
…………… ……..
أنهت وزارة التربية والتعليم مسيرة عملية الشهادة الثانوية المؤجلة بسبب ظروف معلومة للجميع ولا بد من التأكيد بأن الوزارة بكل اداراتها قد بذلت جهودا مقدرة وكبيرة منذ أيام الراحل الدكتور الحوري وتواصلت في عهد خلفه احمد خليفة…
حسب احصائية الوزارة فقد جلس 222535 طالب وطالبة لهذه الامتحانات في 2156 مركزا بالداخل والخارج نجح منهم 153625 طالبا وطالبة بنسبة 69%..
كان عدد الجالسات من البنات 141567 طالبة نجح منهن 99780 طالبة بنسبة 70%…فيما جلس من البنين 80968 نجح منهم 53845 بنسبة نجاح 66.5%
من الملاحظ في هذه النتيجة هو تفوق البنات علي البنين وليس بالأمر الجديد او المستغرب لأن السنوات الماضية أثبت أن اعداد البنات اللائي يدخلن الجامعات أكثر من اعداد الأولاد…كمان أعداد البنات المتفوقات في المائة الأوائل اكثر من المتفوقين من البنين يضاف لذلك ان الاربعة الأوائل هن من البنات..مع مراعاة أن عدد البنات الجالسات للإمتحان اكثر من البنين…
الملاحظة الثانية أن الولايات ربما بسبب ما حدث للخرطوم من تفريغ من سكانها قد اخذت نصيبا مقدرا من النسب المتميزة في هذه النتيجة حيث جاءت الطالبة إسراء أحمد حيدر من متفوقات دنقلا في المركز الأول بنسبة 98.1% والتي تعتبر نسبة عالية مقارنة بالظروف التي صاحبت تأجيل الامتحانات لعدة مرات مع توقف الدراسة في عدد من الولايات خلال فترة الحرب ولعل غياب أكثر من 95 ألف طالب وطالبة عن الجلوس لهذه الإمتحانات يشير الي المعاناه التي عاشها الطلاب من نزوح ولجوء خلال الاعوام الماضية فضلا عن حالة الطلاب من ولايات دارفور والذين منعتهم المليشيا المتمردة من الوصول لمراكز الامتحانات ورفض دولة تشاد جلوس الطلاب السودانيين في رحابها في خطوة تعتبر من أسوأ ماقامت به دولة جارة بعض اليد التي إمتدت اليها لسنوات طويلة..
تبقي بعد ذلك ما أثير في وسائل الإعلام بعد أن بدأت الأسر في التقديم لإستلام تفاصيل النتائج عبر وسائل الاتصال الحديثة…حيث اتضح أن عدد من الطلاب لم تظهر نسب نتائجهم او حصلوا علي أصفار….حديث آخر حول ظهور نتائج لطلاب لم يجلسوا أصلا لهذه الإمتحانات وإن صدقت الرواية فالأمر جد خطير ولا يمكن تجاوزه…
في تقديري ان سبب هذه الأخطاء يرجع لإحدي سببين او ربما الإثنين معا..إما أن النتيجة سليمة من حيث الإعداد والتجهيز علي الورق وجاءت المشكلة في وسيلة الحصول عليها عبر الشبكة العنكبوتية وهذا يمكن معالجته والاستيثاق من صحة النتيجة بحصول الطالب نتيجته ورقية ومن كشف الوزارة المودع في المركز الذي جلس فيه الطالب او الطالبة..اما الخطأ الفني ربما جاء في ارقام الطوارئ التي منحتها الوزارة للطلاب لتفادي حرمانهم من الامتحان بسبب حضورهم متاخرين وعدم تنبيههم بان هذه الارقام لا تمكنهم من الدخول عبرها للحصول علي النتيجة..الفرصة الآن امام الوزارة لتصحيح هذه الأخطاء ومراجعة كل تفاصيل هذه الشهادة حتي إن تطلب الامر اعادة تصحيح بعض الكراسات التي تضرر اصحابها ضررا بالغا بالحصول علي صفر في النتيجة والتاكد من أنه ليس هناك طالبا لم يجلس للإمتحان قد حصل علي نسبة ايا كانت كما ظهر ذلك في تسجيلات صوتية لبعض الطلاب…ظللنا نردد أن الشهادة الثانوية هي رمز للسيادة الوطنية ومعروفة بسجلها الناصع علي مدي التاريخ فلا ينبغي للوزارة أن تجعل ظروف الحرب في السودان سببا او عذرا لتشوية سمعتها والأمر في الوزير وفريق الوزارة لتصحيح الأخطاء بشفافية عالية..