أخر الأخبار

كلام صريح – سمية سيد – المليشيا وخلق التوازن في الاتهامات

اتهامات حميدتي لمصر بمساعدة الجيش السوداني تفسر على أنها محاولة لصرف الأنظار عن الاتهامات الموجهة لمليشيا الدعم السريع باعتمادها على الدعم الخارجي في حربها على السودان .
فالاتهامات الموجهة للمليشيا من كافة المنظمات الدولية بحصولها على الأسلحة والمال والمرتزقة، هي اتهامات خطيرة وتتنافى مع القوانين الدولية المتعلقة بالصراعات المسلحة وضعت الإمارات في موقف حرج دوليًا وإقليميًا.وكذلك الدول الداعمة .

الجاهل حميدتي لا يعلم ان اتهامه لمصر بدعم الجيش السوداني (الجيش الوطني المعترف به دوليًا) قد يكون أقل ضررًا على المستوى الدولي، بل انه يجد التعاطف والسند الأخلاقي من دول ترى أن دعم الجيوش الوطنية أمر مشروع وواجب .
* بتحويل الأنظار نحو مصر، يحاول حميدتي إيجاد “شريك” أقوى وأكثر قربًا جغرافيًا لتوجيه الاتهامات إليه، مما قد يقلل من التركيز على دولة الإمارات الأبعد جغرافيًا .. او هكذا يصور له مستشاريه الأمر ..

يحاول المتمرد حميدتي خلق توازن في الاتهامات .. فإذا كان الحديث عن دعم خارجي يصله لتدمير السودان فان ؛ الطرف الاخر ؛ ايضا يتحصل على نفس الدعم العسكري .. ظانا ان مثل هذه الادعاءات الكذوبة يمكن ان تحد من يتعامل معها من الجهات الدولية .لكنه فات عليه ان الجيش السوداني والعديد من الأطراف الإقليمية والدولية توجه اتهامات صريحة وموثقة للإمارات بدعم مليشيا الدعم السريع ولا يوجد دليل واحد لإدانة مصر مما نسبه اليها المتمرد حميدتي من ادعاءات .
لجأ حميدتي لإضعاف الاتهامات الدولية الموجهة له وللدول التي تدعمه أو صرف الانتباه عنها، إلى مبدأ “الاتهام المضاد” أو “قلب الطاولة” لاتهام طرف آخر (مثل مصر) بدعم خصمه. هذا يخلق انطباعًا بأن “الكل متورط” ويقلل من خصوصية الاتهام الموجه للإمارات.

يحاول المجرم حميدتي إثارة قلق إقليمي أوسع بتوزيع الاتهام لدولة مصر بما لها من ثقل دولي وإقليمي ، ولا يمكن إغفال علاقة السودان ومصر وان اي اتهام بالتدخل المصري في السودان يثير قلقًا أعمق في المنطقة نظرًا لأهمية البلدين.

بإقحام مصر، يحاول حميدتي تدويل الصراع أكثر، وإثارة حساسية دول أخرى تجاه دور مصر المزعوم، مما قد يخفف الضغط عن حلفائه الفعليين .

المتمرد حميدتي يصر على زرع الشكوك والتفرقة بين الدول التي يُنظر إليها على أنها تدعم الجيش السوداني، أو على الأقل خلق حالة من الارتباك والتوتر في علاقاتهم البينية.
* إذا نجح حميدتي في إثارة خلافات بين مصر ودول أخرى، فسيخدم ذلك مصالح مليشيا الدعم السريع في إضعاف جبهة خصومها.

حميدتي يحاول ان يبحث عن مبرر للخسائر الميدانية التي تجرعتها قواته في الميدان على يد الجيش السوداني القوي لذلك اتهام طرف خارجي قوي بالتدخل يخدم هدف تفسير الهزائم الميدانية على أنها ليست نتيجة ضعف ذاتي، بل نتيجة مواجهة قوى إقليمية أكبر. وهذا ينطبق على اتهام مصر، بنفس القدر الذي يمكن أن ينطبق على أهداف أخرى مثل رفع الروح المعنوية

اتهامات حميدتي لمصر ليست استراتيجية أحادية الهدف. . ففي سياق الحرب في السودان البالغة التعقيد يمكن أن تخدم هذه الاتهامات عدة أغراض في آن واحد ..رفع الروح المعنوية، التبرير للخسائر، الضغط السياسي، وأيضًا صرف الأنظار عن الاتهامات الموجهة للإمارات أو محاولة تقليل أهميتها من خلال إيجاد “طرف خارجي” آخر متورط في الصراع. هذه تكتيكات شائعة في الحروب الإعلامية والنفسية. لكن المؤكد انها تكتيكات اثبتت فشلها في الحرب التي أشعلها الجنجنويد ضد شعب السودان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ستة + 12 =

زر الذهاب إلى الأعلى