تقول الطرفة إن أحد التلاميذ كان ضعيفاً أكاديمياً ويتوقع الرسوب أو على أقل تقدير نسبة نجاح متدنية ولكن عند إدخاله رقم الجلوس تفاجأ بنسبة نجاح 84% باسم فاطمة، فقال لهم أنا ذاتي فاطمة.
الطرفة وبقدر ما تحمل من مرارة الواقع بقدر ما تعكس حجم الإحباط الذي لازم إعلان نتيجة الشهادة السودانية 2023م المؤجلة، وحالة القلق والتوجس التي يعيشها الطلاب و أسرهم ومن خلفهم كل العاملين في الحقل التربوي .
المأساة تجاوزت نتيجة تلميذ باسم تلميذة أو رقم جلوس خطأ و وصلت مرحلة غياب نتيجة البعض الذين جلسوا فعلياً للامتحان و ظهور نتيجة لطلاب لم يمتحنوا من الأساس ….؟
و ذاك هو السؤال الذي يطرق أبواب وزارة التربية والتعليم بعنف ، ما الذي حدث في أروقة رصد الدرجات..؟ أين الخلل ….؟؟ من المسؤول عن هذه الفوضى التي تخصم من قيمة ونزاهة الشهادة السودانية..؟ من المتسبب…؟ وأين قدسية الشهادة….؟.
هذه الحادثة الكبيرة والمفجعة ينبغي أن لا تمر مرور الكرام قبيل خضوع كل المشاركين فيها ليس لمحاسبة أو لجنة تحقيق بل لمحاكمة ، هذا فعلٌ قبيح و ضررٌ كبير والتعاملُ معه ببيان توضيحي غيرُ كاف .
ورقة امتحان الشهادة السودانية تمر عبر أكثر من جهة أمنية و جهة تربوية و جهة تعليمية وأعمال الكونترول و تُصحح ويُعاد تصحيحها و يُعاد مرة أخرى تصحيحها ومراجعتها مرة واثنتين ورصد الدرجات و مراجعة رصد الدرجات والتبويب والفرز ومراجعة أخرى و مراجعة أخرى بعد أخرى.
إذاً كيف أمكن وسط هذا الكم الهائل من العقول والأيدي العاملة رصد درجات لطلاب لم يجلسوا للامتحان و غياب درجات لطلاب جلسوا بالفعل؟ ، ناهيك عن الأخطاء الكبيرة في أرقام الجلوس!! .
خلال اليومين الماضيين تواصلت معي مجموعة من أمهات الطلاب يشكين مر الشكوى وسط دموعهن عن غياب نتائج أبنائهن الذين جلسوا بالفعل، و تسجيلُ الطالبة أريج غير بعيد، يحكي بوضوح عن غصة أحلام مؤجلة وإحباط مستمر .
*خارج السور:*
قبيل معالجة هذه الكارثة نحتاج لبيان شجاع يعترف بالخطأ ويحدد المسؤولية الجنائية؛ فما حدث جريمةٌ لا تختلف عن إراقة الدماء .