السر القصاص يكتب : الاعيسر الذى عرفت

بدأ فلنثبت أن الاتفاق على فكرة واحدة صعب وهذه من سمات الإنسان وهي من متلازمان العقل والتفكر والتدبر ، وعليه لم يحظى أصحاب الرسالات بالتصديق الا بالمعجزات وحتى تلكم مامنعت آخرين من القبول والاعتراف ، ومن بين هذا وذاك لكل تجربة أو فعل مقايس وأوزان تتفق وتختلف ربما من وجهة النظر وربما من شرور النفس وداء بني إسرائيل حتى إذا يقولون ما لونها !

وبناء على ذلك اعتقد جازما أنه هذه السنين العجاف قل ما تجد مسؤول يعمل فيبدع ، ويتبع القول بالفعل ، في ظل بيئة أقل ما توصف بأنها طارئة وطاردة ، الوزير الاعيسر جلس على كرسى الوزارة يتقاسم مع اداراة الوزارة 150 متر وعلي مكتب 4 في 4 حتى إذا جاء وفد جلبت كراسي من المكاتب الأخرى وهو واقع الحال.

تسلم الاعيسر الوزارة فبدأ بضبط خطاب المؤسسات الرسمية عبر وكالة الأنباء السودانية والتلفزيون والإذاعة حتى أصبحت مؤسسات الدولة مصدر الخبر الحكومي الاولى .

كان التلفزيون يئن تحت وطأة ظروف صعبة ولكن بمجئي الاعيسر تنفس الصعداء حتى اشرف الوزير على تكملة مباني التلفزيون بإنشاء مكاتب واستديوهات جديدة ، قد تدشن خلال أيام .

تحرك ملف الاثار والمتاحف الأثرية بالسودان وأصبح ضمن الأجندة الحكومية حتى أن الحكومة مع اليونسكو عقدت ورشة محضور لحماية الآثار السودانية والحفاظ عليها .

زار الإعيسر اتحاد الادباء والكتاب والفنانين بالبحر الأحمر وتبرع له ، بل وأطلق مبادرة تبناها السيادي لتطوير دار الاتحاد بوصفه اتحاد مستضيف لعدد من الكوادر الفنية والموسيقية خلال فترة الحرب اللعينة .

انتظمت المؤتمرات والندوات الصحفية العامة والخاصة حتى أن وزير الدفاع خاطبها وهي المرة الأولى التى يخرج فيها وزير الدفاع للاعلام .
اطلق المنبر التنوير الإعلامي الدوري والذي يعتبر أبرز مكاسب الإعلام الوطني خلال فترة الإعيسر ، ولك أن تعلم أن وزارة الإعلام أقامت حتى الآن أكثر من خمسة وعشرين منبرا حضره الولاة والوزراء ومسؤولي الدولة من كل المؤسسات وقد أتاح الفرصة لأكثر من 187 صحفي غير مراسلي القنوات والاذاعات في منبر من حضور وشهود فعالياته .

الإعيسر جلب معدات مهمة لـ التلفزيون والإذاعة ووكالة سونا للانباء كدعم مباشر مباشر لتطوير الوجه الإعلامي لمؤسسات الدولة ولاجهزة أعلامها ، وقد استكمل ما بدا د. جراهام عبد القادر في هذا المشروع .

خلق الإعيسر حالة من الرضى وسط منسوبي قطاع الإعلام ، وهو بالطبع وسط متمرد ناغم لا يعجبه العجب ولا الصيام في رجب .

ساهم الاعيسر في علاج ودعم بعض الحالات في الوسط الإعلامي وفي بعض المرات من جيبه الخاص .

كان الإعيسر شعلة من النشاط المتقد ، ووزير متقدم على كل وزارء الحكومة السابقة واكثرهم حضوراً ، شعبياً ومنبرياً .

قاد الوزير عدد من الوفود الإعلامية والصحفية إلى المناطق المحررة وزار مباني الإذاعة والتلفزيون وسلاح الإشارة والقيادة العامة وولاية الخرطوم ، فكان لسان حال الحكومة وصوتها الجهير ، وسهمها الرابح .

