وكيف يمكن التعامل معه؟
لواء ر. بح. (م) دكتور إسماعيل ابوشوك
أعلنت إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب عن تعيين بيتر لورد كمبعوث خاص مؤقت للسودان، بديلًا لتوم بيرييلو الذي شغل المنصب سابقًا. فمن هو بيتر لورد.
السيرة الذاتية لبيتر دبليو لورد.
يعتبر *لورد* دبلوماسيًا عاملا في الخدمة الخارجية، حيث يمتلك مسيرة طويلة من *الخبرة* في الشؤون الإفريقية.
*الوظائف التي تولاها*
٠ نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشرق إفريقيا والسودان وجنوب السودان 2021-2025
٠ مدير مكتب شؤون جنوب إفريقيا 2020-2021
٠ نائب رئيس البعثة في سفارة ويندهوك، ناميبيا 2017-2020
٠ نائب المدير والمدير بالإنابة لمكتب شؤون شرق إفريقيا 2015-2017
٠ المستشار السياسي في بعثة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة 2012-2014
٠ نائب رئيس البعثة في بعثة الولايات المتحدة لدى الاتحاد الإفريقي 2010-2012
٠ تولى لورد مهام دبلوماسية في عدة دول، منها ملاوي وسوريا والعراق والمملكة المتحدة،
٠ وعمل كذلك كزميل في الخدمة الخارجية بجامعة كولومبيا.
٠ كما شارك في زمالة الدبلوماسية عبر الأطلسي في إطار تبادل مع وزارة الخارجية وشؤون الكومنولث بالمملكة المتحدة.
*التعليم والمهارات:*
٠ ينحدر بيتر لورد من فلوريدا، ويحمل:
٠ درجة البكالوريوس في الفلسفة والأدب الفرنسي.
٠ درجة الماجستير في الدراسات الاستراتيجية.
٠ يتحدث الفرنسية وبعض العربية، مما يعزز من قدرته على التواصل بفعالية في المنطقة.
*التركيز الاستراتيجي لمكتب الشؤون الأفريقية:*
تجدر الإشارة إلى أن مكتب الشؤون الأفريقية التابع لوزارة الخارجية الأمريكية يركز على تطوير وإدارة السياسة الأمريكية المتعلقة بالقارة الأفريقية.
*وتعتمد استراتيجية وزارة الخارجية الأمريكية بشأن أفريقيا على ثلاثة أهداف رئيسية:*
1.تعزيز العلاقات التجارية مع الدول الأفريقية الرئيسية لزيادة الرخاء الأميركي والأفريقي.
2.حماية الولايات المتحدة من التهديدات الصحية والأمنية عبر الحدود.
3.دعم تقدم الدول الأفريقية نحو الاستقرار والحكم المستجيب للمواطنين والاعتماد على الذات.
*اخر اتصال لحميدتي قبل الحرب*
قبل اندلاع حرب ابريل 2023 *بيوم* بتاريخ 13 ابريل عقد الفريق أول محمد حمدان دقلو، اجتماعاً هاتفياً مع عدد من المبعوثين الدوليين، حيث شمل اللقاء
٠ المبعوث الأمريكي لشؤون شرق أفريقيا والسودان وجنوب السودان، *بيتر لورد*
٠ المبعوث الخاص للمملكة المتحدة، *روبرت فيرويذر* .
٠ المبعوث النرويجي، *جون أنطون* .
تناول الاجتماع الأوضاع السياسية الراهنة في السودان، في ظل التحديات التي تواجه البلاد، وسبل تعزيز التعاون الدولي لدعم العملية السياسية.
يومها ، تم استعراض الجهود المبذولة لاستكمال العملية السياسية في السودان، بما في ذلك تشكيل حكومة انتقالية مدنية. وأكد *الهالك دقلو* حينها على أهمية الوصول إلى تحول ديمقراطي حقيقي، يتضمن إجراء انتخابات حرة ونزيهة، مشيراً إلى أن هذه الخطوات تعتبر ضرورية لتحقيق الاستقرار في البلاد. كما تم التطرق إلى التحديات التي تواجه الأطراف المختلفة في هذا السياق.
