
*
لم يحدث الفكر الاحترافي في كرة القدم السودانية تغييرات كبيرة في سلوكيات وتصرفات اللاعب السوداني داخل الملعب وأثناء المباراة. لا يزال اللاعب السوداني يفتقر إلى الانضباط والالتزام المطلوبين في عالم الاحتراف، وهو ما تجلى بوضوح في مباراة القمة الأخيرة، حيث حصل لاعبو الهلال على بطاقات ملونة مجانية، أبرزها تلك التي نالها كل من فوفانا وأبو عشرين بطريقة غير مبررة، مما اضطر الحكم للجوء إلى تقنية الفار. وقد لعبت هذه الأخطاء دورا حاسما في خسارة الهلال للمباراة، حيث تعرض ياسر جوباك وفوفانا للطرد بالبطاقة الحمراء.
من المفترض أن يساهم الاحتراف في تطوير أداء اللاعبين وتعزيز التزامهم بالسلوك الرياضي والانضباط داخل الملعب، لكن الواقع يكشف أن اللاعب السوداني لا يزال بعيدًا عن هذا المفهوم. ما حدث في المباراة الأخيرة يعكس حاجة ملحة لإعادة تأهيل اللاعبين نفسيا وسلوكيا لتجنب مثل هذه الأخطاء التي كلفت الفريق كثيرا.
أشعر بأسف شديد لطرد حارس مرمى الهلال، عبد الله أبو عشرين، في الدوري الموريتاني خلال مباراة تنافسية عادية، بعد تدخل متهور لا مبرر له. من اللافت أن أبو عشرين يخوض المباريات دائما بتوتر واضح واندفاع غير محسوب، وهو أمر يتكرر دون معالجة. والأمر ذاته ينطبق على الحارس يوسف فوفانا، الذي طُرد بنفس السيناريو في مباراة سابقة بالدوري الموريتاني، مما أجبر المدرب على إجراء تغييرات اضطرارية أربكت الفريق.
هذه الظاهرة تشكل خطرا كبيرا على مستقبل الهلال، خاصة مع اقتراب مواجهة مصيرية أمام الأهلي المصري، حيث قد يكلف أي خطأ أو تهور الفريق كثيرا. إن طرد حارسي المرمى في فترات متقاربة وبأسلوب مشابه يشير إلى أزمة حقيقية تتطلب تدخلا عاجلا من الجهاز الفني والإداري لمعالجتها.
إضافةً إلى ذلك، يبدو أن خسارة مباراة القمة أثّرت بشكل واضح على أداء الهلال ومستوى لاعبيه، مما يعكس حاجة الفريق إلى إعداد نفسي قوي لتعزيز التركيز والانضباط داخل الملعب، خاصة في المباريات الحاسمة. إن غياب هذه العوامل قد يجعل الهلال عرضة لخسائر متكررة، وهو أمر لا يتناسب مع طموحات الفريق وتطلعات جماهيره.