
__________________________
▪️في الذكرى الثانية للحرب في السودان، استضافت لندن مؤتمرًا دوليًا بمشاركة وزراء من 14 دولة، بالإضافة إلى ممثلين عن هيئات دولية مثل الأمم المتحدة. وعلى الرغم من التعهدات المالية ، إلا أن المؤتمر انتهى دون تحقيق تقدم سياسي ملموس. ونظرًا لحجم الدول الداعية والراعية له، بقيادة بريطانيا وفرنسا وألمانيا، ومشاركة الاتحادين الأوروبي والأفريقي ودول أخرى، يُعتبر أن المؤتمر كان فاشلًا وغير منتج.
*_مظاهر الفشل_*
▪️غياب الحكومة السودانية الاى لم يتم دعوتها ، مما ترك تسآولات حول فعاليته في ظل تغييب الطرف الحكومي المعني مباشرة .
▪️ رفضت دول عربية التوقيع على البيان المشترك بعد أن انهارت محاولة بريطانيا لتأسيس مجموعة اتصال تُسهّل محادثات وقف إطلاق النار، عندما رفضت دول عربية، من بينها مصر والسعودية ، التوقيع على بيان مشترك بعد المؤتمر، مما أبرز الانقسامات الإقليمية وأضعف الجهود الدولية الرامية إلى إنهاء الصراع.
▪️تجاهل المبادرات الإقليمية، حيث لم يُعطَ المؤتمر الاعتبار الكافي للمبادرات الإقليمية السابقة، مثل مبادرة دول الجوار التي أطلقتها مصر في يوليو 2023، مما أدى إلى تهميش جهود كان من الممكن أن تسهم بفعالية في تحقيق تقدم نحو السلام.
التركيز على الجانب الإنساني دون السياسي، رغم التعهدات المالية ، لم يحقق المؤتمر أي اختراق سياسي ملموس نحو وقف الحرب، لا سيما في ظل غياب الحكومة السودانية والانقسامات الإقليمية، مما يجعل الجهود الإنسانية غير كافية دون وجود حل سياسي شامل.
*_دور مؤتمر وزير الخارجية في إفشال مؤتمر لندن_ :*
▪️إستبق وزير الخارجية السوداني د. علي يوسف الشريف ، وبتنسيق جيد مع السفارة السودانية في لندن، أعمال المؤتمر بعقد مؤتمر صحفي مع منصات إعلامية بريطانية مرموقة وأخرى غربية وعربية.
▪️أدلى الوزير خلاله بتصريحات حاسمة رفض فيها تشكيل حكومة موازية على غرار النموذج الليبي، معتبراً أن مثل هذه الخطوات تمثل خطرًا كبيرًا على وحدة السودان وتعرقل جهود الحل السياسي.
▪️كما أكد أن الخيار الوحيد لإنهاء الحرب هو الحسم العسكري، مشيرًا إلى أن السودان لن يتحمل مجددًا وجود قوات أخرى إلى جانب الجيش.
▪️هذه التصريحات القوية، التي تزامنت مع انعقاد مؤتمر لندن، ساهمت في تقويض جهود المؤتمر، إذ كشفت عن الانقسام العميق بين مواقف الحكومة السودانية وتوجهات المجتمعين الدولي والإقليمي. كما أظهرت أن أي مبادرة دولية تتجاهل موقف الحكومة السودانية سيكون مصيرها الفشل، وهو ما يفسر رفض عدد من الدول التوقيع على البيان الختامي للمؤتمر الذي تجاهل أدوار هذه الدول في مراحل سابقة.
*_خلاصة القول ومنتهاه_*
كان مؤتمر لندن فرصة حقيقية لتوحيد الجهود الدولية والإقليمية من أجل تحقيق السلام في السودان. إلا أن غياب الأطراف السودانية الرئيسية، والانقسامات الإقليمية، وتجاهل المبادرات السابقة، والتركيز على الجانب الإنساني دون السياسي، كلها عوامل ساهمت في فشل المؤتمر في تحقيق أهدافه.
يبقى الأمل في أن تتعلم الأطراف المعنية من هذه التجربة، وتعمل بجدية أكبر نحو حل شامل ومستدام للصراع في السودان.