حينها ، قدم دقلو توضيحات حول الأوضاع الداخلية، مشدداً على التزام الأطراف بما تم التوقيع عليه في الاتفاق الإطاري. وأكد على ضرورة خروج المؤسسة العسكرية من العمل السياسي، مع التركيز على أهمية تعزيز الاستقرار ودعم مسيرة التحول الديمقراطي في السودان، مما يعكس التزام الحكومة الانتقالية بتحقيق تطلعات الشعب السوداني نحو مستقبل أفضل.
*الاتفاق الاطاري*
في فبراير 2023 , وصل *بيتر لورد* إلى الخرطوم بين ستة مبعوثين دوليين بهدف إنهاء حالة الانسداد السياسي بين الأطراف المختلفة وتعزيز قاعدة المشاركة في التسوية السياسية. هذه الخطوة كانت في إطار الجهود الرامية لتسهيل تشكيل حكومة انتقالية يقودها مدنيون قبل ان تندلع الحرب.
وفي تصريح له حينها بعد اجتماع المبعوثين مع قادة القوى المدنية الموقعة على الاتفاق السياسي الإطاري، *أكد مساعد وزير الخارجية الأمريكي بالإنابة، بيتر لورد، على أهمية هذا الاتفاق* . وأوضح أن الاتفاق الذي تم التوقيع عليه في الخامس من ديسمبر 2022 يمثل الأساس الأنسب لتشكيل الحكومة المدنية ، بالإضافة إلى كونه نقطة انطلاق لتأسيس الترتيبات الدستورية اللازمة لفترة انتقالية تؤدي إلى انتخابات.
*حول زيارته إلى جنوب السودان في الفترة من 28 إلى 29 فبراير 2024*
حيث قال في بيان مبذول، لقد أتيت هنا للحديث عن الحاجة الملحة إلى أن يتخذ جميع زعماء جنوب السودان الخطوات اللازمة لإجراء انتخابات سلمية وذات مصداقية في ديسمبر/كانون الأول ورفض العنف كأداة للتنافس السياسي. إن الفشل في القيام بذلك سيكون بمثابة فشل جماعي يتحمل مسؤوليته هؤلاء الزعماء.
لقد بدأ دعم الولايات المتحدة لشعب جنوب السودان منذ عقود من الزمان. ويستند هذا الدعم إلى قناعتنا بأن شعب هذا البلد يستحق السلام وحقوق الإنسان والديمقراطية وحكومة تستجيب لاحتياجات مواطنيها.
ونحن نواصل البحث عن دلائل تشير إلى أن قادة جنوب السودان يشتركون في هذه القيم.
وبالإضافة إلى اتخاذ الخطوات اللازمة لإجراء انتخابات سلمية وذات مصداقية، تستطيع الحكومة الانتقالية أن تثبت انسجامها مع هذه القيم من خلال الاستخدام الشفاف للإيرادات العامة لتمويل الاحتياجات العامة وحماية سكانها من العنف، بما في ذلك العنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي. ومن شأن مثل هذه الخطوات أن تساعد في إظهار الدعم الصادق للسلام.
ومن مسؤولية قادة جنوب السودان أن يقدموا لشعب جنوب السودان ما لا يقل عن ذلك.
*التحليل*
لا يتمتع الدبلوماسي الأمريكي بيتر دبليو لورد ( Peter W Lord) بخلفية أكاديمية سياسية أو دبلوماسية، ولكنه اكتسبها من خلال خبرة طويلة في العمل في افريقيا بمحطاتها المختلفة. أما تلقيه للدراسات الاستراتيجية فهو مجال أكاديمي متداخل التخصصات يركز على دراسة *إستراتيجيات الصراع والسلام*، وغالبًا ما يولي اهتمامًا خاصًا بالعلاقة *بين السياسة الدوليةو الجغرافية الإستراتيجية والدبلوماسية الدولية والاقتصاد الدولي والقوة العسكرية*.
