
استضافت الأستاذة نجود حبيب قبل ثلاثة أسابيع في برنامجها الرائع انت الوطن على تلفزيون السودان الروائية السودانية العالمية زينب بليل أو زينب حاج بليل كما يحلو لاهل سنجة ذكر اسمها كاملاً متحدثة عن تجربتها معلمة وكاتبة روائية وعضو اتحاد الكتاب السودانيين ورئيس منتدى السرد والنقد وعضو منظمة الشهيد الزبير محمد صالح للابداع العلمي ورابطة الأديبات ومقدم برامج في التلفزيون والإذاعة والحاصلة على دبلوم تدريب المعلمات وخريحة كلية الموسيقى والدراما بجامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا. استطاعت زينب تحقيق النجاح عبر أساتذتها الاجلاء في مراحل التعليم المختلفة،رغم ما عانته في البدايات من بعض المواد كالرياضيات وقد حكت كيف ساقتها الأقدار لتصبح معلمة وما قامت به من تجارب تعليمية ناجحة غيرت حياة كثيرات من طالباتها،ثم تحدثت عن تجربتها الروائية التي شجعها فيها استاذها بعد كتابة موضوع انشاء. واصرارها على نشر إنتاجها رغم ما واجهته من عقبات داخل السودان وخارجه حيث أن الكاتب مظلوم في الحق المادي في كل الدول تقريباً فدور النشر تأخذ غالباً تسعون في المائة من العائد وتترك العشرة في المائة للكاتب في قسمة ضيزى.
تحدثت الكاتبة عن سنجة وادباءها مثل الروائي ابن سنجة امين محمد زين الذي غادر دنيانا الفانية في أكتوبر الماضي عن عمر ناهز تسعين عاماً في اعوام الحزن هذه وقد زاملنا ابنه نبيل في سنجة الثانوية فعرفنا الوالد اكثر وهو صاحب المكتبة التي تحمل اسمه وقد جمعت كثير من أهل الفن والأدب والسياسة إلى جانب مكتبات نابري والفونح، وكنا عندما نقف أمام تلك المكتبات وننظر للكتب والصحف اليومية التي تأتي بها البصات السفرية القادمة من الخرطوم في الثانية ظهرا حالنا كحال من يقف امام وجبة دسمة متحفزا لينال نصيبا منها. وقد كانت اشهر روايات امين لقاء عند الغروب. أما روايات زينب فهي هي الاختيار ،كش ملك ،نبات الصبار وحاملات القرابين.
تطرق الحوار لآثار الحرب الحالية على السودانيين حيث قالت زينب إن الحال في السودان رغم انقطاع الكهرباء والماء أحيانا أو شظف العيش أحيانا أخرى فإنه افضل بمليون مرة من الذي نعيشه اليوم في منافي اللجوء والنزوح ونحن نعاني وطأة طردنا من بيوتنا المفتوحة للجيران والأهل وفقدان ذكرياتنا ومقتنياتنا الثمينة الغالية وكتبنا التي لا تعوض وكل تفاصيل بيوتنا الواسعة واشجارنا الظليلة الوارفة وشوارعنا الفسيحة واجتماع الأهل والأصدقاء وتحايانا في الشارع لمن نعرف أو لا نعرف.
وكثيرون الآن أما في مناطق نزوح تفتقد الخصوصية أو في مناطق لجوء في معسكرات كالغابة وبعضها فعلا في غابات كما في يوغندا والبعض الآخر في شقق مغلقة في أدوار عالية لم نالفها ونصعد إليها بمصاعد نخشى أن تسقط بنا من فرط عدم تعودنا عليها.
زينب تحدث عن الحروبات السابقة في الجنوب ودار فور وكيف أننا في بقية أنحاء السودان لم نأخذها بجدية حتى عمت الحرب كل السودان فاحترق الجميع ولولا القوات المسلحة لكان نصف الشعب السوداني أو كله تحت الأرض.
ركزت الكاتبة على كيف تشرد أهل مدينتها سنجة ومنهم من مات فيها أو في طريق خروجه منها وتساءلت هل ستعود الحياة إلى طبيعتها فطمأنتها نجود حبيب أن القادم احلى وشواهده ماثلة.
استاذة زينب اتفق معك في كل ما قلت وازيد عليك بمشاركة نجود التفاؤل، فالأمل في الله كبير والزينا نحن ما بستاهل تلك الحروب والمآسي التي شيبت الولدان.