(25) بصًا على متنها ألف شخص.. عادوا من بورتسودان للجزيرة

بدء تفويج العائدين من 3 ولايات…

نازحو الجزيرة .. العودة لـ”أرض المحنــــــة”..

مشاهد العودة.. الهبت مشاعر السودانيين وامتزجت أحاسيس الحزن بالفرح

..

عودة السكان رغم الظروف الصعبة تؤكد عمق ارتباطهم بالتراب..

تقرير : محمد جمال قندول

بدأ مواطنو ولاية الجزيرة التوافد لأرض المحنة منذ أمس رسميًا. وتحركت أفواجٌ من البصات السفرية من العاصمة الإدارية المؤقتة، هذا بجانب عددٍ من الولايات، صوب قرى ومدن الولاية الخضراء، وذلك بعد شهرٍ من تحرير عاصمة الجزيرة “ود مدني” وما جاورها من أسوأ احتلال لميليشيات الدعم السريع.

وبالتزامن مع العودة، اقترب الجيش والقوات المساندة من تحرير كامل ولاية الجزيرة، وذلك بعد تطهير مدن الحصاحيصا، ورفاعة، وتمبول، والكاملين، وفي طريقهم لتحرير العاصمة الخرطوم.
تضحيات جسام
وانطلق برنامج العودة الطوعية للعودة لولاية الجزيرة الذي تم تدشينه أمس من بورتسودان، والقضارف، وكسلا، وذلك بعد عامٍ ويزيد من تحرير الجزيرة التي لم يتبقى فيها الكثير سوى بعض الجيوب.
مشاهد العودة هيجت مشاعر السودانيين الذين امتزجت أحاسيسهم بالفرح والحزن في آنٍ واحد، وإن كان الفرح الأكبر وأغلى وهم يعودون للديار بعد تحريرها، بفضل استبسال رجال القوات المسلحة، والقوات النظامية، والمشتركة، والمساندة في معارك قدموا فيها تضحياتٍ جسام، والحزن قطعًا للخراب الذي أصاب الولاية، ولكن بفضل الله قطعًا سيتم التعمير والبناء.
ورسمت لحظات العودة لوحةً من الامتنان للقوات المسلحة، كيف لا، وهي التي هزمت التمرد في هذه الولاية وقبلها ولاية سنار وقريبًا جدًا العاصمة الخرطوم، وأعادت كبرياء السودانيين.

تسهيل العودة

وفي العاصمة الإدارية المؤقتة بورتسودان، دشّن والي ولاية البحر الأحمر الفريق الركن مصطفى محمد نور محمود صباح أمس (الاثنين)، العودة الطوعية لولاية الجزيرة، وذلك من أمام أمانة حكومة الولاية.

الفوج الأول من العائدين على متن 25 بصًا بلغ عددهم 1000 شخص،
ويقول القيادي بالحزب الاتحادي الديمقراطي خالد الفحل إنّ عملية العودة إلى ولاية الجزيرة بدأت بعد توفير أسطولٍ من البصات السفرية على نفقة ولاية البحر الأحمر وتحت الإشراف المباشر من السيد والي ولاية البحر الأحمر الفريق الركن مصطفى محمد نور، حيث أعلن في وقتٍ سابق عن تسّيير رحلات العودة الطوعية لمواطني ولاية الجزيرة بتسيير ٧٠ بصًا سياحيًا من مدينة بورتسودان إلى مدينة ود مدني.

وقد وجدت هذه المبادرة الكريمة الترحاب والشكر من المواطنين، وقد تم استقبال موكب البصات في مدخل مدينة “ود مدني” بحضور السيد والى ولاية الجزيرة الأستاذ الطاهر إبراهيم.

وتقدم الفحل بالشكر لوالي ولاية البحر الأحمر على هذه المبادرة الإنسانية الكريمة، ونأمل أن يحذو ولاة الولايات الأخرى حذو والى البحر الأحمر بتسهيل عودة النازحين إلى ولاية الجزيرة بعد عودة الطمأنينة ودحر الميليشيات واستعادة الأمان.

بدوره، علق الكاتب الصحفي والمحلل السياسي عمار العركي قائلًا: إنّ عودة السكان رغم الظروف الصعبة، تؤكد عمق ارتباطهم بوطنهم ورغبتهم في استعادة حياتهم الطبيعية، وهو مؤشر على فشل محاولات فرض واقع جديد من قبل المتمردين.

وأضاف: هذه العودة تدل على ثقة المواطنين في قدرة الجيش السوداني والأجهزة الأمنية على توفير الحماية، خاصةً بعد العمليات العسكرية التي أنهت وجود المتمردين في المدينة.

وأكمل: وبالرغم من العودة، لا تزال الخدمات الأساسية مثل المياه، الكهرباء، والصحة تمثل تحديات كبيرة، مما يتطلب استجابة حكومية عاجلة لضمان استقرار المواطنين في المدينة.

العركي وصف عودة المواطنين إلى “ود مدني” بعد تحريرها بالتطور المهم، غير أنّها تفرض على الدولة تحدياتٍ تتعلق بإعادة الإعمار وتوفير الأمن والخدمات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى