
كان المستعمر يكلف نفسه بإعداد جيش جرار وآليات وميزانيات كبيرة وخسائر بشرية فادحة لإحتلال الدول التي تملك موارد ضخمة لتنهب مواردها لكن الآن قد غير المستعمر أدواته ووسائله لتحقيق أهدافه ومصالحه.
الآن ما على الذي ينوي إحتلال بلدك إلا أن يبحث عن قائد أو قادة مرتزقة من بلدك أو من أي بلد آخر لديهم جيش ويتفق معهم على التسليح والتمويل مقابل تحقيق مصالحه بعد إيصاله أو إيصالهم إلى السلطة.
إذا كان الإحتلال لأجل نهب موارد بلد ما أو لإستقطاع جزء من أراضيه فالذي حدث ويحدث في ليبيا إحتلال والذي حدث في سوريا إحتلال والذي حدث ويحدث في تشاد إحتلال والذي حدث في العراق إحتلال وكل دول الخليج محتلة، لأن المحتل قد يحقق أهدافه في بلدك إما بإنصياعك لأوامره وتعليماته وتأمين مصالحه أو أن يلفق فيك تهم الإرهاب والأصولية الإسلاموية ويستخدم معارضيك لتقويض نظامك وتحقيق مصالحه عبرهم
إذا كان أحدكم يعتقد أن الإمارات تكلف نفسها عناء كل هذا الصرف لتحقيق
مصالحها فهو واهم فالإمارات تعمل لتحقيق مصالح المحتل الأكبر وكينيا تعمل كسمسار هدفه الخروج من العملية بكيس خضار لأبنائه.
فلينظر كل من يدعي الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة لنفسه وحركته أو حزبه ويقيمه على المستوى الإداري والتنظيمي والهيكلي فهل تنطبق عليه معايير الديمقراطية وهل هو نفسه مثقف بثقافة الديمقراطية.
دعونا ننظر للبلدان التي حدثت فيها تغييرات بقوة السلاح، على سبيل المثال كوبا، يوغندا، تشاد، إثيوبيا، إريتريا، الكنغو …الخ. هل أقاموا عليها أنظمة ديمقراطية حقيقية ومستقرة؟.
لم تستطع كل الحركات الثورية التي نشأت في السودان أن تصل إلى سدة الحكم عبر فوهة البندقية، ولم يحدث على مستوى العالم تمرد بحجم ووزن وامكانات الدعم السريع الذي استولى على ٩٠٪ من عاصمة بلده في أقل من أسبوع واستولى على كل مخازن ومصانع الآليات والأسلحة والزخيرة لكنه فشل في تسلم السلطة وإعلان حكومته.
الشعب السوداني استطاع إنهاء ثلاثة عهود دكتاتورية بطرق سلمية لكن القوى الثورية المسلحة لم تستطع تحقيق ذلك بقوة السلاح ولو لمرة واحدة. كل هذه التجارب تحتاج منا لدراسة موضوعية وتأملات جادة لنغير ادوات التغيير والإصلاح، ثم ليستوعب المؤتمرون بأنهم يعملون لمصلحة المحتل الذي سوف ينهب موارد بلدهم إذا استطاعوا الوصول إلى السلطة عبر البندقية لكنه مستحيل.
الرحمة والمغفرة للشهداء
الشفاء العاجل للجرحى
العودة الآمنة للمفقودين
د. محمد مصطفى محمد فضل
3مارس2025م