومنحنا تمويلاً للمزارعين بالجزيرة ونهر النيل والشمالية

هذه قصة شراكتنا مع شركة (CDS)

تمويل مصرف المزارع للخريجين يهدف إلى دعم الشباب

لهذه الأسباب…. غيرنا اسم تطبيق “ناس البيت” إلى “مصرفك”

حوار : طارق شريف ساتي

*مصرف المزارع التجاري من البنوك التي تتميز بانتشار جغرافي واسع، كما أنه يضم قاعدة كبيرة من المساهمين.. تعرض البنك بسبب الحرب إلى تحديات كبيرة نتيجة لخروج (٢٢) فرعاً عن الخدمة، والدمار الذي لحق بالفروع والبنى التحتية للمصرف.
المدير العام لمصرف المزارع التجاري الأستاذ نجم الدين خلف الدخيري، الذي ظل مرابطاً في بورتسودان منذ أيام الحرب الأولى يحدثنا عن نجاح المصرف في إدارة هذه التحديات، وتمكّنه من تمويل الموسم الشتوي رغم الظروف الصعبة في حوار التحديات مع مجلة “حواس”.

*مصرف المزارع التجاري يمتلك قاعدة كبيرة من المزارعين.. حدثنا عن هذا التواصل؟

إن التواصل بين مصرف المزارع والقطاع الزراعي بصفة عامة علاقة وطيدة وممتدة عبر السنين، إذ إن مجموعة كبيرة من المزارعين هم من المساهمين في تأسيس المصرف، وتطورت العلاقة في اهتمام المصرف بالزراعة والمزارعين وصارت إستراتيجية، وأصبح مصرف المزارع التجاري شريكاً إستراتيجياً للمزارعين في مختلف أنحاء البلاد، حيث يمتلك قاعدة واسعة من العملاء في القطاع الزراعي، ويعمل على تلبية احتياجاتهم التمويلية والخدمية.
نحن في المصرف نحرص على تعزيز هذا التواصل، الذي يساهم في تطوير القطاع الزراعي وتعزيز الإنتاج المحلي وتوفير سلع الصادر، وهو جزء من التزامنا المستمر بدعم الاقتصاد الوطني وتحقيق التنمية المستدامة.
نولي اهتماماً بتطوير القطاع الزراعي، لأنه من القطاعات الحيوية التي تساهم في تعزيز الأمن الغذائي وتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة، ولدينا رؤية واضحة تركز على تقديم حلول تمويلية متكاملة تلبي احتياجات المزارعين، عبر شركة متخصصة في الأعمال الزراعية شركة “قرين توبس” التي تزاول نشاطها منذ أكثر من (20) عاماً وتعمل على توفير المعدات الزراعية والتركتورات والحاصدات ومدخلات الإنتاج من أسمدة و”خيش” لشرائح المزارعين كافة.
رغم الظروف الاستثنائية القائمة واستمرار الحرب، إلا أن مصرف المزارع التجاري التزم بعهده مع المزارعين ووفر لهم التمويل المطلوب مع بداية الحرب للموسم المطري في 15 مايو 2023 ولجميع مناطق الزراعة في القضارف وسنار والدمازين، وأيضاً مع بداية الموسم الشتوي في منتصف أكتوبر 2023 منح المصرف تمويلاً لمزارعي الجزيرة ونهر النيل والشمالية لزراعة وتوفير محصول القمح، السلعة الإستراتيجية، التي يعتمد عليها الغذاء في السودان رغم المخاطر الأمنية وشح السيولة.
واستطاع المصرف توفير تمويل للشركات الزراعية الكبيرة، خاصة لزراعة قصب السكر، وهذا إسهام آخر للمصرف بتوفير سلعة إستراتيجية أخرى.

