
*الطاهر ساتي*
:: إبادة الجنجويد و عدتهم و عتادهم كانت – ولاتزال – مقدمة على تحرير المنطقة التي هم يعيثون فيها، وهذه إستراتيجية قتال لم يستوعبها غير آل دقلو حين وجدوا أنفسهم في المنافي والمخابئ بعد فناء جنجويدهم .. !!
:: وعلى سبيل المثال، لم يكن عصياً على الجيش فتح ممرات آمنة لسُفهاء آل دقلو في وسط الخرطوم، لينسحبوا عبرها عند الهجوم عليهم من إحدى الجهات، هذا لم يكن صعباً.. ولكن حاصرهم الجيش من الأربع جهات، لكي لا ينسحب منهم سفيهاً سالماً..!!
:: وكثيراً ما حاولت القوة التي كانت في القصر الجمهوري الانسحاب من القصر و منطقته في شكل مجموعات، ولكنها لم تفلح ..و بالمناسبة، ما حدث لنُخبة الجنجويد في شوارع وسط الخرطوم لايخطر على قلب و عقل أحد، إذ كل مجموعة غادرت موقعها للهروب وقعت في مصيدة الجيش وتعرضت للسحق، و هذا هو المطلوب إستراتيجياً..!!
:: وعندما شاهدت معركة على الهواء مباشرة، تذكرت حديث رئيس مجلس السيادة والقائد العام للجيش لوفد اعلامي التقاه قبل عام، ونقله الأخ ضياء الدين بلال بالنص القائل: ( أرى هزيمتهم كما أراكم أمامي الآن)، وكان الجنجويد يومئذ يعيثون فساداً في الجزيرة و سنار، و الناس حيارى، وبكري الجاك يطالب الجيش بالاستسلام..!!
:: تذكرت حديث القائد و ثقته في نفسه وجنوده أثناء مشاهدتي لإحدى المعارك – لايف – من المنطقة (X)، وكان رائعاً مشاهد الهلكى وهم يتمزقون ويتبعثرون، وعرباتهم وهي تحترق بما فيها من أسلحة وذخائر، وكانت رائعة أصابع التكبير والتهليل التي يرفعها الفرسان ..!!
:: من رأى ليس كمن سمع، ومن سمع قادة الفرسان و عباقرة التخطيط وبواسل التنفيذ كفاحاً، ليس كمن سمع نقلاً عنهم ..ولذلك،بعد أسبوع مما رأيت وسمعت، تجولت في بلدي لما يُقارب الشهر مطمئناً و قائلاً لمن يسألني عن المصير : ( اطمئن، لقد انتصرنا بفضل الله ثم عبقرية التخطيط وبسالة التنفيذ، ولم يبق غير الاعلان) ..!!
:: نعم، انتصرنا .. ليس فقط يوم استرداد الجزيرة وسنار والخرطوم و قصر الشعب فحسب، ولكن انتصرنا – ولله الحمد – يوم احباط انقلاب الهالك بفئة قليلة من الفرسان تم الغدر بهم بمئات العربات القتالية و آلاف الجنجويد في بيت الضيافة و القيادة العامة والمدينة الرياضية وغيرها، ولكنهم ثبتوا وقدموا صوراً من التضحيات والفداء، ليبقى السودان شامخاً مثل المآذن طولاً ..!!
:: وقادمات الأيام حٌبلى بالانتصارات المفاجئة .. ومما رأيت و سمعت، فلن يهنأ الهالك وجنجويده بمتر مربع من أرض السودان، و ما تحرير القصر الجمهوري إلا تمهيد لتحرير الضعين ونيالا و غيرها من المناطق المسماة – كذباً – بالحواضن، اذ لا حواضن لجنجويد الهالك غير المقابر الجماعية..!!