أخر الأخبار

الراصد – فضل الله رابح – تحرير النهود .. ليس مستحيلا ولكن ..!!

سقوط مدينة حاكمة وإستراتيجية وغنية مثل النهود حافز للمجرمين والمليشيا الإرهابية فى التعبئة والتحشيد من جديد بإستخدام خطاب التمليش والتغنيم ..

سقوط النهود يكشف حقيقة اليد الخفية الخارجية التي تحرك الحرب في السودان _ فالمليشيا فشلت في إسقاط الفاشر والجيش في تقدم إسطوري وتجاوز متتالية سقوط المدن وإنتصارات الجيش عظمت من إصرار الشعب على حسم المليشيا وإنهاء الحرب ولذلك لابد من وضع متاريس مثل سقوط النهود الذي يمثل خطأ إستراتيجي لا يمكن معالجته إلا بتحريرها العاجل وبأعجل ما تيسر _ نحن الآن أمام إمتحان تحرير النهود وضرورة الاستعادة العاجلة لمدينة أي إبطاء أو تأخير في تحريرها سيجعل كلفة التحرير باهظة جدا _ المليشيا المجرمة ما كانت تحلم أن تجد لها منطقة مثل النهود لتجعل منها صندوق قتالي متقدم لحماية مناطقها في دارفور ولتعطيل حركة القوات المتقدمة نحو دارفور عموما والفاشر خصوصا .. إن إنتقال المعركة من الفاشر الي النهود خطأ إستراتيجي لأن متحرك الصياد عندما يتقدم من الأبيض غربا عبورا بمناطق مهولة بالسكان مثل دارحمر ومناطق بها تيار وطني عريض مساند للجيش تمثل دفعة معنوية للقوات المسلحة ولحماية ظهرها وإسنادها.. ومن ثم العبور بمناطق مثل أم كدادة فهى مناطق أهلنا من قبيلة ( البرتي ) فهي أيضا مناطق مستقرة وفيها كثافة سكانية عالية مساندة الجيش في معركة الكرامةالوطنية العادلة .. إن التخطيط لضرب وخلخلة مناطق قبيلة البرتي والدخول الي أم كدادة قبل أيام كانت ضمن مخطط المليشيا في تشتيت القوة الإجتماعية المتماسكة وإحداث الخلخلة المطلوبة وتحييد القيادات الشعبية التي تقود لواء التعبئة لصالح القوات المسلحة وقد نجحت المليشيا في ذلك فقاموا بتصفية عدد من القيادات وأسروا من اسروا منهم .. ذات المخطط طبق في النهود جاء دور النهود لكسر إرادة منطقة ظلت عصية عليهم ولتشيت القوة الاجتماعية الصلبة المساندة لمعركة الكرامة الوطنية واضعافها اقتصاديا واحداث خلخلة اجتماعية داخلها بتوظيف القبائل المستضافة من دارفور وجنوب غرب كردفان كطابور خامس ( ودللة ) علي بيوت ورموز المجتمع بالنهود .. كان الأفضل أن يعبر الجيش وتتعثر خطاه في منطقة تمثل عمقه وضمن حواضنه المؤيدة له بدلا من أن تصبح منطقة معادية أو محيدة بشل حركتها وتقليع أنيابهاوأسنانها.. هنا أعني ما اقدمت عليه المليشيا من عمليات لكسر إرادة مناطق دار حمر والبرتي رغم أن أهل المنطقة لديهم ثقة لا تتزحزح في قدرة جيشهم وفتح الطريق أمام فك حصار الفاشر وتحرير دارفور وخياطة النسيج الاجتماعي من جديد .. المليشيا ما صدقت أنها دخلت مدينة مثل النهود لأنهم كانوا يريدونها حربا خاطفة لإحداث فرقة إعلامية وسياسية وخلخلة ولكن حاليا بدأوا يتداعون عليها مثلما تداعوا علي الجزيرة وسنار من ليبيا وتشاد ومناطق التعدين بالصحاري الواسعة بهدف السلب والنهب والتمليش .. النهود رغم الخسارة والحسرة لم يساور أهلها شك بأن تحريرها مسألة زمن وأن ما أقدمت عليه المليشيا من فعل ستدفع ثمنه غاليا طال الزمن أم قصر فهذه المنطقة لم يدخلها اليأس رغم الخسارة وأن دعمها للوطن والجيش غير مشروط بمطالب فهي قناعة راسخة ورؤية وطنية حاضرة عند الصغير قبل الكبير وأنها ستظل داعمة للجيش إلى يوم القيامة ولكن الوضع يتطلب إعادة ترتيب وتنظيم داخلي سريع حتي لا تتحق للمليشيا أمنيتها وتكون النهود مهدد أمني لمدينة الأبيض ولوسط السودان .. وبهذه المناسبة لابد أن نشير بأن النهود بها مهبط طائرات غير أنها منطقة حاكمة مثل جبل موية بولاية سنار وهى منطقة تربط بين الشرق والغرب والشمال والجنوب ومن يسيطر عليها يتحكم في الحركة البرية من ليبيا حتى دولة جنوب السودان ومن الأبيض حتي إنجمينا غربا .. والمؤسف منذ الأمس بدأت عمليات النهب المنظم لمخازن المحصول والسيارات والقتل والتصفية الممنهجة لقيادات ورموز المدينة الوديعة .. إنها سياسة إفقار المنطقة .. الله المستعان .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى