حملة مفضوحة تروج هذه الأيام بشدة تنتاش من “بنك الخرطوم” الرائد المصرفي. حملة أقل ما توصف به قذرة وهي تستخدم أساليب طفولية للتشفي من رصيفها وقد سخرت لذلك منصات ، ومجموعات، وأفراد مستغلة الميديا كمنصة تطلق منها قاذوراتها. وليتها ترمى التقليل فقط من البنك بل ذهبت أبعد بأن دعت لمقاطعته وسحب الودائع وايداعها في بنوك بعينها ذكرها سذج الحملة
الحملات نحو “بنك الخرطوم” لم تنقطع لكنها تفاقمت بشكل غير مسبوق خلال الحرب والإشاعات حوله لا تفتر آخرها موضوع خصم الخمسة الف التى وجدوا فيها ضالتهم لتأليب الميديا على البنك. وأن من لوم فهو عدم التوضيح وتنبيه العملاء لأمر الخصم. لكن وبحسب بيان أصدره أمس اوضح أنه إجراء روتيني تتبعه كل البنوك الوطنية والأجنبية مطلع كل عام مالي لكن أصحاب الغرض اتخذوا منه ذريعة للنيل منه وهم يعلمون دواعي الإجراء فصبوا على تساؤلات العملاء زيتا.
تقول الأمثال الشعبية (الما بتلحقو جدعو)، ومن الأمثال السائرة (الشجرة المثمرة تتقاذفها الحجارة)، و(يا جبل ما يهزك ريح) وغيرها من تلكم التي تتمثل باستهداف النجاح والناجحين، فما بالكم وبنك الخرطوم العريق يتمدد ويسمو منذ تأريخه البعيد لنحو قرن وحتى الآن. هل يعقل أن تهدر كل تلك الخبرات التراكمية في سقطات لا تشبه عراقته؟
دعكم من الماضي فالوقفة التي وقفها بنك الخرطوم خلال هذه الحرب رغم الظروف المحيطة به باعتراف شعبي ورسمى كفيلة بأن تشفع له وتدفع عنه أي هجوم ، ومع نهاية الحرب كان سباقا في فتح فروعه تلبية للحاجة الملحة للعائدين للنقد من العملاء، ودونكم مشهدهم مجتمعين عند مدخل “بنك الخرطوم” فرع مدينة ود مدني كأول بنك يصل الولايات التي كانت تحت سيطرة المليشيا متحديا في ذلك الصعاب والتردى البيئي.
وخلال قرن من الزمان ظل البنك يقدم ويشارك في الهم الوطني والاقتصادى، وكان شريكا أساسيا في إطلاق مشارع تنموية عملاقة، ودور محوري في الأزمات التي مرت بها البلاد وغيره.
التنافس سمة المؤسسات وغيرها وهو أمر مشروع ومهم أن كان في مضمار شريف، وبطرق مشروعة ومحترمة، فالتنافس محمود كونه يرتقي بالعمل، وللفائدة العامة التي ترتجى من خلق بيئة تنافسية تفيد وتستفيد، لكن ان يعجز شريك عن ذلك فيسعى للاستعاضة بهدم المنافسين والنيل منهم فهذا لعمري قمة العجز.
كان ينبغى للذين ثاروا تلقاء أنفسهم والذين نظموا حملة مغرضة أن يعلموا جميعا أن أي من البنوك لا يعمل بمعزل عن البنك المركزى، ولا بعيدا عن القوانين المنظمة للعمل المصرفي، لذلك من باب أولى التحري والتواصل مع البنوك في حال أي مشكل ترونه.
وبرأيي أن الحملة المدبرة رغم سيطها لن تزيد بنك الخرطوم الا صلابة ولن تزيده الا تجويدا من أجل تقديم خدمات تلبي طمح ملايين العملاء، ولو لم يكن البنك مؤثرا لما أحدث كل تلكم الجلبة.
الوقت للبناء والتعمير ولا يتأتى ذلك الا بخلق جسور الثقة بين المؤسسات والمتعاطين معها، فإن لم نستفد من أخطأ ما قبل الحرب على كافة الصعد فلن نبني وطنا..
وأخيرا بالله كفاكم ولا تتخذوا من المواطن وقودا لتسديد فواتيركم فكفى ما لحق به بلا ذنب جناه فلا تقضوا على ما تبقى من رفاته.