فترة الإعيسر مقارنة بكل الوزراء الذين سبقوه على الأقل في العشرية الأخيرة ء فترة جزلى بالعطاء ، غريزة الإنتاج ، وصاعدة بسرعة ومقياس التفوق والنجاح .

اختتم الوزير الأنيق والشاب المليح خالد الاعيسر فترته ،باكبر حشد وتجمع للوسط الإعلامي على مائد الورشة الفارهة ، المنتجة والغير مسبوقة ، ورشة تعديل قانون الصحافة وفق رؤية مهنية ومعايير أخلاقية ، شارك فيها الخبراء والمختصين والفاعلين والزمان حرب ، لتصبح توصيات الورشة خارطة طريق للوزارة خلال السنتين المقبلتين ، نرفع أكف الإشادة والتبجيل الكريم عالية ، احتفالا واحتفاء بهذا الإنجاز الكبير في منتوجه كماً ، ونوعا .

وقبل هذه الورشة أصدر الإعيسر قراراً يقضي بإنشاء إدارة خاصة للنشر الالكتروني وهو قرار كبير نحسبه لصالح تعظيم وتنظيم الإعلامي الالكتروني وتشذيب جوانبه ووضع معايير لجودته وتقنين عمله .

الإعيسر فوق ذلك برز كإنسان ولمع كقائد ، قريب من زملائه وعلى مسافة واحدة من جميع أطراف الوسط الإعلامي بل ومعيناً لها وشريك لكل برامجها .

لبى الإعيسر نداء الوطن وترك خلفه وثير الفراش ووفير المال ليسكن في غرفة واحدة اي والله ، لم يل ولم يتذمر وهو الذى تفرش له الورود وتفتح له الابواب وتتسابق القنوات لتظفر بحديثه ، ترك كل ذلك لكنه اوفي لوطنه وشعبه وقاتل بالكلمة إلى جانب قواته المسلحة ووقف مع إرادة شعبه ، نهواك في كل الظروف .

على المستوى الشخصي كنت اسعد الناس بالاعيسر ، الإنسان النبيل ، ابن البلد وود حواريها ، الذى رضع من اديمها الفراسة والنبل والكرم والشهامة ، لا يعرف الحواجز ولا البرتوكول ، يقضي الساعات بين زملائه في الوزارة ، لاتعرفه هل هو الوزير أم موظف ام مدير ، فكان الإعيسر هو نفسه في كل الأوقات .

انابة عن حافظي الجميل ، وبلسان أهل الفضل اشكرو له جهده وعظموا عمله وانظروا كيف اترتقت منظومة الإعلام في عهده ، بلغوه أننا وطننا كسب إبناً بار ، وسهم رابح ، وسيف بتار ، وصاحب حضرة وقرار .

اكتب هذه الكلمات وبيني وبين الوزير شوية زعل وعتاب خفيف ، ولكن يجب أن نفرق بين الخاص والعام ،ونكرم أهل الفضل وان نعظم انجازات من انجز وان نكون منصفين فهو الحق وبه نشهد .

عرفت الإعيسر الإنسان ، والباحث المتقن ، والسياسي الحاضر ، والمثقف الملم ، والقائد المدرك ، والمسؤول الناحج والوزير الشاب المهندم ، العفيف الطيب الصدوق ، وفوق ذلك فارسا من فرسان الكرامة .

لعل الوزارة منسوبيها ووسطنا الصحفي والإعلامي يرددون رائعة الباشكاتب أستاذ الاستئذان ، الموسيقار محمد الامين :
الغريبة الساعة قربك تبدوا أقصر من دقيقة.
والدقيقة وأنت مافي مرة مابنقدر نطيقها.
لو تسافر دون رضانا
بنشقى نحن الدهر كله .

سيعود الإعيسر سريعا ولكن هذه المرة أكثر بريقاً ولمعان .

محبتي التى تعلمون .

Exit mobile version