أخر الأخبار

ترامب في السعودية .. السودان و ” الاجندة السرية”..

ضمن جولة خليجية تشمل قطر والإمارات..

.

تقرير_ محمد جمال قندول

زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الملكة العربية السعودية أمس، كانت محطّ اهتمام العالم.
كيف لا، والرئيس المثير للجدل اختار الرياض وجهته الأولى ضمن جولة خليجية تشمل قطر ودولة أخرى، هذا بجانب الاتفاقيات الاقتصادية المبرمة بين البلدين والتي قد تصل لترليون دولار.

وكما يقول المثل الشعبي (كل زول يحدثو غرضو)، اهتم قطاع واسع من السودانيين بنتائج زيارة ترامب للمملكة، وهل تناولت أو ستتناول ملف السودان.

المعادلة الإقليمية

ويقول الخبير والمحلل السياسي َوالكاتب الصحفي د. إبراهيم شقلاوي إن زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى السعودية ودول الخليج نقطة تمثل تحولًا مهمًا في رسم معالم الاستراتيجية الأمريكية الجديدة في الشرق الأوسط.

وهي زيارةٌ تعكس أولويات واشنطن المتغيرة، حيث بات التركيز منصبًا على الملفات الأمنية، والتحالفات الإقليمية، والتعاون الاقتصادي والدفاعي مع قوى الخليج.

ولكن شقلاوي يرى أن اللافت في هذه الزيارة هو الغياب التام لذكر “السودان” ضمن الأجندة المعلنة، أو في الخطاب المصاحب للزيارة، سواء من الجانب الأمريكي أو المملكة العربية السعودية، وهو ما يفتح بابًا واسعًا للتساؤل حول موقع السودان في الخارطة الجيوسياسية الجديدة للمنطقة.

ويشير محدّثي إلى أن غياب السودان عن الخطاب “الأمريكي – السعودي” في هذا التوقيت الحرج، يُعد مؤشرًا على التراجع الواضح لمكانة السودان في أولويات الحلفاء الإقليميين والدوليين، وهو ما قد يُعزى إلى عدم استقرار الوضع الداخلي، وتراجع الدور الإقليمي للخرطوم، فضلًا عن غياب رؤية واضحة من القيادة السودانية تجاه الشراكة مع المحاور المؤثرة في الإقليم والعالم.

ويواصل محدّثي في معرض الطرح ويقول إنه من الناحية العملية، فإن هذه الزيارة قد تؤدي إلى إعادة توزيع موازين القوى الإقليمية، وترسيخ تحالفات جديدة، مما قد يُضعف فرص السودان في الدخول كشريك فعّال في القضايا الأمنية والاقتصادية الكبرى، ما لم يتم الانتباه إلى أوراق الضغط التي لا تزال بيد السودان، خصوصًا في ظل غياب التنسيق السياسي والدبلوماسي مع دول الخليج، ومع واشنطن بشكل خاص.

فالسودان حسب شقلاوي لا يزال يحتفظ بموقع جيوسياسي حاسم على البحر الأحمر، ويملك قدرة على التأثير في ملفات الهجرة، ومكافحة الإرهاب، والأمن الغذائي، والتبادل التجاري بين الشرق والغرب، وهي ملفات تمثل أولوية للولايات المتحدة وحلفائها.

وعطفًا على ما ذكره الكاتب الصحفي شقلاوي إلّا أنه يتوقع أن تكون الولايات المتحدة قد عهدت ببعض الملفات المرتبطة بالسودان إلى حلفائها الإقليميين، مثل السعودية، أو تركيا، أو قطر، ضمن سياسة “تفويض الأدوار” التي تتبعها واشنطن لإدارة التوازنات في المنطقة دون انخراطٍ مباشر. وهو ما يتطلب من القيادة السودانية إعادة تفعيل قنوات التواصل مع هذه العواصم، لضمان ألّا تكون الخرطوم مجرد موضوع على طاولة المباحثات، بل طرفًا مشاركًا في صياغة الحلول.

ويواصل د. إبراهيم ويشير إلى أن رحلة ترامب قد تُشكّل فرصة إذا ما قرأت الخرطوم الرسائل بشكل صحيح، وعملت على إعادة تموضعها في المشهد الإقليمي، من خلال تحريك دبلوماسيتها الخارجية، وطرح مبادرات للتقارب مع الدول الفاعلة والولايات المتحدة عبر ملفات ذات أولوية مشتركة مثل مكافحة الإرهاب، وأمن البحر الأحمر، والهجرة، والطاقة.

واختتم شقلاوي حديثه بأن غياب السودان عن خطاب زيارة ترامب لدول الخليج هو تعبير عن موقع السودان الحالي في المعادلة الإقليمية. وإذا لم تتحرك القيادة السودانية بفعالية، فقد تجد نفسها خارج ترتيبات ما بعد الزيارة، مما يدخلها في عزلةٍ سياسية ويضعف قدرتها على التأثير في مجريات الأحداث القادمة في المنطقة، رغم امتلاكها عناصر قوة كان يمكن توظيفها بذكاء لصالحها.

الوعود الأمريكية

بدوره، يقول الخبير الاستراتيجي والمتخصص في إدارة المخاطر د. عبد العزيز الزبير باشا إن زيارة رئيس الولايات المتحدة الأمريكية للسعودية والتي تعد الثانية في ولايتين لترامب تحمل اختلافًا هذه المرة عن رحلته الأولى قبل سنوات، وكذلك الزيارات التي قام بها الرؤساء الامريكان إلى محور الخليج العربي وخصوصًا المملكة العربية السعودية في توترات الشرق الأوسط ومنطقة البحر الأحمر والقرن الأفريقي.

ويضيف الباشا أن دول الخليج قدمت العطايا الاقتصادية لتلاشي الضغط الأمريكي في الجانب الجيوسياسي في محيط المنطقة.

وزاد محدّثي بالقول: من هنا أقول إن الدور الريادي السعودي في هذه الزيارة الاستثنائية كان هو الاستباق والاحتواء عبر سياسة الأمن الاقتصادي وقد نجحت السعودية في ذلك تمامًا.

يضيف، والنتائج: الوعود الأمريكية تجاه سوريا وقطاع غزة، والملفت في الأمر هو تكرار ضرورة إيقاف الحروب في محيط المنطقة.

من هنا يرى المراقب المتخصص أن ملف السودان على الطاولة السرية وخصوصًا أن الولايات المتحدة الأمريكية تعلم يد الإمارات وتحديدا أبوظبي والغة في دعم التمرد الإرهابي الغادر الخائن ميليشيات الدعم السريع والميليشيات في ليبيا وبعض الدول الأفريقية.

وبحسب د. عبد العزيز فإن واشنطن ستسفيد من اللعب على إعلاء مصالحها المالية وترك الشعوب الفقيرة في المعاناة، والمحافظة على توازن إقليم البحر الأحمر، مع محاولة تحجيم التمدد الروسي الصيني في أفريقيا من خلال بوابة القرن الأفريقي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى