في عالم يزداد تعقيداً و صخباً تظل النبالة واحدة من القيم التي تصنع الفرق الحقيقي في حياة الأفراد و الجماعات . فالنبالة ليست مجرد سلوك راقٍ أو تصرف مهذب ، بل هي انعكاس لجوهر الإنسان و أصالته و هي التي تميز القائد عن التابع و الشجاع عن المتخاذل و المصلح عن اللامبالي .
النبالة ليست حكراً على طبقة اجتماعية أو مجموعة بعينها ، بل هي سمة داخلية تنبع من القيم و المبادئ التي يؤمن بها الإنسان . إنها القدرة على التصرف بأخلاق سامية حتى في أصعب الظروف ، و هي الامتناع عن الانزلاق إلى الأنانية أو الظلم ، حتى عندما يكون الطريق إلى ذلك سهلاً .
النبالة تصنع الفوارق بتعزيز الثقة و الاحترام المتبادل و ترسيخ قيم الصدق مما يخلق بيئة اجتماعية صحية . كذلك تصنع الفرق بنشر العدل و التسامح ، فالشخص النبيل لا يحكم بتسرع ولا يحمل ضغينة بل يسعى لتحقيق العدالة و يمنح الآخرين فرص للإصلاح و تقليل النزاعات و إشاعة روح التفاهم . أيضاً النبيل يلهم الآخرين ليصبحوا أفضل دون أن يفرض آرائه . و بذلك يتحقق النجاح الذي لا يُقاس بالماديات فقط ،بل بالأثر الذي نتركه في الحياة و الذي يرافقه الاحترام و الحب لا الخوف و الحقد .
تظهر نبالة الإنسان عندما يتعامل بكرم و أخلاق دون انتظار مقابل و قول الحقيقة بشجاعة و لطف و مساعدة المحتاجين دون تردد أو تمييز ، و التسامح مع الأخطاء و التعامل معها بروح منفتحة بدلاً من الانتقام ، و الوقوف مع الحق حتى عندما يكون الأمر صعباً .
النبالة إحدى أهم القيم التي يحتاجها عالمنا اليوم ، فكل تصرف نبيل مهما كان بسيطاً ، يترك أثراً مضاعفاً على من حولنا .
الحديث : ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) رواه البيهقي
هل يمكن أن نكون جميعاً سفراء هذه القيمة ؟
أ.لؤي ابراهيم عثمان
لؤي ابراهيم عثمان يكتب : النبالة تصنع الفرق
![IMG 20250124 WA0175](https://alhakim.net/wp-content/uploads/2025/01/IMG-20250124-WA0175.avif)