*حجم التمويل الأصغر كبير مقارنةً مع البنوك الأخرى؟

نعم، مصرف المزارع التجاري من المصارف الرائدة في مجال التمويل الأصغر، ويولي هذا القطاع اهتماماً خاصاً عبر وحدة متخصصة في هذا المجال نظراً إلى دوره الحيوي في دعم أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة. ونفخر بأن حجم التمويل الأصغر في مصرفنا يتجاوز بكثير ما تقدمه العديد من البنوك الأخرى، بالإضافة إلى التسهيلات التي نقدمها للعملاء والشروط الميسرة التي نوفرها لتلبية احتياجاتهم المالية.
يتمثل هدفنا في تمكين الأفراد والشركات الصغيرة من الوصول إلى التمويل بسهولة، ما يساعدهم على تطوير مشاريعهم وتحقيق النجاح الاقتصادي. كما أن مصرف المزارع التجاري يقدم استشارات ودعماً إضافياً للمستفيدين من التمويل الأصغر، وهو ما يساهم في ضمان استدامة المشاريع وتعزيز نموها على المدى المتوسط والطويل.
يقدم المصرف منتجات متنوعة من التمويل الأصغر لتلبية احتياجات مختلف الفئات، أبرزها تمويل الخريجين، الذي يهدف إلى دعم الشباب الذين تخرجوا حديثًا ويرغبون في بدء مشاريعهم الخاصة. هذا التمويل يوفر لهم فرصة للانطلاق في سوق العمل وتطوير مهاراتهم وتحقيق الاستقلالية المالية.
نُقدّم أيضاً تمويلات مخصصة للمزارعين وأصحاب المشاريع الصغيرة في القطاعات الزراعية المختلفة، بما في ذلك تمويلات لشراء المعدات، والتوسع في الإنتاج، وتحسين عمليات الزراعة الحديثة. نحن ملتزمون بتقديم حلول تمويلية مرنة تلائم احتياجات عملائنا وتساعدهم على تحقيق أهدافهم الاقتصادية، ما يعزز من قدرتهم على الاستدامة والنمو في السوق.
يمنح المصرف التمويل الأصغر لجميع القطاعات، الخدمي، التجاري، الزراعي، الصناعي، الحرفي، النشاطات الصغيرة، الأسر المنتجة والمجموعات النسوية عبر الجمعيات التعاونية والأفراد، ويحرص على أن يكون التمويل للولايات كافة، وذلك وفقاً لسياسات وتوجيهات البنك المركزي… علماً بأن مصرف المزارع كان له دور متميز في هذا المجال وحصد فيه عدة جوائز داخلياً وخارجياً.

*لماذا غيّر المصرف اسم تطبيق الموبايل المصرفي من “ناس البيت” إلى “مصرفك”؟

يهتم المصرف، على مستوياته الإدارية كافة، بالتطور التقني وتحديث النظم التي يعمل عليها المصرف والمنتجات التقنية، بل والاعتماد على التقنية بصفة أساسية لإحداث التطور فى المصرف، وتغيير اسم تطبيق الموبايل المصرفي من “ناس البيت” إلى “مصرفك” كان جزءاً من هذا التوجه، وجاء في إطار إستراتيجية المصرف لتعزيز تجربة عملائنا وتسهيل الوصول إلى خدماتنا. كان الهدف من هذا التغيير هو تبسيط الاسم وجعله أكثر تماشياً مع هوية المصرف ورؤيته المستقبلية. اسم “مصرفك” يعكس بشكل مباشر العلاقة الوثيقة بين المصرف والعملاء، حيث يُظهر أن التطبيق هو أداة شخصية تُمكّن المستخدم من إدارة شؤونه المالية بكل سهولة ويسر، ما يضمن له تجربة مصرفية مبتكرة ومتكاملة.
التغيير أيضاً يتماشى مع التطورات التكنولوجية والرقمية التي يشهدها القطاع المصرفي، ويعزز من قدرة المصرف على تقديم خدمات مصرفية متطورة تلائم احتياجات وتوجهات المرحلة وخطط الدولة تجاه الشمول المالي. وبالفعل فقد أسهم هذا التغيير في الأداء الكلي لعمليات الدفع الإلكتروني، وتضاعفت أعداد الحسابات، وانضمت إلى المصرف شرائح مختلفة خلال فترة قصيرة. كما أن التغيير الذي تم جاء بإضافة خدمات متنوعة أسفرت بالفعل عن نتائج ملموسة، فقد شهدنا زيادة كبيرة في عدد المتعاملين بالتطبيق، حيث تضاعف عدد المستخدمين بشكل ملحوظ بعد التحديثات والتحسينات التي أُدخلت عليه. هذا النمو المستمر يعد مؤشراً قوياً على نجاح الإستراتيجية التي يتبناها المصرف وتركز على تقديم خدمات مصرفية ذكية سهلة الاستخدام.
التطبيق الآن يوفر مجموعة واسعة من الخدمات التي تلبي احتياجات العملاء، مثل التحويلات المالية، دفع الفواتير، إدارة الحسابات، بالإضافة إلى خدمة “إيصالي” التي يمكن من خلالها تسديد مجموعة واسعة من الرسوم الحكومية، مثل رسوم إصدار الجوازات، الرسوم الجمركية، ورسوم الخدمات العامة الأخرى، ما يسهم في تقليل الوقت والجهد المبذول من قبل العملاء.
النمو المستمر في عدد المستخدمين يعكس رضا العملاء عن التجربة المصرفية التي نوفرها لهم عبر تطبيق “مصرفك”، ما يعزز مكانة مصرف المزارع التجاري كمؤسسة مصرفية متطورة وموثوقة.

