فاروق الزاهر فتي فارع الطول نحيف الجسم وضيئ الوجه باسم متهلل جهور الصوت وحسنه التقيته في سوح العمل الشبابي ايام شباب الوطن في التسعينيات توضدت العلاقة بيننا وقوتها ثلاث اواصر هي :
آصرة الفكرة
آصرة الاخوة في الله
اصرة العمل المشترك
شهدت لنا الخرطوم جولات عديدة في ميادين العمل الطوعي المتنوعة .
عندما نادي منادي الجهاد انتظمت قيادة شباب الوطن في كتيبة خاصة هي كتيبة الفتح المبين تدربت الكتيبة في المرخيات ثم انطلقت باللواري عبر الصحاري الي شرق دارفور الضعين لتعبر من هناك الي الجنوب عبر سماحة ونيام ليل ومشاردوت كان فاروق الزاهر احد المجاهدين في هذه الكتيبة الذي كان الفاتح عز الدين اميرها وكنت نائب الامير كان فاروق هو فاكهة الكتيبة وفاكهة هذه الرحلة الطويلة .
كان يتحفنا بالانشاد بصوته الجهورى العذب ويسرع في خدمة زملائه .
اذكر اننا دخلنا مدينة اللعيت جار النبي والناس في صلاة عيد الاضحي فصدح فاروق بصوته العذب منشدا :
هذا هو النور المبين فاقبلوا
الله الله……
الدنيا تمضي لا محالة الي زوال
الله الله
والموت لاينجينا منه كثير مال
الله الله
هذه. قصور
هذه قبور
الله الله
القبر شيده الرجال
غدا سيدفنوا في الرمال
الله الله
ثم اردف بنشيد الكتيبة
يا سودان هنيئا بالفتح المبين
نحن سلاح معمر ضد الخائنين
………… ……….. ………
عندما سمع المصلون هذه الكلمات بصوت فاروق الزاهر الدافئ لم يبقي احد الا وزرف الدمع
وكثير منهم غاب ثم جاء يجر خروفا لنذبحه ونعيد .
كانت كثيرة فرفعنا بعضها معنا .
اصر البعض ان ينضم الي الكتيبة ويصاحبنا ……
وصلنا الضعين و دخلنا فورا في التدريب علي ركوب الخيل حيث تم ضم كتيبتنا الي لواء ( الطير الابابيل ) ا كتيبة المغيرات صبحا ومعظمها قوة راكبة
كان فاروق يكسر ايام الرباط المملة بانشاده العذب واحيانا ياخذ كمرته ليوثف مناشط الكتيبة و الليالي الجهادية التي تقيمها في المدينة.
فاروق رجل متعدد المواهب فهو منشد وخطاط ومصور تلفزيوني ومخرج كنت احتفظ بتوثيقة لرحلتنا تلك قبل ان يتلف الجنجويد محتويات مكتبتي.
وثق هو والاخ الشيخ الشوين المصور الخاص بشباب الوطن كردفان كل ايامنا في شرق دارفور وبحر الغزال.
من الطرائف ان المجاهدين وبعد ان طال بهم الرباط في المنشار بواو واشتاقوا للشمال…..
كانوا يطلبون من فاروق ان ينشد لهم
” الي العلا ”
وكان امير الكتيبة الفاتح عز الدين يضحك ويقول للمجاهدين اصبروا .
مرة ذهبنا ام مطارق نستنفر الناس فبدا خطيبنا كلامه بالاية :
﴿ إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ۚ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ۖ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ ۚ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ ۚ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ ۚ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾
فقام احد الحاضرين وقال الشغل ده لا عاوز بيع ولا شراء انتو جيبو السلاح وخلونا مع المتمردين.
عدنا مرة للخرطوم من الجنوب بعد ان تم صقل شخصية فاروق فالتقطه مولانا احمد هرون صياد المبدعين ليعمل. في اعلام الشرطة الشعبية وكانت له بصمات واضحة وما كان التلفزيون القومي ليفوت موهبة مثل فاروق الزاهر دون ان يستفيد منها فضمه اليه وتدرج فيه حتي اصبح كبير المخرجين ومدير البرامج فهو رجل مبدع وذو همة .
قابلت فاروق قبل ايام في القاهرة وكان علي عجل من امره فقد اتي لمهمة خاصة بالتلفزين كان يستعجل قضاءها ليرجع السودان ويلحق بتغطية انتصارات الجيش الذي كان ينتصر في محور بعد محور..
ما كنت ادرى ان فاروق كان علي موعد لترتقي روحه الي بارئها شهيدا وان هذا اللقاء هو اللقاء الاخير .
رحم الله فاروق وتقبل شهادته هو وجميع الشهداء والعزاء لاسرته واخوانه واصدقاءه .
عاد القصر الجمهورى لكن مهره كانت ارواح طاهرة مثل روح فاروق الزاهر .
لم يعد ممكنا بعد الآن ان اتصل بفاروق لكني لن امحو رقم جواله ساتركه لاتذكره وادعو له ما عشت
اللهم ارحم فاروق وكل الشهداء وتقبل شهادتهم والحقنا بهم غير مبدلين
علي احمد دقاش يكتب : عاد القصر لكن فارقنا فاروق الزاهر
