يبدو أن العالم يتجه الي مرحلة إستعباد الدول والشعوب بأدوات جديدة كالسيطرة الاقتصادية والتكنولوجيا والمالية والثقافية والإعلامية
كما تستعمل الديون والقروض الدولية كأداة لفرض مصالحها مما يجعلها رهينة لإملاءات القوى الكبرى
فقد شهد اللقاء الأخير بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونائبه مع الرئيس الأوكراني زيلينسكي أولى فصائل المسرحية الهزلية والعقلية التي ستقود العالم في الفترة المقبله
طلب ترامب مكافأة الدعم الأمريكي لاوكرانيا لفترة حكم (بايدن) بأضعاف مضاعفة في الحال وقد سبق إبان رئاسة ترامب في الدورة الأولي أن مارس نفس هذه الضغوط على بعض دول الخليج وطلب مبالغ ماليه مقابل حماية سلطتهم
وقد إنتهى لقاء ترامب بزلنسكي إلى مشادة علنية دون التوصل إلى اتفاق وقد فحوى اللقاء يرتبط بتنازل أوكرانيا لامريكا بنصف مواردها المعدنية مقابل (ضمانات أمنية) اي الحماية ولكن ترمب هاجم الرئيس الأوكراني الي أنه يعمل لإشعال حرب عالمية ثالثه وعدم جنوحه للسلام وكل هذه الإتهامات من قبل ترمب تأتي في سياق الضغوط الكلامية لإعلاء سقف طموحاته الإقتصاديه
حيث رد زيلنسكي بأن السلام مع روسيا لايأتي الا بمساندة أمريكا
وأخيرا غادر زيلينسكي البيت الأبيض دون إحراز اي تقدم مما أثار ردود فعل دولية واسعة خاصة من الأوروبيون كفرنسا وبريطانيا وانتقدوا معاملة ترامب لزيلينسكي
يعكس هذا اللقاء المتوتر التحديات المتوقعة في العلاقات الدولية والتحولات المحيطة بالصراع العالمي والذي سيسود فيه مصطلح القوة والمتاجرة بالمواقف الدولية بلغة (الإستعباد) وليس الإستعمار والتي أصبحت من الماضي
ونعتقد أن الحرب في السودان سيكون مصدرا للتكسب الأمريكي في المرحلة المقبلة من خلال متأجرة ترمب بالعقوبات على الدول الراعية للمليشيا عسكريا وماليا والتي تمتلك موارد ضخمة ستدخل جيوب ترامب بسياسة الجزرة والعصا
فتوجه السودان نحو توطيد العلاقات الروسية نحو الإستراتيجي المستدام سيخلق فرص كبيرة للسودان إذا وضعنا في الاعتبار علاقات ترامب المتميزة مع بوتين وعلاقة روسيا بالسودان
