التكوين و التأطير مفهومان أساسيان في بناء القدرات و تطوير المؤسسات و تُعدان حجر الزاوية في تحسين الأداء و الإنتاجية حيث يهدفان إلى تزويد الأفراد بالمعارف و المهارات اللازمة إضافة إلى توجيههم لتحقيق أهداف محددة سواء على المستوى الشخصي أو الجماعي .
*التكوين مفهوم يشير إلى عملية منظمة تهدف إلى تعليم مهارات و معارف جديدة أو تحسين المهارات التي يمتلكها الأفراد بالفعل . و يتم في مختلف المجالات كالتعليم ، الإدارة ، الصناعات و غيرها و تعتبر برامج التكوين جزءاً من إستراتيجيات التطوير المستمر للأفراد و المؤسسات . و يهدف التكوين إلى تحسين الكفاءة المهنية للأفراد و تمكينهم من مواكبة التغيرات التقنية و العملية و كذلك تعزيز القدرات الشخصية و الاجتماعية للحصول على أعلى معدلات الإنتاجية . ويتم التكوين في ثلاث مراحل تبدأ بالتكوين الأساسي الذي يتعلق بالتعليم الأولي و تأهيل الأفراد لسوق العمل . ثم التكوين المستمر و يركز على تجويد مهارات الموظفين و العاملين . ثم التكوين التخصصي و الذي يستهدف مجالات محددة تتطلب معارف متعمقة .
*أما التأطير فهو مفهوم يقوم على عملية توجيه وإرشاد الأفراد أو الجماعات لتحقيق أهداف معينة ضمن إطار محدد ، و يتضمن تقديم الدعم النفسي و الفني للأفراد لضمان تحقيق الأهداف بفاعلية و كفاءة . وينحصر دور التأطير في توفير الإرشاد و التوجيه و تعزيز العمل الجماعي و تنظيم الأدوار و حل المشكلات و بناء الثقة بالنفس و تحفيز الفراد . و بهذا فإنه يمثل الإطار الذي يحدد الأهداف و التخطيط لتحقيقها و مراقبة و تقييم الأداء و كذلك توفير بيئة مشجعة و تقديم المشورة و النصح عند الحاجة .
*التكوين و التأطير عمليتان متضامنتان ، حيث يوفر التكوين المعرفة و المهارات بينما يضمن التأطير إستثمار هذه المعارف و المهارات بشكل فعال فالتكوين هو الجانب النظري و العملي لتطوير القدرات أما التأطير فهو الجانب التنظيمي و الإرشادي لتحقيق الأهداف .
عليه التكوين و التأطير ليسا مجرد أدوات لتحسين الأداء ، بل هما إستثمار إستراتيجي في العنصر البشري ، من خلالهما يتم إقتراح و تطوير برامج فعَالة لضمان التميز والإستدامة و زيادة القدرات التنافسية لأي مؤسسة .
أ . لؤي ابراهيم عثمان
