(تسميــة رئــيس وزراء).. الشيــطان في التفــاصيل…!

*مراقبون يستبعدون تشكيل حكومة جديدة..*

*تقرير_ محمد جمال قندول*

يترقب الشارع السوداني منذ فترة ليست بالقليلة تسمية رئيس وزراء وذلك لترتيب الجهاز التنفيذي وملء المنصب الشاغر منذ خواتيم 2021.

وعقب تحرير الخرطوم من ميليشيات آل دقلو الإرهابية، زادت التكهنات عن اعتزام مجلس السيادة تشكيل حكومة جديدة تقود مسيرة البناء والإعمار ومقابلة تحديات المرحلة المقبلة التي تحتاج لتنفيذي من طراز رفيع يعيد ترتيب دولاب الجهاز التنفيذي.

كيفية الاختيار

وما بين الحين والآخر، تدور عجلة الترشيحات لرأس الجهاز التنفيذي وتحديدًا منذ إجراءات الخامس والعشرين من أكتوبر 2021 حينما فضّ رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان القائد العام للقوات المسلحة الشراكة مع المكون المدني آنذاك، ومرورًا بالسنوات الثلاثة والأربعة الأخيرة.

وبرزت أسماء “د. كامل إدريس، والبروفيسور محمد الأمين، والسفير الدكتور علي يوسف، ود. نزار إبراهيم” وآخرون في سلم الترشيحات.

وثمّة سؤال مهم يقف السودانيون عاجزين أمامه يتمثل في سبب تأخير تسمية رئيس وزراء هل مفاده التوقيت؟ أم كيفية اختيار من يتناسب مع المنصب ويستطيع اجتياز منعرجات واقع سوداني معقد خاصة على المستوى السياسي وأكثر تعقيدًا بعد حرب الخامس عشر من أبريل إثر تمرد ميليشيات الدعم السريع؟

صراعاتٌ سياسية

وأوضح أستاذ العلوم السياسية بالجامعات السودانية د. بدر الدين حسان أن تأخر اختيار رئيس وزراء لأكثر من عامين يعود إلى التحديات العميقة التي فرضتها الحرب على مؤسسات الدولة، مشيراً إلى أن التعديلات الأخيرة على الوثيقة الدستورية التي أُقرت قبل عدة أشهر، نصّت على ضرورة تشكيل حكومة تكنوقراط مستقلة لا ترتبط بالأحزاب أو التجاذبات السياسية التقليدية.

وقال حسان إنّ المرحلة القادمة تتطلب إدارة الدولة بعيداً عن الاستقطاب الحزبي، ولذلك جرى التوافق على أن تكون الحكومة المزمع تشكيلها حكومة كفاءات مستقلة (تكنوقراط)، مما أضاف بعداً آخر للتأخير، حيث إنّ معايير الاختيار صارت أكثر دقةً وحساسية.

وأضاف أن تصريحات رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان التي كرر فيها الإشارة إلى قرب إعلان حكومة برئاسة رئيس وزراء، تعكس وعياً رسمياً بأهمية الإسراع في سد هذا الفراغ. لكنه أشار إلى أن البحث عن شخصية تحظى بالقبول الواسع وتتمتع بالكفاءة والاستقلالية في ظل أوضاع أمنية وسياسية معقدة يظل مهمة صعبة تحتاج إلى توازن دقيق بين الاعتبارات الوطنية والعملية.

وبيّن محدّثي أن كثرة الأسماء المتداولة عبر وسائل الإعلام مؤخراً تعبّر عن تعدد الرؤى والاجتهادات لكنها لا تعني بالضرورة أن الإعلان قد بات وشيكاً، لافتاً إلى أن تسمية رئيس وزراء لحكومة تكنوقراط في هذا التوقيت ستكون محطة فارقة، لأن نجاحها أو فشلها سيؤثر مباشرةً على مسار الحرب، وجهود إعادة الإعمار، واستعادة مؤسسات الدولة.

وختم بدر الدين بالقول إنّ الأيام القادمة قد تحمل تطورات في هذا الملف، لكنه شدد على أن نجاح الخطوة مشروط بوضوح الرؤية حول طبيعة الحكومة ومهامها بعيداً عن أية محاولات لجرها إلى صراعات سياسية أو حزبية.

ترتيب المشهد

وفي مساء الخميس، أجرى مجلس الوزراء تعديلين على قائمته، حيث أعفى وزيري الخارجية والشؤون الدينية والأوقاف، تلك الخطوة التي زادت من التكهنات عن اقتراب تشكيل حكومة.

مراقبون يعتقدون أن تسمية رئيس وزراء وتشكيل حكومة جديدة غير واردة على الأقل خلال الفترة القليلة القادمة، حيث استندوا على حجم التحديات التي تواجه الدولة وفي مقدمتها قضايا الحرب التي لم تنته بعد، فضلًا عن الصراعات السياسية وعدم وجود مشروع سياسي واضح يقود لتشكيل حاضنة قوية لرئيس الوزراء القادم.

وبالمقابل، فإنّ خبراء أشاروا إلى أن تأخير تسمية حكومة جديدة قد يعقد من المشهد خاصةً بعد تم تحرير ولايات الجزيرة وسنار ومؤخرًا العاصمة. وبالتالي، يستوجب ذلك مقابلته بتشكيل حكومة قوية تقود ترتيب المشهد وقيادة مسيرة بناء الوطن بعد الخراب الذي طاله.

Exit mobile version