الحقيقة مجردة – د.حبيب فضل المولى حامد – النهود المغدورة والأمير الشجاع

.
ليس كروايات التاريخ العابرة ولا بطولات معركة الكرامة المعهودة فالنهود قصة أخري تختلف زمانا ومكانا وتضاريس فهي مدينة متاخمة لحواضن التمرد ولا تبعد إلا كيلومترات معدودة من الضعين معقل المليشيا ولا يفصلها عن الفولة حاضرة المليشيا السياسية بكردفان حدود فهي بوابة مدن غرب السودان بل هي الرابط ما بين الشمال والجنوب الشرق والغرب ، إستنكرت النهود تمرد مليشيا الدعم السريع على الدولة كأول مدينة وأعلن الأمير عبد القادر منعم منصور أمير قبائل عموم دار حمر وأمير أمراء السودان دعمة للقوات المسلحة ووقوف قبيلة حمر مع قومية السودان ووحدته ووحدة جيشة لم يكن ذلك محض صدفة فالأمير عبد القادر رجل شجاع وسياسي مخضرم عركته التجارب وتعرفه سوح البرلمانات القومية والولائية ويعرف معنى خزلان الأوطان وبشاعة غدرها فوضع قومه وقبيلته ومدينته في الجانب الصحيح من التاريخ ، ومنذ ذلك الحين تشتعل قلوب المليشيا وحواضنها الإجتماعية غيظا وحقدا وكرها للنهود وأهلها كيف لهم أن يختاروا الوقوف مع القوات المسلحة ولا يساهمون في عملية تمزيق السودان التي ترعاها جهات دولية و اقليمية وينفذها الدعم السريع ، كونت النهود اول مراكز الإستنفار والمقاومة فكانت قوة الأحتياطي من مستنفري ابناء حمر وفرسانها الذين واجهو السافنا ووجد منهم كل بأس وهرب أمامهم ، فظلت قوة الأحتياطي تحمي المنطقة طوال فترة الحرب انتصروا على العدو منذ البداية وانتصروا علية ليلة سقوط النهود في الخوي واستردوا المنهوبات بل جاؤا بسيارات المليشيا الى وسط المدينة وما كان ذاك الهجوم على الخوي إلا تشتيت لأنظار حمر عن النهود تمهيدا للهجوم عليها من ثلاث محاور ، وللأمانة والتاريخ ثبت رجال حمر وفرسانها ومستنفريها ثبوت الجبال الراسيات صدوا العدو في كل محاولاته وفي معركة استمرت ساعات طويلة من محاورهم لم يجد العدو منفذا إلا من المحور الجنوبي وكان يتبع لافراد اللواء 18حيث يضم قبائل مختلفة منهم الرزيقات والمسرية ومكونات اخرى وهو الخطأ والخطل الذي وقعت فيه قيادة اللواء 18 فكان الغدر والخيانه وتسلل العدو الى داخل المدينة معتمدا على الخلايا النائمة من مكونات المليشيا وحواضنها السياسية ، ففرت المليشيا جميعها جنوب المدينة بما فيهم السافنا لينضم الى حسين برشم بقوة لا تقل عن 350سيارة مدججة بالسلاح تفازعت من تخوم دارفور وربوع كردفان وفلول مليشيا الخرطوم وأم درمان والنيل الأبيض نعم لأنها معركة ليس ككل المعارك لأنهم وبإختصار يعرفون بسالة قبائل حمر ويعرفون فرسانها وشجاعتهم في القتال قدم ابناء حمر قرابة 200 شهيد وعند ساعات الصباح الأول إنسحب الجيش الى الخوي وترك مدينة النهود المغدورة تحت رحمة المليشيا المنتقمة والمتعطشة لفرصة في دار حمر ، تمكنت المليشيا من وسط المدينة واكملو تصويرهم وتوثيقهم لجرائمهم في كافة المرافق من ثم هجموا على المواطن والمحال التجارية والبيوت ونهبوها جميعا بل خلال ساعات فقط وصلت شاحنات المنهوبات الى سوق الضعين وعرضت ألواح الطاقة الشمسية للبيع والوابورات ، خلال تلك المرحلة الحرجة قامت المليشيا بإعتقال ما يزيد عن 200مواطن وأعيان الدار ورموزها وعاسوا فسادا في القري المجاورة فتحركو صوب الخوي وخماسات وقتلو وسحلوا حتى رجال وشيوخ الادارة الاهلية ومنهم العم الشرتاية عبد الباقي حسين الرجل الموسوعة والأمة والشاب المجاهد الفاتح أبوشوك واخرين يفوقو الخمسين شهيدا ، ولا تزال المليشيا تعبث بالدار في ظل تراجع الجيش والذي انسحب الى الخوي ومنها الى الأبيض ،وتترك النهود وديار حمر مسرحا ومرتعا لوحوش ومرتزقة الدعم السريع وسابلة الصحراء والفيافي وقطاع الطرق ،
وسط ذاك المشهد المرعب والتاريخي تفاجأ المليشيا وقادتها أن الأمير الشجاع عبد القادر منعم منصور موجود وسط دارة وبيته ولم يبرح الدار رغم اغتيالهم للذين من حوله ولم يجدوا منه إلا رجل شهم وفارس كالأسد تحيط به الذئاب من كل جانب ولكنها لا تستطيع أن تنال منه وهي أعلى درجات الشجاعة وهي أن تجرؤ على الظهور على حقيقتك بين اعداءك كما تعلمت المليشيا درسا من قبيلة حمر هي أن الشجاعة الحقيقية ليست شجاعة الموت بطريقة مشرفة، بل شجاعة الحياة برجولة حيث كان عددهم وسلاحهم وعتادهم أكبر وهائنذا أقولها لهم لم تنتصروا بشجاعتكم على حمر بل انتصر سلاحكم وهيهات أن تكسروا هيبة رجال الدار فيكفي أن وجدتم الأمير داخل داره ولم يهرب منها ولم يختفي كما يختفي قادتكم منذ أيام الحرب الأولى كالفئران ، لقد خسرنا النهود ولكننا لم نخسر روحنا المعنوية لقد قتلتم الجميع ولكنهم بالنسبة لنا أحياء لقد نهبتم كل شيء ولكن لم تنهبوا كرمنا ومرؤتنا ، نعلم أن النهود ستعود حرة عزيزة ومكرمة من دنسكم ولو بعد حين ،

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى