
أنهى الرئيس الأمريكي دونــالد تــرامب زيارته للمملكة العربية السعودية صباح أمس، حيث توجه بعدها لمحطته الثانية في أولى جولاته الخارجية منذ تنصيبه رئيسًا لأمريكا في دورةٍ رئاسيـةٍ ثانيـة.
وأكد ولي العهد السعودي الأمير محمـد بـن سلمـان عزمهم على المضي قدمًا لإيجاد حل سلمي وصولًا لوقف إطلاق نار دائم في السودان وذلك عبر “منبــر جــدة” المرتكز على جهودٍ “أمـريكيـة – سعـوديـة”.
الــوضع الميــداني
وكان ولي العهد السعودي قد قال في افتتاح أعمال القمــة “الخليجية – الأمريكية” في الرياض صباح أمس، إنّهم سيواصلون جهودهم لإنهاء الأزمة في السودان من خلال “منبــر جــدة” الذي يحظى برعاية “سعودية – أمريكية”، وصولًا إلى وقف إطلاق نار كامل في السودان.
ويقول المحلل السياسي والخبير الاستراتيجي د. عصام الـدين مزمـل أحمـد إنّ زيارة الرئيس الأمريكي دونـالد تـرامب للمنطقة العربية وتحديدًا منطقة الخليج، من الزيارات التي تحظى باهتمام دبلوماسي وحضورٍ طاغٍ.
وأشار محدّثي إلى أنّ نجاح “مبــادرة جــدة” يعتمد على تنفيذ بنود الاتفاق، حيث نجحت القوات المسلحة بتطبيقها على الأرض بقــوة السلاح بتحريرها لخمــس ولايات، مشيرًا إلى أنّ الجيش أكثر إصرارًا على حسـم الحرب، خاصةً وأنّ الوضع الميداني للقوات أفضل بكثير من الميـلـيشيـا.
وكان الرئيس الأمريكي قد توجه ظهر أمس إلى دولة قـــطـر عقب زيارته للمملكة التي استمرت ليومين.
وكان في استقباله بمطار “حمـد الـدولي” أمير دولة قطر تميم بن حمد، حيث أجرى تــرامب وتـمـيـم مبـاحثـاتٍ ثنـائيـة.
البــعد الــدولي
ويقول الخبير الاستراتيجي والمحلل السياسي د. عمار العــركي إنّ تصريحات بـن سلمــان جاءت في وقتٍ تراجع فيه “منبــر جــدة” على الأرض، ما يشير إلى رغبة سعودية بإعادة إحيـائـه وإثبات فاعليته أمام المجتمعين الخليجي والأمريكي، كما يحمل حديث ولي العهد جملةً من الدلالات والأبعاد.
وتابع العركي في معرض الطرح وقال إنّ تصريحات ولي العهد السعودي تأكيدٌ على استمرار الوساطة السعودية وتمسك المملكة بـ”منبــر جــدة” كأداةٍ أساسيةٍ للحل في إطار الشراكة مع الولايات المتحدة، ما يكرس دورها كقوة إقـليمية مؤثـرة ومقبولة من الأطراف الدولية.
كما يحمل حديث بـن سلمـان رسالةً مزدوجةً موجهة داخليًا للسودانيين بأنها ما زالت منخرطة في جهود الحل، وخارجيًا بأنها تنسق عن كثب مع واشنطن في ملف شائك، ما يعزز موقعها الدبلوماسي في التوازنات الدولية.
وكان الرئيس الأمريكي قد أنهى زيارةً ناجحةً له إلى الرياض موقعًا على عدد من الاتفاقيات الاقتصادية بقيمة 600 ملـيــار دولار قابـلةً للزيادة، وذلك في ثاني زيارة لترامب في دورتـيـن رئاسيتين.
ويرى العركي أن زيارة تـرامـب مؤشر لتكريس الرياض كقوة استقرار إقليمي، خصوصاً في ظل تقاطع الأزمات من اليمن إلى السودان، وأن البعد الدولي يتمظهر في تشدد المملكة على شراكتها الاستراتيجية مع واشنطن، ما يعزز موقعها كمحاور أساسي في ملفات الصراعات بالمنطقة.