كلام صريح – سمية سيد – حميدتي .. محاولات إثبات القوة في أوقات التراجع

من خلال رواية غير متماسكة وتوجيه وتوزيع الاتهامات لأطراف قوية سعى المليشي حميدتي لتبرير الوضع الحالي لقواته في محاولات يائسة لحشد الدعم لمواصلة القتال .

خطابه المهزوز الذي ابرز انه قائد مهزوم نفسيا وعسكريا وهاجم فيه ؛ الكيزان؛ ودولة مصر، لا سيما في ظل عدة هزائم تعرضت لها قواته، يتطلب النظر إلى عدة أبعاد ..
فمن سياق الخطاب يتضح بؤس الوضع الميداني اذ جاء في وقت شهدت فيه قوات مليشيا الدعم السريع تراجعًا في كل الجبهات وتقدمًا للجيش السوداني والمقاتلين من قوات جهاز المخابرات والمشتركة والمستنفرين هذه الانتصارات للجيش تضع ضغطًا على حميدتي وقواته.
الضغط السياسي والدولي المتزايد ضد قواته لتجاوزها القانون الإنساني الدولي والانتهاكات الجسيمةً في حق المدنيين وقد يكون الخطاب محاولة لفرض شروط جديدة أو إرسال رسائل للأطراف الإقليمية والدولية.
* الشرعية والمشروعية حيث يواجه حميدتي ومليشياته تحديات كبيرة فيما يتعلق بشرعيتهم داخليًا وخارجيًا، خاصة مع اتهامات بانتهاكات حقوق الإنسان.والانتقادات التي يتعرض لها من المنظمات الحقوقية والعدلية الدولية

* اتهام (الكيزان) يركز حميدتي باستمرار على اتهام قيادات المؤتمر الوطني (الواجهة السياسية للنظام السابق والذي كان هو نفسه جزءا منه ويلعنه الان ) بالوقوف وراء الحرب والتحكم في الجيش. هذا الاتهام يهدف إلى تبرير موقفه وتقديم صورة للحرب على أنها معركة ضد “فلول النظام السابق” وليس ضد الشعب السوداني أو الجيش كمؤسسة وطنية.

وكانه يطلب كسب التعاطف الشعبي باعتقاده ان الشعب كله يقف ضد فترة حكم الكيزان بحسب ما يطلبه الكفيل الذي قاده إلى التهلكة هو ومن معه من المرتزقة

قصد الهالك حميدتي وهو يتحدث امام الكاميرا ويداه ترتجفان الاشارة إلى وجود انقسامات داخل الجيش وبينه وبين الفصائل الاخرى من المقاتلين و خلق شرخ داخل الجيش بين من يرى أنهم “وطنيون” ومن يتبعون “الكيزان وهذا دليل آخر عن ابتعاد الهالك وانفصامه عن الواقع الذي اثبت ان الشعب السوداني يقف خلف قواته المسلحة ويشكل سندا قويا في هذه المعركة الوجودية .

* نبرة التهديد والتصعيد: أظهر الخطاب نبرة غاضبة وتهديدًا بتوسيع العمليات العسكرية، وعدم الرغبة في العودة لمنبر جدة. هذا يعكس
رفضه الهزيمة ومحاولة إظهار القوة والقدرة على المواجهة رغم التراجعات الميدانية.
ايضا محاولة للبحث عن ورقة تفاوض وإرسال رسالة مفادها أنه لا يزال لاعبًا رئيسيًا ولا يمكن تجاوزه في أي حل سياسي.
الخطاب في مجمله يهدف إلى رفع الروح المعنوية لجنوده بعد عدة هزائم وبعد هلاك الآلاف وهروب من تبقى .
تصوير القتال كمعركة مبدئية من خلال شيطنة المؤتمر الوطني ومصر، يحاول حميدتي إعطاء معنى أكبر للقتال وتصويره على أنه معركة “تحرير” أو “ثورة” ضد قوى الشر، بدلاً من الحقائق المعلومة والمعلنة حتى من قبل قيادات المليشيا والتي تؤكد انها من اجل حكم السودان عبر بندقية الامارات بيد حميدتي .

تهديد الهالك بتصعيد العمليات بإعلانه التوسع في العمليات العسكرية والتهديد بالوصول إلى مناطق لم تتأثر بالحرب من قبل (مثل بورتسودان والولاية الشمالية) هو محاولة لإظهار أن قواته لا تزال قوية وقادرة على الهجوم، وليس فقط الدفاع. هذا قد يرفع من معنويات المقاتلين بمنحهم شعورًا بأنهم ما زالوا في موقع قوة. . حميدتي يظهر الثبات والقوة في أوقات التراجع .. يحاول الظهور بمظهر الثابت والقوي لبعث الطمأنينة في صفوف قواته رغم ان الخطاب بدا مرتبكًا لبعض المحللين الذين تابعوه ورأوا انه محاولات فاشلة لاعادة التموضع السياسي بعد الفشل العسكري على ارض المعركة.

Exit mobile version