فمن خلال الدراسة نجد اهتمامه سيتركز على الموقع الاستراتيجي للسودان وأهميته الاستراتيجية الأمريكية المبنية على السيطرة في صراع استراتيجية الحرب والسلام. وذلك خدمة للاقتصاد الامريكي، (وليس بالضرورة افصاحهم بذلك) ولكن تلك نواياهم التي يعملون من أجل تحقيقها.
توليه لملفات لها علاقة بالسودان ودول جوار السودان، ولقاءاته المتعددة مع المسؤولين السودانيين الفاعلين السودانيين، تجعل يفهم جزء من تفكير بعض النخب السودانية، وليس بالضرورة كل النخب،، خاصة الوطنيين منهم، والذي سيعمل الأمريكان على تحييدهم، مع تقريب من يوالونهم ويحققون أهدافهم.
من خلال الاتفاق الإطاري، يبدوا انه وممثلي كل من *بريطانيا والنرويج* ، كان لهم جهد وامل في تنفيذ الاتفاق القحتجنجاويدي على السودان، *سيما والاتصال الاخير بحميدتي، وربما اخرين* ، قد يدل على نيتهم الاطمئنان بآخر الترتيبات التي أدت بفشلها للحرب.
ومن ثم فإنهم يرغبون في المحاولة مرة أخرى بالضغط بطرق أخرى لتحقيق الإطاري،، وربما بلاعبين آخرين غير قحط أو تقدم.
إذن المطلوب المراقبة والترقب والحذر ممن يصرون على الفاظ مثل ( الثورة مستمرة، العودة لمنصة التأسيس، لجان المقاومة، الخ من المفردات التي تتيح التدخلات الخارجية).
كذلك معرفة *أولويات اهتمامات حكومة ترمب*، فذلك يعطي فرصة للسودان لمخاطبة الخصم.
الأهم من ذلك اتخاذ السودان لقرار لا لبس فيه، فيما يتعلق بأين نريد الذهاب بتوجهاتنا السياسية الاستراتيجية، فمسك العصاة من المنتصف امر غير مجدي بل وخطير في علاقاتنا الدولية.
من خطاب بيتر في جنوب السودان نجده يعزف على مكروراتهم المملة دوما، وهي
( قناعتنا بأن شعب هذا البلد يستحق السلام وحقوق الإنسان والديمقراطية وحكومة تستجيب لاحتياجات مواطنيها. ).
بينما أهدافهم الحقيقية تتمثل في
1.تعزيز العلاقات التجارية مع الدول الأفريقية الرئيسية لزيادة الرخاء الأميركي والأفريقي.
2.حماية الولايات المتحدة من التهديدات الصحية والأمنية عبر الحدود.
3.دعم تقدم الدول الأفريقية نحو الاستقرار والحكم المستجيب للمواطنين والاعتماد على الذات.
نلاحظ ان ما يقولونهم يركز على النقطة الثالثة في سلم اهتماماتهم، ويمكن أن يلغونها جملة وتفصيلا، اذا تعارضت من هدفهم الأول والثاني.
ومع سيطرة حكومة *ترمب* الأربعة سنوات القادمات، *سيكون التركيز على العلاقات التجارية بما يخدم الرفاه الأمريكي.* وفي هذا يجب التفكير الجاد اذا اريد التحدث مع الأمريكان.
يجب على كل المسؤولين السودانيين عدم إتاحة المجال للدبلوماسيين الأجانب بتخطي الحدود والأعراف الدبلوماسية، ومنع الدبلوماسيين من اعتبار السودان حديقة يستطيعون التجول فيها اين شاءوا ومتى شاءوا.
كذلك على السودانيين بمختلف تصنيفاتهم السياسية الوظيفية والشعبية الامتناع عن الاختلاط بالدبلوماسيين الأجانب لأنهم خط التجسس الرسمي الاول المعترف به بين الدول. وعلى الجهات الرسمية الوقوف بجد واجتهاد حماية للأمن القومي للدولة.
*الله المستعان*