ضل التاية – بروفيسور ابراهيم ابراهيم محمد آدم – دعاوى العلمانية وفصل الدين عن الدولة في حفل تنصيب دونالد ترامب ( 3-5)

إن ما فعله ترامب اسقط ما في ايدي دعاة العلمانية فلو سألت أياً ممن يدعون العلمانية عن اسباب ذلك سيحارون جواباً، وربما يقولون لك ان تلك هي حرية الأديان، الحريات الأسوأ أن تجد من بني جلدتنا من يقول إن القرآن الكريم ذكورياً، ومن يقول إن سورة الزلزلة تخيف الاطفال وتجد مسئول عن التربية والتعليم يقول ان على المرأة عدم ستر مفاتنها والا تنشغل بذلك وكأنه يستدعي ابيات الشعور المنسوبة لولادة بنت المستكفي .
ومنهم من لا يبدأ خطابه حتى بتحية الاسلام ويقول في تحيته لكم صباح أو مساء الخير لأن السلام عليكم فيها ذكر الله.
ورغم التضييق على الأحزاب الاسلامية في موطنها العالم الاسلامي حيث لا يتم تسجيل أي حزب اذا كان في اسمه أي اشارة للإسلام نجد في أوروبا كما في ايطاليا والمانيا والنمسا الأحزاب الحاكمة تسمي نفسها علناً بديانتها كالحزب الديمقراطي المسيحي أو الاشتراكي المسيحي بل أكبر الأحزاب نواباً في البرلمان الأوربي هو حزب الشعوب الأوروبية المسيحي.
ومثل ترامب المحافظ والحزب الجمهوري اصلا حزب المحافظين في امريكا كما في حزب المحافظين في بريطانيا نجد ذات الدعوة للمحافظة على القيم والاخلاق التي هي واحدة في جميع الاديان حتى تلك التي غير مذكورة في القرآن لأن الرسل كلهم لم يقصوا على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وبالتالي نحن علينا فقط بالواجبة معرفتهم، إذ يقول تعالى : (إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَىٰ نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ ۚ وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَىٰ وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ ۚ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا (163) وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَرُسُلًا لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ ۚ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَىٰ تَكْلِيمًا (164) رُّسُلًا مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (165) . وقبل تلك الشواهد رأينا كيف أدى الملك تشارلز القسم ملكا لبريطانيا في اكبر كنيسة للبروتستانت .
ثم يأتي أتباعهم في السودان ممن يطالب بفصل الدين عن الدولة، يا للكفر البواااااح، وحتى لا يتهم كاتب المقال بتكفير الناس كعادة تابعي الغرب فإن الله تعالى هو من قال ذلك في محكم تنزيله في سورة المائدة (إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ ۚ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِن كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ ۚ فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا ۚ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ (44) وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنفَ بِالْأَنفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ ۚ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ ۚ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ).
في إطار تثبيت فرضيات الفصل المزعوم للدين عن الدولة ألحظنا كيف تنسق المنظمات المدعومة حتى من الأمم المتحدة مع منظمات تقوم بأدوار مريبة في الكثير من الدول الإسلامية بدعوى حماية حقوق الأقليات وهي تنتمي لاتجاه ديني معين وتستعين حكومات دول إسلامية أيضاً بهذه المنظمات في الوقت الذي تدمغ المنظمات الإنسانية الإسلامية بالإرهاب.
لقد هيأت لى متابعة ثورات الربيع أن أرى كيف يتم وأد الديمقراطيات لأنها تأتي باختيارات الشعب، ولو خلوا بين الشعوب الإسلامية وصناديق الانتخابات لاختارت الغالبية العودة الى منبع الإسلام لأن هذه هي فطرة الله التي خلق الناس عليها ولكان من شذ عدد قليل هو الذي يصف الأحزاب الأسلامية بأنها تفكر خارج الوطن وما درى هذا أن الدعوة الإسلامية هي عالمية التوجه والذي يراه منقصة يعتبر كمالاً منشوداً من قبل أصحاب الفطرة السوية السليمة.
وهنا جال بخاطري بيت شاعرنا الفيتوري الغافل من ظن أن الأشياء هي الأشياء، نعم تلك الأشياء تبدو للغافلين خيراً عميماً تباركه المؤسسات الدينية بينما في الحقيقة هي مؤسسات تجميلية فارغة المحتوى والمضمون.يتبع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى