
المعاناة تولّد الإبداع، وهذا ما يجسّده لاعبو منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم، إلى جانب نجوم الهلال والمريخ الذين ظلّوا ركيزة أساسية للمنتخب على مدار العامين الماضيين. ورغم الظروف القاسية والتحديات الاستثنائية التي فرضتها الحرب اللعينة، استمر هؤلاء اللاعبون في ممارسة نشاطهم التنافسي خارج السودان بعد أن شلّ الصراع كل مظاهر الحياة الكروية داخله.
بفضل جهود حثيثة واتصالات مكثفة، نجح الهلال والمريخ في المشاركة في الدوري الموريتاني، مما ساعد لاعبي الفريقين على الحفاظ على جاهزيتهم البدنية والذهنية. ورغم الغياب عن ملاعب الوطن وافتقادهم لجماهيرهم، لم يتراجع هؤلاء الأبطال، بل حملوا مسؤوليتهم بكل فخر، وساهموا في تأهل المنتخب إلى نهائيات كأس الأمم الأفريقية (الكان) وبطولة أمم أفريقيا للمحليين (الشان).
لكن التحدي الأكبر لا يزال قائما، حيث تنتظر منتخبنا مواجهة مصيرية أمام منتخب السنغال يوم السبت في ليبيا، ضمن تصفيات كأس العالم. يواجه السودان خصما قويا يزخر بالنجوم، لكنّه يدخل المباراة وهو متصدر المجموعة الثانية برصيد 10 نقاط، متفوقا على السنغال، صاحب المركز الثاني بـ8 نقاط.
هذه المواجهة ليست مجرد مباراة عادية، بل اختبار حقيقي ليثبت منتخبنا أن صدارته لم تكن وليدة الصدفة أو الحظ، وإنما نتيجة جهد شاق وعمل متواصل من اللاعبين، تحت قيادة المدرب الغاني كواسي أبياه. الطريق لا يزال طويلا والتحديات كثيرة، لكن هذا المنتخب، الذي يلعب منذ عامين دون جمهور، يواصل القتال بكل شجاعة، حالما بصناعة التاريخ وسط أجواء غير مسبوقة من المعاناة والإصرار.