أخر الأخبار

بعدما لامست دموع (الدعاك) أشواق الغلابة هل يلبي الهلال الأحمر القطري نداء الكردافة؟

رصد الحاكم نيوز

 أبو غلام الدين

قطر يا أخت بلادي
قطر يا الأميرة الأم والحضن الحصين
قطر يا أيقونة الإنسانية، أيتها الأمير تميم
قطر الخير، يا تاج العروبة وسيف المسلمين
قطر يا شقيقة، يا رفيقة، يا الركن الأمين
كلمات ظل يرددها الشارع السوداني في كل المحافل الدولية، لأن قطر الخير تستحق الوفاء.

 عندما قال السودان أيّ صوت، زار بالأمس خيالي، طاف بالقلب وغنّى للجمال،
كان صوت سعادة السفير محمد إبراهيم السادة، سفير دولة قطر، من على القُرب، ينادي: “إنه صوتي أنا، صوت الرجولة والفزعة في يوم الملحمة”، فكانت أيادي قطر شعبًا وآلةً ممدودة بالعطاء للشعب السوداني، خيرًا وبركة.

 من هنا نؤكدها للشعب السوداني عامة، وللكردافة خاصة، في ظل هذا الرجل الخلوق، المطعون في الإنسانية، الملهم للأمة العربية والإسلامية، السفير محمد إبراهيم السادة، سفير دولة قطر بالسودان، بأنه لا خوف على الشعب السوداني من جور الزمن. لذلك دعني أقولها بالصوت العالي:
أي دمعة حزن لا، لا عبرة تسكن في الحلق، يا دكتور صلاح الدعاك، المدير التنفيذي للهلال الأحمر القطري بعد اليوم، ولا سحابة صيف عابرة تحجب شمس دولة قطر المشرقة عن سماء السودان الفسيح، في ظل هذه القيادة الرشيدة، الحصيفة، الرائدة في العمل الإنساني والطوعي لدولة قطر الشقيقة.
وأنت يا دكتور (الدعاك)، تزور ولاية شمال كردفان على رأس وفد الهلال الأحمر القطري، ودخان الحرب وغبار خيول معركة الكرامة ما زال عالقًا على أوراق شجر التبلدي ولَلوب المديرية، والهلال الأحمر القطري يتحسس احتياجات إنسان الولاية، يُجس علّتها، وطبيب يداوي جُرحها النازفة، يمسح على جبين اليتامى، ويكفكف دمعة المحرومين، المتأثرين بالحرب اللعينة التي أشعلتها ميليشيا الدعم السريع المتمردة على الشعب السوداني.

 نقولها وكلمات الشكر وعبارات الثناء التي يلهج بها لسان الشعب الكردفاني، سرًّا وعلانية، هذه الأيام، بمناسبة هذه الزيارة الميدانية التاريخية، غير المسبوقة لمنظمة أجنبية أو مؤسسة إنسانية لشمال كردفان، والقوات المسلحة السودانية، والأجهزة الأمنية والمشتركة، والمستغفرين، تخوض معركة الكرامة الرامية لتطهير السودان من دنس أوباش الميليشيا الإرهابية التي عبثت بمقدرات المواطنين الأبرياء وممتلكات الدولة السودانية، وتُحقق انتصارات ساحقة كسرت شوكة التمرد (فعرد) مذعورًا مذهولًا دون رجعة.
بصراحة، هذه الزيارة تؤكد الاهتمام الكبير الذي توليه القيادة القطرية للشأن السوداني.

 بالتأكيد، إن الواقع الذي شاهدناه وعايشناه، ونحن برفقة وفد الهلال الأحمر القطري تحت قيادة الدكتور صلاح الدعاك، المدير التنفيذي للهلال الأحمر القطري وركبه الميمون، وهم يستمعون للأستاذ عبد الناصر عبد الله، المدير التنفيذي لمحلية شيكان، وهو يقدم تشريحًا دقيقًا للوضع الإنساني والاحتياجات الضرورية للمرحلة الحالية ومرحلة ما بعد الحرب، مقدمًا أولويات المحلية في ظل الراهن الحالي، التي على رأسها المياه وسقيا المواطن، ورديفتها إصحاح البيئة، وثنائية ورشة صيانة آليات النظافة، ومشروع إنارة المدينة التي أظلمها حداد الحرب، يبرر هذه الدموع، ويؤكد أن دموع الرجال أغلى وأصدق وأعمق إنسانية في حضرة أسرة الهلال الأحمر القطري.

لقد جاءت دموع (الدعاك) الساخنة تنثر الرسائل في بريد المنظمات الدولية والإقليمية والعالمية العاملة في مجال العمل الإنساني، مفادها أن كردفان التي تتعافى من جراحات الحرب تستحق الكثير لتكملة رحلة التعافي، وكتاب ولاية شمال كردفان المفتوح يكفيك عنوانه.
لذلك جاءت كلمات المدير التنفيذي لمكتب الهلال الأحمر القطري، الدكتور الإنسان صلاح الدعاك، مبشرًا بغدٍ أفضل، يُساهم الهلال الأحمر القطري في إشراقة شمسه، وسقي أرضه، وزراعة الأمل في وجدان الكردافة، لأن الغد مع الهلال الأحمر القطري (أحلى)، في ظل القيادة الرشيدة، محراب العمل الإنساني.
وقد تجلّت هذه الإنسانية في مستشفى الجميح لغسيل الكلى بمدينة الأبيض، الذي يمثل المركز الأهم في الإقليم، ويستوعب عددًا كبيرًا من مرضى الفشل الكلوي على مستوى ولايات غرب السودان، والهلال الأحمر القطري يسند ويدعم المركز بعدد (20) ماكينة غسيل، ويوفر معينات العمل لهذه المؤسسة العلاجية الخيرية المتكاملة.
ومن ثم يقف الوفد على أقسام مستشفى الأبيض التعليمي، برفقة الدكتور مزمل، مدير المستشفى، الذي نال حظه من مخرجات الزيارة التي أسهمت في حلحلة الكثير من المشاكل والمعضلات التي ظلت مركونة في (جراب) المستشفى.

وكان لقاء المفوضية أشبه بلقاء الجيوش المنتصرة، حيث كشف اللقاء عن ملحمة تاريخية خاضها الهلال الأحمر القطري على تخوم كردفان، ومواقف إنسانية مع النازحين، سجلها التاريخ بأحرف من نور في سجل العمل الإنساني.

 وأما لقاء الأشقاء بمكتب الهلال الأحمر السوداني، فتلك قصة أخرى سنكتب عنها لاحقًا.
وغدًا نحدثكم عن ما دار في مفوضية العون الإنساني ووزارة الإنتاج والموارد الاقتصادية.
ولنا عودة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى