مصـــــــــر.. مواقف مشرفة تجاه السودان

السيسي يجدد رفضه تشكيل حكومة موازية..

تقرير_ محمد جمال قندول

في صبيحة كل يوم تتلقى مليشيات آل دقلو الإرهابية صفعة جديدة بتمدد خسائرها عسكريًا وسياسيًا، إذ عرف العالم أجمع أنّ هذه الميليشيات لا مشروع لها، وإنها حاولت الانقلاب على السلطة وابتلاع الدولة ومارست كل صنوف القهر والإذلال وكل أنواع الجرائم ضد شعب السودان ، وبالتالي فشل كل ما تطرحه من مشروعات سياسية ومؤامرات عسكرية.

وأمس (الأربعاء) أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي رفضه لأي محاولات تهدد وحدة وسيادة السودان وسلامة أراضيه، بما في ذلك المساعي لتشكيل حكومة موازية.

تصريحات الرئيس المصري جاءت تأكيدًا وتجديدًا للموقف المصري القوي والواضح خلال تعاطيها مع أزمة السودان منذ اليوم الأول للحرب.

رسالة واضحة

وكان الرئيس المصري قد أكد للرئيس الجيبوتي على ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة الوطنية في السودان وتعزيز وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع المناطق.

ويرى رئيس تحرير صحيفة الانتباهة بخاري بشير أن تأكيدات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي برفض الدولة المصرية الكامل لأي مساعي لتشكيل حكومة موازية في السودان، هي تجديد للموقف المصري الثابت والدائم من القضية والأزمة السودانية.

وتابع بشير وقال إنّ الدولة المصرية اختارت منذ نشوب الحرب في الخامس عشر من أبريل 2023 الوقوف إلى جانب الدولة السودانية والقوات المسلحة السودانية التي واجهت عدوانًا من أحد مكوناتها وعرف بتسميته وقتها بأنه تمرد على مؤسسات الدولة، وظلت القاهرة طوال عامي الحرب تعلن وقوفها بقوة إلى جانب الأشقاء في السودان ورفضها الكامل لوجود أي ميليشيات في الأرض السودانية.

ويستشهد بخاري بأن زيارة الرئيس عبد الفتاح البرهان للقاهرة كأول محطة بعد خروجه من القيادة تعد دلالة واضحة على احترام البلاد لموقف مصر من الأزمة السودانية، مشيرًا إلى أن وقوف مصر إلى جانب المؤسسات الرسمية في الدولة السودانية واعترافها بالحاكمية المطلقة للقوات المسلحة السودانية قاد إلى أنها واجهت موقف عدائي من ميليشيات الدعم السريع التي هددت أكثر من مرة بأنها ستضرب المصالح الحيوية لمصر.
وبالعودة للوراء قبل نشوب الحرب، نجد أن ميليشيا الدعم السريع عندما هاجمت قاعدة مروي الجوية قبل الحرب بيومين، فعلت ذلك لأن القاعدة الجوية محتلة من المصريين على حد زعمها ، علمًا بأن عددا من العسكريين المصريين كانوا وقتها في القاعدة الجوية فى برنامج تدريبات مشتركة بين الجيش السوداني والمصري.

وأثنى رئيس تحرير الانتباهة على المواقف المصرية المشرفة تجاه السودان، ووقوفها بصلابة إلى جانب الحكومة السودانية في مختلف المحافل الدولية.
واعتبر أن الحديث عن رفض الحكومة الموازية التي تتحدث عنها أطراف سودانية من قبل الرئيسين السيسي وإسماعيل جيلة هي رسالة واضحة للمجتمع الدولي الذي بادر بإقامة مؤتمر في لندن لداعمي الميليشيا كان الغرض منه تمهيد للوصول لحكومة موازية، إلّا أن مواقف مصر أيضًا مع المملكة العربية السعودية أفشلت ذلك المؤتمر في حينه.

مؤسسات الدولة الوطنية

وبرزت أدوار القاهرة الداعمة للبلاد منذ الأول إذ استقبلت أرض الكنانة عددًا كبيرًا من السودانيين الذين قصدوها، كما أن سفيرها هاني صلاح كان من السفراء القلائل الذين مارسوا مهامهم من بورتسودان عقب نقل العاصمة الإدارية لها بشكل مؤقت، حيث لم يغادر البلاد كما فعل الكثير من السفراء.

الخبير الاستراتيجي د. عمار العركي علق بدوره على الموقف المصري وقال إنّ التصريحات المشتركة للرئيس المصري ونظيره الجيبوتي جاءت لتوجه رسائل سياسية وأمنية عابرة للحدود من البحر الأحمر إلى القرن الأفريقي والسودان وصولاً إلى فلسطين. كما أنها أكدت رفض القاهرة وموقفها الحازم ضد أي مساعٍ لتفكيك الدولة السودانية برفض صريح لمحاولات تشكيل حكومة موازية، والتشديد على ضرورة دعم مؤسسات الدولة الوطنية، ما يعكس قلقاً إقليمياً متزايداً من سيناريوهات التقسيم أو الانقسام السياسي في السودان.

وبحسب العركي فإنّ هذا الموقف لا ينفصل عن تطورات أمن البحر الأحمر، حيث أكد الرئيسان على الرفض القاطع لتهديد أمن وحرية الملاحة في هذا الممر الدولي الحيوي، ما يعكس تبلور رؤية مشتركة بين الدول المشاطئة تقوم على أن مسؤولية تأمين البحر الأحمر وخليج عدن يجب أن تبقى حصريةً لهذه الدول بعيداً عن محاولات التدخل الخارجي أو عسكرة الممرات تحت ذرائع متعددة.

وتابع د. عمار قائلًا إنّه من الملفت أن هذا الدعم تزامن مع استقرار نسبي في الصومال، في وقت تعاني فيه منطقة القرن الإفريقي من تداخلات أمنية وصراعات إثنية تغذيها أطراف إقليمية ودولية، مما يضع مزيداً من الضغط على دول المنطقة لصياغة مواقف موحدة وفاعلة تجاه قضايا الأمن الإقليمي.

Exit mobile version