كلمات صريحة – بدرالدين الباشا – مأساة سوكرتا

شيء محزن ومحبط بشدة سقوط وهبوط نادي حي العرب بورتسودان (سوكرتا) من الدرجة الممتازة إلى دوري الدرجة الأولى ببورتسودان، ليشارك في درجة أدنى رغم تاريخه العريق وجذوره الراسخة. لم يكن حي العرب مجرد نادي عادي، بل كان رمزا رياضيا يمثل شرق السودان، البحر الأحمر، وبورتسودان، وتولى رئاسته على مر السنين أسماء رنانة وشخصيات بارزة.
لكن المأساة لم تتوقف عند حي العرب وحده، فقبله تلقينا صدمة هبوط ” نمور دار جعل” الأهلي شندي، أحد الفرق العريقة التي مثلت نهر النيل، ليخسر الدوري الممتاز فريقين كبيرين في ضربة واحدة. وبينما لم نفق بعد من صدمة الأهلي شندي، جاءت نكسة حي العرب لتكمل مشهد الانهيار، مما يعكس أزمة تمتد إلى ما هو أبعد من المستطيل الأخضر.
من وجهة نظري، يتحمل الاتحاد السوداني لكرة القدم مسؤولية هذا الانحدار، إذ أصرّ على إقامة منافسة ناقصة الأركان دون أي دراسة أو تخطيط أو إعداد مسبق. زاد الأمر سوءا قراره الكارثي بزيادة عدد الأندية إلى 25 ناديا، دون أي حسابات فنية أو إدارية واضحة، مما أدى إلى منافسة غير متوازنة افتقرت إلى العدالة والتنظيم السليم.
لم يكن حي العرب بورتسودان مجرد فريق كرة قدم، بل كان صرحا رياضيا واجتماعيا وأخلاقيا، ومعلما بارزا في بورتسودان، حيث كان يستقبل الزائرين بحفاوة وكرم يعكسان أصالة المدينة. على مر السنين، قدم مدرسة حي العرب أسماء كبيرة في الكرة السودانية، لاعبين تركوا بصماتهم في تاريخ اللعبة، ولكن ذكرهم جميعًا يحتاج إلى صفحات وليس مجرد عمود واحد.
اليوم، يعيش عشاق الناديين ألما مضاعفا، فالمصائب لا تأتي فرادى. سقوط حي العرب والأهلي شندي لم يكن مجرد خسارة، بل مؤشرا خطيرا على أزمة أعمق تهدد مستقبل كرة القدم السودانية. فهل سيشهد المشهد الكروي إصلاحا حقيقيا يعيد لهذه الفرق مكانتها، أم أن القادم أسوأ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى