
قالت صحيفة الشرق الأوسط إن “قوات الدعم السريع” أنهت يوم أمس الجمعة هيمنتها بالكامل على مدينة النهود، التي تُعد ثاني أكبر مدن إقليم كردفان في غرب السودان، بعد استيلائها على مقر “اللواء 18” التابع للجيش. جاء ذلك بالتزامن مع قصف مدينة الأبيض، عاصمة شمال الإقليم وأكبر مدنها، مما يدل على جهود “الدعم السريع” الرامية للسيطرة على كامل الإقليم، وفقًا لما ذكرته مصادر محلية.
اندلعت معارك عنيفة يوم الخميس بين الجيش و”الدعم السريع” في النهود، قبل أن تتقدم الأخيرة وتوزع قواتها في كافة أرجاء المدينة. وقد صرح المتحدث الرسمي باسم “الدعم السريع”، الفاتح قرشي، في بيان على منصة “تلغرام”، بأن “قوات الجيش تعرضت لخسائر كبيرة في الأرواح والمعدات، وتمت السيطرة على كميات ضخمة من الأسلحة والذخائر التي يتم حصرها”.
وأكد البيان أن السيطرة على مدينة النهود تُعتبر نقطة تحول رئيسية في سير الحرب، حيث تعد المدينة ذات أهمية استراتيجية لأنها تشكل تهديداً لمدينة الأبيّض التي لا تزال تحت سيطرة الجيش. وأفادت مصادر محلية بأن “قوات الدعم السريع” قامت بإطلاق قذائف عشوائية على الأبيّض، في حين وثق نشطاء تصاعد ألسنة النيران وكثافة الدخان نتيجة للقصف الذي استهدف المدينة.
أوضح البيان أن “قواتنا بدأت على الفور بتأمين المدينة وتقديم الحماية الشاملة للسكان والممتلكات الخاصة والعامة، وتطبيق سيادة القانون، وملاحقة قوات الجيش في محيط المدينة وخارجها”. وعلى الرغم من عدم صدور أي تعليق رسمي من الجيش حول مدينة النهود، أشارت مصادر إعلامية موالية له إلى انسحاب قواته من مقر “اللواء 18” إلى مدينة الخوي القريبة.
شبكة أطباء السودان
من جهة أخرى، اتهمت شبكة أطباء السودان “قوات الدعم السريع” بقتل أكثر من 100 شخص، بينهم 21 طفلاً و15 امرأة في المدينة. وأعربت عن إدانتها الشديدة لما اعتبرته جريمة إنسانية مروعة في مدينة النهود على يد “قوات الدعم السريع”. كما أدانت، في بيان على موقع “فيسبوك”، أعمال النهب التي استهدفت المستشفى العام ومخزون الإمدادات الطبية، بالإضافة إلى تدمير عدد من الصيدليات الخاصة.
أفاد البيان بأن المدينة فقدت العناصر الأساسية للرعاية الصحية، مما أدى إلى وقف الخدمات الطبية للكثير من المرضى والمصابين الذين يعتمدون عليها. كما أشار شبكة أطباء السودان إلى أن الأعداد المعلنة للضحايا لا تشمل العسكريين، محذرة من تزايد أعداد الضحايا نتيجة استمرار العنف ونقص الأدوية والإسعافات الأولية.
وطالبت الشبكة المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية بالتدخل الفوري لوقف الانتهاكات، وضمان توفير المساعدات الطبية، ومحاسبة كل من ساهم في هذه الجرائم التي تهدد حياة المدنيين وتعرض سلامتهم للخطر.
أفاد سكان في النهود أن عناصر “قوات الدعم السريع” بدأت فور دخولها المدينة في نهب سيارات المواطنين بشكل واسع.
في منطقة دارفور المجاورة لكردفان غرب البلاد، أعلنت “الفرقة السادسة مشاة” التابعة للجيش في مدينة الفاشر أنها تمكنت يوم الخميس من تدمير ثلاث منصات مدفعية بكامل طواقمها تابعة لـ”قوات الدعم السريع”، التي كانت تستخدمها لقصف المرافق الحيوية في المدينة. وأكدت في بيان صحفي أن قواتها نفذت عملية تمشيط على أطراف الفاشر، حيث ضبطت خلالها عناصر من “الدعم السريع” تحاول التسلل إلى داخل المدينة. كما ذكرت أن الفاشر تعرضت لقصف مدفعي من قبل “قوات الدعم السريع”، مما أسفر عن إصابة 9 مدنيين بجروح متنوعة