عبدالله محمد علي بلال يكتب :-
الاستعداد للموسم الزراعي يسقوني للبحث عن آليات زراعية إذ أن المليشيا المتمردة نهبت ماعندي من آليات مثلما نهبت مشروع الجزيرة وجميع المشاريع الزراعية وممتلكات المزارع البسيط!! ذهبت إلى معرض جياد حيث يتلبسني اليأس والحزن حتى كدت أن أتحدث لوحدي وأسأل نفسي نترك الزراعة ونتجه لمشروع آخر؟ ام نواصل مهنتي المحببة لي؟ دخلت معرض جياد حيث الإهتمام المميز بالزائر استقبلني شاب يسمى محمد بخيت يستحق أن يفتح معهد تدريب ليعلم موظفي الدولة الرقي في كيفية التعامل،، بدأت أسأل عن ما أريد من آليات زراعية وفي أقل من دقيقة يتصل بي موظف آخر يسمى عبدالستار لايقل في الرقي عن زميله ليحدثني عن المنتوجات الزراعية ومواصفاتها رغم أنه خارج بورت سودان ثم تصلني الفاتورة اوالعرض في أقل من ساعة!!
انتابني شك فقررت أن اطوف المعرض ثم ذهبت إلى الورش والأقسام ولم نسأل شخص فقط اعتمدت على استفتاء العين،،، التي امتلأت دموع ثم قطرت مما جعل احد العمال يعطيني منديل ويسألني البركة فيكم من الذي مات لك؟؟ فقلت له مات اليأس من دواخلي!!
جياد الهندسية تعرضت لهجوم ودمار ممنهج منذ الأيام الأولى من الحرب لأنها تمثل فخر الصناعات الوطنية وجياد كادت أن تباع للإمارات في عهد حكومة قحط وإشراف إبراهيم الشيخ علي وزارة الصناعة لذلك كانت من المشاريع المستهدفة بالتدمير،، لا أحد يصدق ماحدث لجياد كن تطور في أقل من سنتين!! رغم قلة الموارد والخسارة الكبرى التي تعرضت لها جياد الهندسية في أصولها ومصانعها وانتاجها وخسارتها لاتقل عن المليارات الدولاريه!!
رغم ظروف الحرب استطاع القائمون على أمر تلك الشركة الوطنية الهامة أن يعيدوها سيرتها الأولى بل بوجه أجمل وتكنلوجيا أحدث،، مافعله هؤلاء بقيادة مديرها عبدالله عبدالمعروف يستحق أن يحلل في دراسات الإقتصاد وان يكتب عنه في معاهد الإعلام حتى يعرف العالم ان عزيمة السودانيين غير قابلة للهزيمة وان إرادتهم تتحدى المستحيل وان الإبداع لايحتاج إلى مال ورأس مال الإبداع العزيمة وقوة الإرادة و الإصرار على النجاح والتميز،،
يستحق القائمون على أمر جياد أن يزورهم السيد الفريق مهندس إبراهيم جابر ومحافظ بنك السودان ووزيري المالية والصناعة ويبقى سؤالهم الشرعي لهؤلاء كيف فعلتم ذلك وكيف نجحتم ومن أين لكم بالموارد بل من أين لكم بتلك الهمة العالية والعزيمة النبيلة والإرادة القوية،، ماحدث من تطور لجياد الهندسية يستحق أن تنال جياد ومدبرها عبدالله ومدراء الإدارات والفنيين والعمال أن تكافئهم الدولة بوسام الإنجاز المعنوي وكذلك الحافز المالي،، جياد احييت فينا روح الأمل بأن إعادة إعمار السودان بدأت بسواعد ابناء الوطن المخلصين من شركة جياد ولا مستحيل مع إرادة الرجال وعزيمتهم،،
تستحق جياد من الشعب السوداني أن يحتفل بها ويقول للقائمين على أمرها شكراً لكم لانكم معنا في المستشفيات والمدارس والمساجد والابار،، شكرا لك عبدالله عبدالمعروف وانت تعيد البسمة للشعب السوداني من جياد،، شكرا لك ولكل العاملين بجياد،،
