
مع تدفق مئات المليارات إلى قطاع التسلح الألماني، أصبح الشعار الجديد هو “دبابات بدلاً من سيارات”، مما يغير ملامح سوق العمل بشكل جذري. في حين تتقلص الوظائف في شركات السيارات الكبرى مثل “فولكس فاجن”، يعاني منتجو الدبابات والصواريخ من نقص حاد في الكفاءات، مما يدفعهم للاستقطاب من قطاعات مختلفة.
وفقًا لدراسة حديثة، يُتوقع أن تستثمر دول حلف شمال الأطلسي في أوروبا حوالي 72 مليار يورو سنويًا في قطاع التسلح، مما سيوفر أو يحافظ على نحو 680,000 وظيفة في القارة. كما تشير أبحاث أخرى إلى أن الطلب على المتخصصين قد يتجاوز 760,000 وظيفة بحلول عام 2030، إذا زادت الدول من إنفاقها الدفاعي.
في ظل هذا التحول، يسعى مصنعو الأسلحة لفتح مواقع إنتاج جديدة، مما يتيح لهم الاستفادة من العمالة المتاحة من القطاعات المتعثرة، مثل صناعة السيارات. يقول أحد المديرين التنفيذيين في هذا القطاع إنهم يستفيدون بالفعل من صعوبات تلك الصناعة.
مع وجود حوالي 60,000 موظف في شركات التسلح، يرتفع العدد مع احتساب الموردين إلى 150,000، إلا أن الحاجة إلى المتخصصين في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات تظل في صدارة الأولويات. يبدو أن ألمانيا أمام تحول كبير في بنيتها الاقتصادية، حيث ستكون دبابات الغد هي المحرك الجديد للوظائف والنمو.