*النظام المصرفي الجديد للبنك ومميزاته؟

مصرف المزارع التجاري يحرص على تقديم أحدث الخدمات المصرفية، لذلك تبنى المصرف أحدث الأنظمة من شركة “تيمينوس” نظام “T24″، أحد أكثر الأنظمة تطوراً في العالم.. يتميز هذا النظام بمرونته وقدرته على التوسع، ما يتيح تقديم خدمات مخصصة للأفراد والشركات مع إمكانية التطوير المستقبلي، كما يوفر أعلى مستويات الأمان لحماية البيانات والمعاملات المالية، ما يعزز ثقة العملاء. بالإضافة إلى ذلك، يتيح التكامل السلس مع الأنظمة الداخلية والخارجية، ما يسهم في تبسيط العمليات ورفع الكفاءة التشغيلية. يقدم النظام أيضاً خدمات مصرفية رقمية متطورة، تسهل تنفيذ العمليات المالية بسرعة وسلاسة، إلى جانب أدوات تحليلية متقدمة تساعد في فهم سلوك العملاء وتحسين الخدمات المقدمة لهم. إن تبني نظام T24″” يعد خطوة إستراتيجية نحو التحول الرقمي، ما يعزز قدرتنا على تقديم خدمات مصرفية مبتكرة تلبي احتياجات عملائنا المتزايدة.
ظل مصرف المزارع يحرص وبصفة مستمرة على تحديث هذا النظام واقتناء النسخ الجديدة من شركة “تيمينوس” التي بدورها تحرص على تطوير نظامها بصورة مستمرة، وشركة “تيمينوس” من أفضل ثلاث شركات عالمية في التقنية المصرفية.

*التعاون مع شركة كوشايت (CDS)؟

يُعد التعاون بين المصرف وشركة “CDS” من الخطوات المهمة في مسار التحول الرقمي الذي يشهده المصرف، حيث بدأنا هذا التعاون منذ فترة طويلة، هذه الشراكة كانت مبنية على رؤية إستراتيجية تهدف إلى تقديم حلول دفع إلكتروني مبتكرة وسريعة للمواطنين من خلال شراكة ذكية مع وحدة حكومية خدمية، تم اختيار وحدة الجوازات لتكون بداية الانطلاق، ومن ثم التوصل إلى نموذج يمكن تطبيقه لتقديم خدمات مماثلة لوحدات حكومية أخرى. وقد جدت هذه الفكرة قبولاً من الشركة وتم الاتفاق عليها خلال وقت وجيز وإطلاقها للجمهور.
من خلال الربط مع “CDS”، تطور الأمر ليصبح بإمكان عملائنا سداد جميع الرسوم الحكومية باستخدام منتج (إيصالي) بكل سهولة ويسر عبر تطبيق “مصرفك”. هذه الخدمة تتيح للجمهور ومختلف فئات المتعاملين دفع كل أنواع الرسوم مثل رسوم استخراج الجوازات، رسوم معاملات السجل المدني، الرسوم الجمركية وغيرها، دون الحاجة إلى زيارة المكاتب الحكومية، ما يوفر الوقت والجهد على العملاء ويُحسن من تجربتهم.
الشراكة مع “CDS” تأتي في إطار التزام المصرف بتوفير خدمات مصرفية رقمية متطورة، تواكب احتياجات العصر وتلبي تطلعات عملائنا. نحن نؤمن أن هذه الخدمة تسهم في تحسين الكفاءة وتسهيل المعاملات المالية الحكومية، ما يعزز من دورنا كمؤسسة مصرفية رائدة في تقديم الحلول المبتكرة.

