![FB IMG 1598672012498](https://alhakim.net/wp-content/uploads/2020/08/FB_IMG_1598672012498.jpg)
ما يعجبني في بنك الخرطوم أنه ظل يرد على كل حملةٍ جائرةٍ تستهدفه بنجاح جديد، وإنجازٍ أكبر، لذلك لا غرابة في أن يكون أول البنوك العائدة لخدمة عملائها في مدينة أم درمان بافتتاح فرع له فيها عقب تحرير معظم أحيائها من دنس المليشيا، ولا غرابة في أن يكون أول البنوك استئنافاً لأعماله بافتتاح فرعٍ جديد في مدينة الخرطوم بحري الحبيبة (بحري سر الهوى) اليوم.
بالمثل كان بنك الخرطوم أول البنوك افتتاحاً لفروعه واستئنافاً لأنشطته في مدينة ود مدني السني عقب عودتها إلى حضن الوطن في يومٍ تاريخي بهي الطلعة وسيم القسمات، (سالت فيه مشاعر الناس جداول)، مثلما سالت فيه دموع الفرح على خدود الرجال والأطفال ودوّت فيه زغاريد الحرائر!
علمت كذلك أن إدارة البنك وجّهت منسوبيها بسرعة افتتاح فروع بنك الخرطوم في مدن الدندر والسوكي وسنجة وأم روابة وجبل موية والحاج عبد الله، وأن التعميم يشمل سرعة استئناف أنشطة البنك وافتتاح فروعه في كل مدينةٍ تعود إلى حضن الوطن، استشعاراً منها لأهمية وجود خدمات مصرفية متكاملة في تلك المدن، وهي الميزة الكبرى والأهم التي ميزت مناطق سيطرة الجيش على مواقع انتشار جراد آل دقلو، عدو الحياة الطبيعية، وقرين الموت والخراب والدمار عند كل أهل السودان!
وجود خدمات مصرفية في كل منطقة يصل إليها الجيش ويطهرها من عفن المليشيا الغاصبة أمر بالغ الأهمية حتى للجيش نفسه، لأنه يعينه على توفير معينات واحتياجات ومرتبات جنوده قبل المواطنين، وبالتالي فهو يشكل سنداً مباشراً للجيش وكل القوات النظامية الأخرى، مثلما يسند المواطنين ويساعدهم على معاودة أعمالهم التجارية ومراعاة مصالحهم بالسرعة اللازمة.
كثيرون في السودان وللأسف الشديد لا يطيقون النجاح، ولا يحتملون رؤية أي ناجح فيحاربونه ويجتهدون بكل قوتهم لتدميره، ويرمون إسقاطات فشلهم عليه، وبنك الخرطوم كان وما زال من أكثر البنوك المستهدفة لنجاحه الباهر لا لأي زعمٍ آخر!
لذلك كله نحيي إدارته ونشد على أيدي القائمين على بنك الخرطوم لأنهم ظلوا يردون على حملات التشكيك والتخوين والنقد الانطباعي الفارغ بالمزيد من النجاحات والإنجازات، وبالمزيد من تجويد الخدمات، ومن بينها افتتاح فرع البنك في مدينة الخرطوم بحري الذي عاد لممارسة أعماله في وقتٍ قياسي، ليساعد عملائه في (سر الهوى) على العودة لمدينتهم الحبيبة واستئناف أعمالهم وتطبيع حياتهم، ونرجو أن تحذو بقية البنوك الأخرى حذو بنك الخرطوم، وتسارع إلى افتتاح فروعها في كل المناطق المحررة، تأسياً ببنك الخرطوم الذي يمثل واحدةً من أعرق المؤسسات المصرفية في السودان.
عليهم أن يحاولوا تقليده واقتفاء أثره ليفتحوا فروعهم ويمارسوا أعمالهم لخدمة عملائهم بدلاً من الاكتفاء بالجلوس على الرصيف وندب الحظ والولولة ومحاولة تبخيس النجاح واستهداف المنافسين.. فالتأسي بالناجحين فلاحٌ!
*د. مزمل أبو القاسم.*