*ماذا عن مجلس إدارة مصرف المزارع التجاري؟

مجلس إدارة مصرف المزارع التجاري يضم مجموعة بخبرات متنوعة من الإداريين والاقتصاديين والمحاسبين والخبراء المصرفيين، بالإضافة إلى الزراعيين ورجال الأعمال.. هذا التنوع في الخبرات يجعل من مجلس الإدارة قوة دافعة للمصرف نحو تحقيق أهدافه الإستراتيجية، وتعزيز مكانته في القطاع المصرفي.
ينفذ مجلس الإدارة مهامه في إدارة المصرف ومراقبة أعماله عبر اللجان المتخصصة وفقاً لما حددته توجيهات بنك السودان المركزي. ويولي مجلس الإدارة اهتماماً خاصاً بالتطور التقني في المصرف، ويهدف وبصفة مستمرة إلى تطبيق أفضل الممارسات المصرفية العالمية والالتزام بالنظم التي تحكم ذلك.
في ظل الظروف الاستثنائية التي شهدتها البلاد مع اندلاع الحرب، كان مجلس إدارة مصرف المزارع التجاري متابعاً لأعمال المصرف وحريصاً على أهمية اجتياز هذه المرحلة الحرجة، ولأهمية استمرار المصرف في تقديم الخدمات المصرفية بشكل فعال. وفي هذا السياق وما تتطلبه الظروف الاستثنائية وأهمية سرعة اتخاذ القرارات، منح المجلس صلاحيات إضافية للمدير العام لتمكينه من اتخاذ القرارات العاجلة التي يحتاجها المصرف في ظل تحديات الحرب، ثم التقرير بشأنها لتأييد هذه القرارات في أول اجتماع للمجلس.
عقد مجلس الإدارة اجتماعين بمدينة بورتسودان للجمعية العمومية للمصرف، وتمت إجازة القوائم المالية للعام 2022 وللعام 2023، ونخطط الآن لعقد اجتماع للجمعية العمومية قبل نهاية شهر مايو لإجازة القوائم المالية للعام 2024 بإذن الله تعالى. كما عقد المصرف الاجتماع غير العادي للجمعية العمومية للمصرف لإجازة زيادة في رأس المال كان قد تم الاكتتاب فيها قبل الحرب.

*حدثنا عن جائزة الريادة في تقديم حلول مصرفية متكاملة للقطاع الزراعي وقطاعات التجزئة كافة للعام 2024؟

نحن في مصرف المزارع التجاري فخورون بحصولنا على جائزة الريادة في تقديم حلول مصرفية متكاملة للقطاع الزراعي وقطاعات التجزئة كافة لعام 2024 من الاتحاد الدولي للمصرفيين العرب، التي كانت نتيجة حتمية لجهود كبيرة بذلها جميع موظفي المصرف في ظل ظروف استثنائية غير مستقرة.
هذه الجائزة تعكس التزامنا المستمر بتطوير حلول مصرفية مبتكرة ومتكاملة، تهدف إلى تلبية احتياجات عملائنا في القطاع الزراعي، بالإضافة إلى دعم القطاعات الأخرى بما يسهم في تعزيز الاقتصاد الوطني.
تأتي هذه الجائزة نتيجة لتفانينا في تقديم خدمات مالية مرنة، شاملة وذات جودة عالية، مثل التمويل الزراعي الميسر للقطاعات الصغيرة من جمعيات تعاونية وأفراد وشركات صغيرة وقطاعات إنتاجية حرفية وصناعية من المهنيين وحديثي التخرج الذين يتلمسون الطريق، بالإضافة إلى خدمات الدفع الإلكتروني التي تواكب التطورات التكنولوجية الحديثة. نحن نؤمن بأن هذه الحلول تسهم في تطوير القطاعات المختلفة والقطاع الزراعي بشكل خاص، وتحرك الإنتاج وتسهم في تحقيق التنمية المستدامة التي تعود بالفائدة على المجتمع ككل.
حصولنا على هذه الجائزة يضع على عاتقنا تحدياً أكبر في تجويد الأداء، والاستمرار في الأداء المتميز لتأمين الدور الذي يقوم به المصرف في المجالات كافة، وأهمية التميز واستمراره.. الجدير بالذكر أن مصرف المزارع التجاري قد حقق العديد من الإنجازات البارزة، حيث استمر في حصد الجوائز على مدار السنوات في نشاطات مماثلة.

*نشاط المصرف ببورتسودان ووجود المدير العام؟

ظل المدير العام ونائبه موجودين منذ اندلاع الحرب داخل السودان، وشهدت هذه الفترة تنسيقاً إدارياً تاماً، واستطاع المصرف مواجهة التحديات المتسارعة التي واجهت جميع المصارف نتيجة للحرب التي بدأت في الخرطوم ثم امتدت لتشمل مناطق حيوية كثيرة كان للمصرف فيها وجود، لكننا نعتقد أننا في مصرف المزارع استطعنا تسيير الأعمال بحكمة، بل حققنا الأهداف المرسومة وتجاوزنا الأرقام المخطط لها نتيجة للجهود المتواصلة من جميع العاملين بالمصرف.
قمنا بإعادة ترتيب وتهيئة مقر المصرف بفرع بورتسودان ليستوعب جزءاً من مكاتب الإدارة العامة التي اضطررنا إلى توزيع العمل فيها بين مدن كسلا، الدامر وبورتسودان.. ومن جهة أخرى شرعنا في تشييد مقر جديد لرئاسة المصرف بمدينة بورتسودان، وقد أصبح هذا المقر الآن معلماً بالمدينة تجاوزت فيه نسبة الإنجاز (60%)، ومخطط لتشغيله بداية العام المقبل بإذن الله تعالى، ليصبح مقراً للإدارة العامة وفرعاً يتخصص في أعمال الشركات الكبيرة ورجال الأعمال.
يتميز النظام المصرفي التقني بمنح الفرصة للعملاء الحصول على جميع الخدمات، بما فيها منح التمويل عبر فروع المصرف المنتشرة دون أن يكون العميل مقدم الطلب عميلاً بالفرع، وكذلك المعاملات المتعلقة بالتجارة الخارجية، وعليه أنشأنا وحدة مركزية لتنفيذ العمليات الاستثمارية وتمويل التجارة الخارجية لكبار العملاء وعملاء الفروع المغلقة، وتوسعنا فى فرص استقطاب وزيادة العملاء خاصة في مجال الصادر للسلع الإستراتيجية: القطن، الصمغ، السمسم والسلع الأخرى.
كما قمنا بإعادة ترتيب وتنشيط توكيلين للمصرف بمدينة سواكن، وآخر بالميناء الجنوبي، والآن يزاولان النشاط في تقديم الخدمات للجمهور. ونعمل على إضافة فرع جديد للمصرف بمدينة عطبرة وآخر بمدينة أم درمان شارع الوادي سيزاولان النشاط قبل نهاية العام الحالي بإذن الله تعالى.

*ما هو وضع العاملين.. وكيف تمت تسوية أوضاعهم؟

في ظل التحديات الاستثنائية التي نتجت عن الحرب، تعطلت العاصمة تماماً وتوقفت رئاسات وفروع المصارف عن العمل، وأصبح موقف مصرفنا خروج (22) فرعاً من إجمالي (37) فرعاً للمصرف، وأصبح المصرف يعمل بكفاءة (40%) من إجمالي عدد الفروع. واجهت جميع البنوك تحديات أكبر بتوقف السيرفرات برئاساتها وصعوبة الوصول إليها، إلى جانب التدمير الكبير الذي لحق بالبنية التحتية للاتصالات.
استطعنا تشغيل المصرف من الموقع الاحتياطي للبيانات الذي كان يحتفظ به المصرف بفرع ود مدني بعد جهود كبيرة قدمها العاملون بإدارة التقنية، وأنشأنا موقعاً احتياطياً بديلاً بمدينة بورتسودان .
أصبحت التكلفة التشغيلية للمصرف كبيرة، وهذا تحدٍ جديد تواجهه جميع المؤسسات، منها البنوك، لكننا فضلنا الاحتفاظ بجميع الموظفين في هذه المرحلة ومنح موظفي الفروع التي أغلقت إجازة بدون مرتب. مجلس الإدارة وافق أن يُمنحوا منحة شهرية تعينهم في ظل الظروف الاستثنائية على أن تقوم الإدارة التنفيذية باستدعائهم للعمل عند إعادة فتح الفروع أو إذا طرأت حاجة إليهم في أي وقت.

*عملت في بنك سبأ الإسلامي باليمن.. حدثنا عن تجربتك هناك؟
عملت في اليمن ببنك سبأ الإسلامي مديراً عاماً مكلفاً ثم مديراً عاماً خلال الفترة (2014 – 2020)، لا يختلف النظام المصرفي باليمن عن النظام المصرفي السوداني.. عند قيام حرب عاصفة الصحراء كنت مقيماً في صنعاء، وقرر مجلس إدارة البنك أن انتقل إلى جيبوتي، حيث كان للمصرف فرع خارجي فيها، لإدارة أعمال البنك من هناك، وفي ذات الوقت العمل على تحويل فرع البنك في جيبوتي إلى بنك منفصل قائم بذاته.. وبالفعل تم ذلك بتأسيس بنك جيبوتي الأفريقي، الذي كنت أشغل عضو مجلس إدارته لمدة ثلاث سنوات.